هل ثبت خبر ان ابن عباس تراجع عن تفسير قوله تعالى {والعاديات ضبحا} بالخيل .وقال انها الابل

[وطني الجميل]

قال الحاكم في المستدرك :
2521 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ ، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرٍ ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ الْبَجَلِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ قَالَ : بَيْنَمَا أَنَا فِي الْحِجْرِ جَالِسٌ ، أَتَانِي رَجُلٌ ، فَسَأَلَنِي عَنِ الْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ، فَقُلْتُ لَهُ : " الْخَيْلُ حِينَ تُغِيرُ فِي سَبِيلِ اللهِ ، ثُمَّ تَأْوِي إِلَى اللَّيْلِ ، فَيَصْنَعُونَ طَعَامَهُمْ ، وَيُوقِدُونَ نَارَهُمْ " ، فَانْفَتَلَ عَنِّي ، فَذَهَبَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، وَهُوَ تَحْتَ سِقَايَةِ زَمْزَمَ ، فَسَأَلَهُ عَنِ الْعَادِيَاتِ ، فَقَالَ : هَلْ سَأَلْتَ عَنْهَا أَحَدًا قَبْلِي ؟ قَالَ : نَعَمْ ، سَأَلْتُ عَنْهَا ابْنَ عَبَّاسٍ ، فَقَالَ : هِيَ الْخَيْلُ حِينَ تُغِيرُ فِي سَبِيلِ اللهِ " . قَالَ : فَاذْهَبْ ، فَادْعُهُ لِي ، قَالَ : فَلَمَّا وَقَفَ عَلَى رَأْسِهِ ، قَالَ : تُفْتِي النَّاسَ بِلَا عِلْمٍ لَكَ ، وَاللهِ إِنْ كَانَتْ أَوَّلَ غَزْوَةٍ فِي الْإِسْلَامِ لَبَدْرٌ ، وَمَا كَانَ مَعَنَا إِلَّا فَرَسَانِ فَرَسٌ لِلزُّبَيْرِ ، وَفَرَسٌ لِلْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ ، فَكَيْفَ يَكُونُ الْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ؟ " ، إِنَّمَا الْعَادِيَاتِ ضَبْحًا مِنْ عَرَفَةَ إِلَى الْمُزْدَلِفَةِ ، وَمِنَ الْمُزْدَلِفَةِ إِلَى مِنًى ، { فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا } حِينَ تَطَؤُهَا بِأَخْفَافِهَا وَحَوَافِرِهَا " ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَنَزَعْتُ عَنْ قَوْلِي ، وَرَجَعْتُ إِلَى الَّذِي قَالَ عَلِيٌّ " .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ " ، فَقَدِ احْتَجَّا بِأَبِي صَخْرٍ وَهُوَ حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ الْخَرَّاطُ الْمِصْرِيُّ وَبِأَبِي مُعَاوِيَةَ الْبَجَلِيِّ وَهُوَ وَالِدُ عَمَّارِ بْنِ أَبِي مُعَاوِيَةَ الدُّهْنِيِّ الْكُوفِيِّ .
وقال الذهبي في التلخيص : ( لا والله ولا ذكر لأبي معاوية في الكتب الستة ولا احتج البخاري بأبي صخر والخبر منكر )اهـ
قلت : اسناده محتمل التحسين ، لاجل حميد بن زياد : مختلف فيه والراجح أنه صدوق يكتب حديثه ولا يحتج بما انفرد به .
قال الزيغلي في تخريج احاديث الكشاف : {وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره وَمن طَرِيقه-يقصد يونس عن ابي صخر- رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره وقال ابن حجر في فتح الباري اسناده احسن يقصد الحديث الذي يسبقه في ذكر الخيل}
ولكن وجدت لحديثه متابعة من عبد الله بن عياش في تفسير ابن وهب
136 - قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشٍ وَأَبُو صَخْرٍ عَنْ أَبِي [مُعَاوِيَةَ] الْبَجَلِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ ثم ساق الحديث بتمامه
قلت : اسناده حسن ، وعبد الله بن عياش حاله حال حميد بن زياد وقد اخرج له مسلم في المتابعات والله اعلم

[أحمد القلي]

وقال الذهبي في التلخيص : ( لا والله ولا ذكر لأبي معاوية في الكتب الستة ولا احتج البخاري بأبي صخر والخبر منكر )اه

أبو معاوية هذا ذكر المزي أنه عمار الدهني الراوي عن ابن جبير , ووثقه أحمد وابو حاتم وابن معين
وكذلك قال الذهبي في السير
(عَمَّارٌ الدُّهْنِيُّ أَبُو مُعَاوِيَةَ بنُ مُعَاوِيَةَ البَجَلِيُّ
الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، أَبُو مُعَاوِيَةَ عَمَّارُ بنُ مُعَاوِيَةَ بنِ أَسْلَمَ البَجَلِيُّ، ثُمَّ الدُّهْنِيُّ، الكُوْفِيُّ.
......
حَدَّثَ عَنْ: سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ النَّخَعِيِّ،..)) انتهى

لكن أعاد ذكره المزي في التهذيب على احتمال أنه آخر
(أبو معاوية البجلى ، يقال : إنه عمار الدهنى ، و يقال : غيره ....

قال الحاكم أبو أحمد : إنه عمار الدهنى .
....
روى له النسائى فى " مسند على " ). اهـ .

وكذلك الذهبي في الميزان فقد حكم بأنه المجهول
(أبو معاوية البجلي.
يقال هو والد عمار الدهنى.
فيه جهالة.
روى عنه أبو صخر حميد بن زياد وآخر.)) انتهى

لكن أبا معاوية الدهني هذا لم يسمع من سعيد بن جبير
قال العلائي ( عمار بن معاوية الدهني قال أحمد بن حنبل لم يسمع من سعيد بن جبير شيئا)
وان يكن المجهول , فروايته غير صحيحة على كل حال .
والصحيح أن ابن عباس لم يتراجع عن تفسيره هذا , وهو الذي نقله عنه تلاميذه الكبار كمجاهد وعكرمة , بل كان يناظر عليه عليا رضي الله عنهما
قال الثعلبي
(وقال الشعبي تمارى علي ابن عباس في قوله: وَالْعادِياتِ ضَبْحاً فقال ابن عباس: هي الخيل، ألا تراه يقول: فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً فهل تثير إلّا بحوافرها، وهل تضبح الإبل؟ وإنما تضبح الخيل، فقال علي: ليس كما قلت لقد رأيتنا يوم بدر وما معنا إلّا فرس أبلق للمقداد بن الأسود.
وفي رواية أخرى وفرس لمرثد بن أبي مرثد الغنوي.) انتهى

وهذه المناظرة ذكر السيوطي أن عبد بن حميد أسندها عن الشعبي,
وذكر السيوطي أيضا هذه المناظرة بين عكرمة وأبي صالح
((وَأخرج عبد بن حميد عَن أبي صَالح قَالَ: تقاولت أَنا وَعِكْرِمَة فِي شَأْن العاديات فَقَالَ: قَالَ ابْن عَبَّاس هِيَ الْخَيل فِي الْقِتَال وضبحها حِين ترخي مشافرها إِذا أعدت {فالموريات قدحاً} قَالَ: أرت الْمُشْركين مَكْرهمْ {فالمغيرات صبحاً} قَالَ: إِذا صبحت الْعَدو {فوسطن بِهِ جمعا} قَالَ: إِذا توسطت الْعَدو
قَالَ أَبُو صَالح: فَقلت: قَالَ عليّ: هِيَ الإِبل فِي الْحَج ومولاي كَانَ أعلم من مَوْلَاك )) انتهى
ويقصد عليا وابن عباس رضي الله عنهما
وهذا يبين أن ابن عباس لم يتراجع عن قوله هذا , والا لما خفي على أخص تلاميذه عكرمة
وقوله هو الذي رجحه الطبري في التفسير وقال أن الابل لا تضبح
( وَأَوْلَى الْقَوْلَيْنِ فِي ذَلِكَ عِنْدِي بِالصَّوَابِ: قَوْلُ مَنْ قَالَ: عُنِيَ بِالْعَادِيَاتِ : الْخَيْلُ، وَذَلِكَ أَنَّ الْإِبِلَ لَا تَضْبَحُ، وَإِنَّمَا تَضْبَحُ الْخَيْلُ، وَقَدْ أَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّهَا تَعْدُو ضَبْحًا، ) انتهى

أما كون الخيل لم تكن في غزوة بدر , الا فرسا أو فرسين , فالسورة لم تنزل في المدينة لكن في مكة , أي قبل الغزوة