تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: زبد المعاني إلى بلوغ المعالي .

  1. افتراضي زبد المعاني إلى بلوغ المعالي .

    زبد المعاني إلى بلوغ المعالي

    بِسْم الله الرحمن الرحيم

    اعلم سلمني الله وإياك أن العبد خلق لعبادة ربه وطاعته ، ولا يبلغ ذلك إلا بتعليمه وهدايته ، وأصل ذلك تعلم الوحي وهو مشتمل على أمرين : الإيمان ، والكتاب .

    والنَّاس ضربان : نبي ، وغير نبي .
    أما النبي فأصل معرفته بالإيمان والكتاب ؛ الوحي .
    وأما غير النبي فأصل معرفته بهما ؛ الرسالة ، وهي مبنية على الإيمان بالله ورسله .

    وطريق اكتساب ذلك يكون بوراثة الأنبياء بأخذ العلم عنهم .

    والعلم النبوي هو فقه الحق بدلائله المثمر للعمل الصالح .

    والعلم له حقيقة في نفسه وطرق في اكتسابه وطرق في تعليمه وإبلاغه ، وعليه أقول :

    اعلم وفقك الله إلى رضاه أن العلم ضربان : عمد ، وملح .
    والعمد : غايات ، ووسائل .
    والغايات : مقاصد ، ومصادر .
    والمقاصد : عقائد ، وشرائع .

    فأما العقائد ؛ فأصولها ثلاثة : التوحيد ، والنبوة ، والمعاد .
    وأما الشرائع ؛ فأنواعها ثلاثة : العبادات ، والمعاملات ، والأخلاق .
    وأما المصادر ؛ فأصولها ثلاثة ؛ الكتاب العظيم ، والسنة الصحيحة ، وإجماع الصحابة .
    وأما الوسائل ؛ فأصولها ثلاثة : اللغة العربية ، وعلوم الحديث ، وأصول الفقه .

    وما لم نذكره فهو راجع إلى ما سبق متفرع عنه .

    وأما الملح ؛ فمعتبرة ، وفضله .

    والمعتبرة : كل ما أعان على استنهاض الهمم إلى العلم أو العمل ، وأنفعها ما تعلق بالعلماء والعباد من التراجم والحكم .
    والفضلة : ما عدا ذلك مما ليس بحرام ولا ملهي .

    وطرق تحصيل العلم ضربان :
    السؤال ، والطلب .

    والسؤال نوعان : لرفع الاشتباه ، أو لكشف المجهول .
    والاشتباه نوعان : في الألفاظ ، وفي المعاني .
    فأما اشتباه الألفاظ ، فكل ما أدى إلى تحريف النصوص ، وهو التأويل الفاسد .
    وأما اشتباه المعاني ، فكل ما أدى إلى تعطيل الحقائق ، وهو القياس الفاسد .

    فأنفع الأسئلة هنا ما كان طريقا إلى معرفة محكمات النصوص الشرعية .

    وكشف المجهول نوعان :
    ما تطلب معرفته ، وما لا تطلب .

    وما تطلب معرفته نوعان : واجب ، ومستحب .
    والواجب نوعان : عيني ، وكفائي .
    والعيني : ما لزم كل واحد معرفته - بحسبه - .
    وضابطه : أنه ما تتوقف عليه صحة عقائد كل أحد وعباداته ومعاملاته الواجبة .
    والكفائي : ما تطالب الأمة بإيجاده بقيام من يكفي في تحقيقه .

    وأما المستحب فكل ما يطلب تعلمه مما عدا ذلك .

    وأما ما لا تطلب معرفته من المجهول فنوعان :
    المسكوت عنه في الشريعة ، والذي لا يعني العبد .

    فأما المسكوت عنه ، فهو كل ما لا ينبني على معرفته حكم شرعي ولا يعين على ذلك ، فهو من باب العلم الذي لا ينفع والجهل الذي لا يضر .

    وأما ما لا يعني العبد ، فهو كل ما لا ينبني عليه زيادة في علم العبد ولا عمله ولا يكون عونا على ذلك ، فهو من باب التنطع والتشبع والحمق والتعمق .

    وأما الطريق الثاني / الطلب فنوعان : بالقلم ، وبالسماع .

    فأما القلم : فنوعان الكتابة ، والقراءة .

    والكتابة نوعان : لتحصيل العلم ، ولتثبيته ونمائه .

    فأما تحصيله فبكتابة أصوله ومختصراته في كل فن .
    وأما تثبيته ونماؤه فنوعان : تحقيقه وتحريره ، وجمع شوارده وفوائده .

    فأما تحقيقه وتحريره ، فبكتابة الأبحاث العلمية ولو لنفسه ، وتأليف الكتب المحررة من المتأهل لذلك .
    وأما جمع شوارده وفوائده ، فبمصاحبة القلم وملازمته في الطلب يصيد به كل ما يعن له مما يرى منفعته ، ولا يتكل على الحافظة إلا محروم .

    وأما القراءة فضربان : لحفظ العلم ، ولفهمه .

    فأما حفظ العلم فبقراءة المختصرات والمتون في كل فن بحسبه .
    وأما فهمه فبقراءة الشروح والتعليقات عليها .

    والضابط في الأمرين شيئان :
    الأول /
    أن يكون المتن أو شرحه للراسخين في الفن ؛ لأنهم أقعد بالصنعة .
    الثاني /
    أن يكون المتن في الغالب مخدوما لا مغمورا لأن خدمته تحفظ عليك الوقت وتجنبك الزلل لوقوف من سبقوك على أخطائه .

    وأما السماع فضربان : مشافهة ، وبواسطة .

    فأما المشافهة فضابطها أمران :
    الأول / أن تأخذ العلم عن متمكن في الفن سلفيا ورعا .
    الثاني / أن تأخذ منه ما تحتاج إليه ، لتجنب ضياع وقته ووقتك .

    وأما الواسطة فبالاستفادة من الوسائل الحديثة الصوتي منها والمرئي .
    وأنفع الطرق في ذلك وضع جدول تنظم فيه وقتك لتجنب آفة عدم الإلزام في هذا النوع من السماع إلا من الوازع الديني .

    وأما تبليغ العلم فضربان : تعليمه ونشره ، ورفع ما عارضه .
    فأما تعليمه ونشره فنوعان : بالقول ، وبالسمت .

    فأما تعليمه بالقول فنوعان : تأصيله ، وتعميمه .
    فأما تأصيله أي بجعل أصوله راسخة في الأمة فيكون بإقامة الدروس العلمية ، وبناء المدارس الشرعية .
    وأما تعميمه - أي بجعله مبذولا في كل الأمة - فيكون بالقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - في الخطابة والموعظة والفتوى لمن هو أهل لذلك .


    وضابط النوعين : أن يكون بالطريقة الربانية ، وقوامها بأمرين :
    الأول / أن يكون المنطلق في التعليم من مقاصد الشريعة التي هي بمنزلة الغذاء للقلب .
    الثاني / أن تبدأ معهم بصغار العلم قبل كباره .

    وأما نشره بالسمت فيكون بأمرين :
    الأول / التحلي بالأخلاق الفاضلة .
    الثاني / مطابقة العمل القول ما أمكن ، فإن حصل تقصير وهو حاصل لا محالة أزال آثاره بالتوبة والاستغفار .

    وأما رفع ما عرضه فضربان : رفع الجهل المجرد ، ورفع الهوى .
    فأما رفع الجهل المجرد فيكون بالحكمة وهي تعليم الحق بالدليل .
    وضابطه خلو الجاهل من المعارض مع حبه للحق
    .

    وأما رفع الهَوَى ، فنوعان : رفع الشهوة الغوية ، ورفع الشبهة المضلة .

    فأما رفع الشهوة الغوية فيكون بالموعظة الحسنة ، وهي اقتران تعليم الحق بالدليل مع الترغيب والترهيب . وعمدة الباب الإيمان باليوم الآخر .
    والضابط فيه أن يكون المبتلى بالشهوة المانعة من الانقياد محبا للحق .

    وأما رفع الشبهة المضلة فيكون بالمجادلة بالتي هي أحسن ، وتمامها بأمرين :
    الأول /
    استعمال أحسن الألفاظ في بيان الحق مع لين الخطاب .
    الثاني /
    اعتماد الحجاج القرآني القائم على الوحي والفطرة العقلية .

    فالخير كله في العلم والعمل والتعليم ، وهو حقيقة الفقه في الدين ، كما قال النبي - عليه الصلاة والسلام - : "
    من يرد الله به خيرا يفقه في الدين " .
    والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .


    ***

  2. #2

    افتراضي

    جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    874

    افتراضي

    زادكم الله من فضله وعلمه أخى أبو زيد العتيبى وجعلكم من السعداء فى الدنيا والآخرة

  4. افتراضي

    بوركتما وجزاكما الله خيرا
    ابوعبدالرحمن حسين المحيبس
    السعيد شويل
    وزادكما ربي من فضله

  5. افتراضي


    بسم الله الرحمن الرحيم


    التسلسل: (15)


    عنوان الكتاب: زُبَدُ المَعَانِي إلَى بُلُوغِ المَعَالِي


    موضوعه: رسالة صغيرة في بيان حقيقة العلم، وبيان طرق تحصيله، وبيان طرق تعليمه ونشره.


    عدد الصفحات: 22


    حجم الملف: 914.59 KB


    نوع الملف: pdf


    • رابط التحميل:
    https://up.top4top.net/downloadf-65557ju21-pdf.html


    أو الرابط التالي:
    https://archive.org/details/al_160_201710


    تابع قناة (المكتبة الورقية) على التليجرام.
    https://t.me/Rasaelpdf






    ***

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •