محنته :
عاش الإمام أحمد في عصر الخليفة المأمون
ثم المعتصم ثم الواثق ثم المتوكل .
في هذا الوقت ،
كانت فتنة المعتزلة خاصة في عصر المأمون.
وكان المأمون تلميذاً لأبي هذيل العلام من المعتزلة ،
ووقع فى براثن الفلسفة اليونانية .
وعين المأمون أحمد بن أبي دؤاد المعتزلي وزيراً خاصاً له .
و كان الصدام بين خرافة القول بخلق القرآن ...
أي أنَّ القرآن حادث مخلوق
و بين الحق الذى مثله أهل السنة
متبعين فيه التابعين و الصحابة
في فهمهم و تعاملهم مع الدليل
و أن القرآن هو كلام الله تعالى الأزلي القديم
و لم يكن أهل السنة يسلمون أنفسهم لفلسفة الوثنيين ,
و لا يخضعون لها الشرع
و لا يشغلون أرواحهم
و لا يرهقون أنفاسهم
خلف بشر يعمل عقله و هلاوسه
من عبدة أساطير جبل الأوليمب !
بل تخفق قلوبهم مع الأثر
عن النبى صلى الله عليه وسلم و صحبه الكرام الطاهرين
, ففى كلامهم تحضر موارد الإيمان،
و يتبين أهل الشقاء من أهل الحرمان
حسب التأسي بما يقال ،
حتى لو جاءت الفتنة و المحنة ,
فزادهم هو اليقين بكريم الإرادة الربانية ,
إرادة الرحمن سبحانه التى تدخر الفوز لهم ,
فيجعلهم من الصابرين انتظارا لحسن المآل