كنت أرى الذنوب وأعمال القلوب من أيسر ما يمكنني التكلم فيه وعظا وإرشادا ونقاشا، وهو الشيء الذي توهمت أني أحسنه، أفضل القراءة والكتابة فيه عن أي شيء آخر في الدين من فقه وتفسير وسواهما...
تحدثت عن العجب، وعن الرياء... عن الكبر... تحدثت عن ذنوب الخلوات، وعن الحب، والخوف، والرجاء، وأشياء أخرى كثيرة...
تكلمت، وكذا ملأت صفحاتي بكتابات وخواطر من بنيات أفكاري... معتمدة على فهمي لما قرأت عند ابن القيم وغيره ومن تربوا على نهج السلف من أهل العلم والمعلمين الأفاضل، وعلى تجارب شخصية عممتها مع أنها كانت تمثلني وحدي...
ولما علمت أنني "أهري"= أخوض فيما لم أحسن يوما، وتوقفت عن الهري؛ لم أجد ما أخط بقلمي!
عندها نكست رأسي، ومضيت أعترف بجهلي، وانخلعت من ثوب الزور الذي كسوته نفسي زمنا، وتركت الأمر لأهله.
اللهم اغفر وارحم.
إني أبرأ إلى الله من كل كلمة في دينه غر أحدا تنميقي لها، فأخذها من قولي، أو غره مظهري فقلد فعلي لينتقل إليه جهل من جهلي.
مثلي مثل أجهل الناس، بل أنا أحوجهم لمن يعلمني.
منال بنت سامي عيسى
ومعرفي الأسبق: الأمة الفقيرة إلى الله.