مما كتبتُ قديما
كنت في زيارة سريعة لجامعة إسلامية فخمة جدا وفاخرة جدا
وكان مصعدها من النوع الذي تدخله فلا تشعر بشيء لا نزولا ولا هبوطا
وكان واسعا باردا ..مفروشا بسجاد أحمر فاخرا..
صعدت وقضيت مصالحي في الجامعة ثم ضغطت على الزر لاستدعاء المصعد
ثم ركبت
ثم بعد أقل من دقيقة
انطفأ النور
وتوقف المصعد ولا أدري أين !!!!!
وجمدت في مكاني وقد شعرت أنها غالبا قد تكون النهاية
أي نعم هذه الأشياء تحدث لغيرنا - ولاتحدث لنا
لكن ...قد - أقول قد - تحدث لنا
لم أتحرك قيد انملة وأنا أتخيل أنه مهما صرخت لن يسمعني أحد ...
لن يتخيل أحد أن هناك أحدا في المصعد أصلا!!
وصوتي لن يصل
ولو طرقت الباب فلا مجيب
قلت أستفيد من الوقت لعل أحدا ينتبه
فجعلت أتخيل أنني في القبر وأنه سيكون بهذه الظلمة
طبعا لم أتمالك نفسي وابتسمت ساخرة ...القبر ليس فاخرا كهذا القبر المتحرك الذي لا أراه ولا أشعر بأطرافه المعدنية
لكن قلت لا بأس نحاول التخيل..
ما أن شعرت أنه فعلا بعد قليل سينتهي الأكسجين وقد أموت الآن وأن هذه نهايتي
حتى وجدتني أقول بحق في نفسي رب ارجعون وسأفعل كذا وكذا ..
ورحت أعدد ما كنت أتكاسل عنه
ثم قلت في نفسي هذا وقت التوكل والدعاء..
فلست أدري لم جال في ذهني دعاء يا ودود يا ودود يا ذا العرش المجيد يا فعالا لما تريد اللهم فرج كربي
فدعوت ....
ثم إني سمعت صوتا قطع عليّ خلوتي
نعم خلوتي فقد بدأت أتأقلم على وضعي الجديد
ورغم أنها خلوتي ..وأنني ألفت الظلام...وكدت أجلس على الأرض لأنام ..إلا أنني طرقت الباب بلهفة لعل الفرج قريب
وفعلا عادت الأضواء بعد دقائق كأنها قرون..
ووجدت رجلا يفتح الباب مندهشا ويعتذر عن العطل ...
فقلت له شكرا جزاكم الله خيرا واندفعت كالصاروخ خارج القبر .... أعني المصعد وقد عدت للحياة من جديد وهو يناديني تم اصلاح العطل فأكرر الشكر وأنزل على السلم الحبيب الجميل (يعني كان ماله السلم من الأول)
هكذا عدت من القبر بعد الموت وقد ناديت رب ارجعون ..لعلي أعمل صالحا فيما تركت ...
ترى هل عملت صالحا فيما تركت ؟؟؟؟؟؟؟
أسأل الله السلامة