تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: موقف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من المخالفين

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,592

    افتراضي موقف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من المخالفين

    " *موقف شيخ الإسلام ابن تيمية من مخالفيه، وإنصافه لخصومه*:
    - *لقد كان ابن تيمية ينظر إلى خصومات أعدائه، وكيد مناوئيه على أنها نعمة من الله يظهر بها الحق، ويدمغ الباطل فإذا هو زاهق*، فهذه العداوات وإن كانت في ظاهرها شراً، وهي نوع الابتلاء للمؤمنين إلا أنها تحمل في طياتها مصالح للمؤمنين الصابرين.
    - *وقد كان -رحمه الله- يملك تصوراً عجيباً عن الفِرق، ومذاهب الرجال، والفروقات بين مذاهبهم*.
    - *وقد كانت مصادره في معرفة أقوال المخالفين له مصادر موثوقة، عالية الإسناد*، فمصادره تكون:
    ١- إما بقراءة كتبهم
    ٢- وإما بملاقاتهم ومناظراتهم
    ٣- وإما عن طريق أقوال الثقات عنده عنهم.
    - من أبرز مواقفه في إنصافه لخصومه: *إنصافه يوم لقياه الملك الناصر وطلب الملك منه أن يفتي في قتل بعض حسّاده من الفقهاء، والقضاة، وأمْر ابن تيمية له بالعدول عن ذلك*.
    - *وقد كان -رحمه الله- يطلب إقامة المناظرة: بياناً للحق، وإقامة للحجة، فيستعفي الخصم بلفظ أو بخط*، فلم يطلب حظاً لنفسه ولانفعاً، بل كان يعفو عمن ظلمه، وكان قصده بيان الحق، وإن أدى ذلك إلى ظلم الناس له، وهضمهم بعض حقه.
    - *وقد كان حريصاً على تأليف القلوب، وجمعها على الحق*، لا أن تتفرق وتختلف، أو أن تجتمع على منكر وضلالة ( *كأنموذج ماحصل بين الحنبلية والأشعرية ودوره فيها*).
    - ومن إنصافه لخصوم: *أنه كان يناقشهم في المصطلحات حسب فهمهم لها، ثم يبيّن هذا الفهم: هل هو صواب أم لا*؟، ويستدل على قوله وحجته بأقوال المختصين في الفن، *وإذا وافق خصمه الحق فإنه -رحمه الله- يوافقه على ذلك ويؤيده ويثني على الحق الذي عنده*، وإذا احتاج الأمر إلى تفصيل فإنه يفصّل بأن يقول في كلام المخالف: قوله في هذه المسألة صواب، وأما قىله في المسألة الأخرى فخطأ،
    - *ويصف بعض مناوئيه: بأن فيهم نوع دين مع نوع جهل كما قال ذلك في الأخنائي الذي أساء الأدب مع شيخ الإسلام، وردّ عليه بألفاظ نابية، ومع ذلك كان -رحمه الله- عادلاً معه في الحكم*.
    *ويعمّم الحكم، والكلام المنصف على جميع من تكلم فيهم من علماء الإسلام، فذكر -رحمه الله- أنه مامنهم إلا من له في الإسلام مساع مشكورة، وحسنات مبرورة*، وله في الرد على كثير من أهل الإلحاد والبدع، والانتصار لكثير من أهل السنة والدين مالايخفى على من عرف أحوالهم، وتكلّم فيهم بعلم وصدق وعدل وإنصاف.
    - *ويركز ابن تيمية على أهمية لين الخطاب مع المخالف، ومخاطبته بالتي هي أحسن، حتى وإن أغلظ المخالف عليه القول، ومع هذا ينبّه إلى أن مقامات الخطاب للمخالف تختلف فلها أحوال*، وقد عمل بهذه القاعدة في مناقشاته مع الغلاة، فقد رفع صوته في مناظرته مع الرفاعية.
    - ولمعرفة المزيد عن بيان منهج ابن تيمية في رده على الخصوم: فليرجع إلى ( *موقف ابن تيمية من الأشاعرة/ للمحمود*)، *ومقدمة تحقيق بيان تلبيس الجهميةلابن تيمية/ للغفيص* )".
    *دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية - عرض ونقد* (ص: 100,99,98,97,96)

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,592

    افتراضي رد: موقف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من المخالفين

    " *اعتراف خصومه بقدره*:
    ٣- *ومن مناوئيه: مايحملهم الإنصاف وكثرة المحامد والمناقب التي يتميز بها ابن تيمية على مدحه والثناء عليه*، وإن كان ذلك في لحن القول مع بغضهم له والقدح فيه والنيل منه كلما أمكنهم ذلك، وهؤلاء كثير.(أما الذين تحملهم الأهواء على الذم المطلق فهم -أيضاً- كثير/ مثل: الحصني، والكوثري، والحبشي، والسقاف ....وغيرهم).
    - فمن الأمثلة:
    ١- *قول الإمام تقي الدين السبكي حين عاتبه الذهبي في ابن تيمية*: قال: (أما قول سيدي في الشيخ، فالمملوك يتحقق كبر قدره، وزخارة بحره، وتوسعه في العلوم الشرعية والعقلية، وفرط ذكائه، واجتهاده، وبلوغه في كل ذلك المبلغ الذي يتجاوز الوصف، والمملوك يقول ذلك دائما، وقدره في نفسي أعظم من ذلك وأجل، مع ماجمع الله له من الزهادة والورع والديانة، ونصرة الحق، والقيام فيه لا لغرض سواه وجريه على سنن السلف، وأخذه من ذلك بالمأخذ الأوفى، وغرابة مثله في هذا الزمان، بل من أزمان)، وقال في موضع آخر: (له فضل وذكاء واطلاع)، وقال أيضاً في ثنائه على رد شيخ الإسلام ابن تيمية على الرافضة:
    ولابن تيمية ردّ عليه وفَى ** بمقصد الردّ واستيفائه أضربه.
    ٢- *أقوال الحسن بن إسحاق في ابن تيمية وهو يرد عليه*: فذكر عنه أنه (العلامة المحقق)، وأنه (علمه كالبحر المتلاطم الأمواج المتشعّب الفجاج، كثير الطرائق، وإذا تكلم في مسألة فإنه يأتي على مايتحيّر عنده العقل ويذهب، من تحقيق للحق وتدقيق )ونحوه.
    ٣- *بعض مقولات يوسف النبهاني*: فقد قال عنه: (وابن تيمية هذا هو إمام كبير، وعَلَم عِلْمٍ شهير من أفراد أئمة الأمة المحمدية الذين تفتخر بهم على سائر الأمم ولكنه مع ذلك غير معصوم من الخطأ والزلل ... وابن تيمية وإن أخطأ في هذه المسائل المعدودة، فقد أصاب في مسائل لاتعد ولاتحد ... على أن بعض مانُسِب إليه من تلك المسائل أنكر صحة نسبتها إليه بعض العلماء الأثبات)، وقال أيضاً: (اعلم أن الإمام ابن تيمية هو في العلم كالبحر العجاج، المتلاطم بالأمواج، فهو تارة يلقي باللؤلؤ والمرجان، وتارة يلقي الأحجار والصدف...)، وقال أيضاً: (اعلم أني أعتقد في ابن تيمية، وتلميذيه ابن القيم، وابن عبدالهادي، أنهم من أئمة الدين، وأكابر علماء المسلمين، وقد نفعوا الأمة المحمدية بعلمهم نفعاً عظيماً).
    ٤- *ماوصفه به الدكتور علي سامي النشار* (أحد المناوئين المعاصرين): بأنه أحد علماء السلف المتأخرين، ومفكر من أكبر مفكري الإسلام".
    *دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية - عرض ونقد* (96,95)

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المشاركات
    70

    افتراضي رد: موقف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من المخالفين

    بارك الله فيكم

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,592

    افتراضي رد: موقف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من المخالفين

    " *مناقشة دعاوى المناوئين حول منهج شيخ الإسلام ابن تيمية*
    1⃣ *مناقشة الدعوى الأولى: دعوى أن ابن تيمية على خلاف مذهب السلف*:
    ويجاب عن هذه الدعوى ب: *ماهو المقصود بمصطلح (السلف*):
    ١- إن كان المراد سلف الأشاعرة والمتصوفة وغيرهم من المبتدعة: فإن ابن تيمية لم ينتسب إلى أحد منهم، ولم يقل بقولهم، بل كان يردّ عليهم ويناقشهم.
    ٢- وأما إن كان المراد بالسلف: سلف الأمة وأئمتها وأن ابن تيمية على خلاف ماكانوا عليه: فهذا من أعجب العجب، أن يكون الشارح لمعتقد السلف، والمستدل له، والمدافع عنه، على خلافه، ثم يكون أصحاب الدعوى من أهل الأهواء هم حملة هذا المعتقد الحق والمدافعون عنه.
    " *مناقشة دعاوى المناوئين حول منهج شيخ الإسلام ابن تيمية*
    1⃣ *مناقشة الدعوى الأولى: دعوى أن ابن تيمية على خلاف مذهب السلف*:
    ويجاب عن هذه الدعوى ب: *ماهو المقصود بمصطلح (السلف*):
    ١- إن كان المراد سلف الأشاعرة والمتصوفة وغيرهم من المبتدعة: فإن ابن تيمية لم ينتسب إلى أحد منهم، ولم يقل بقولهم، بل كان يردّ عليهم ويناقشهم.
    ٢- وأما إن كان المراد بالسلف: سلف الأمة وأئمتها وأن ابن تيمية على خلاف ماكانوا عليه: فهذا من أعجب العجب، أن يكون الشارح لمعتقد السلف، والمستدل له، والمدافع عنه، على خلافه، ثم يكون أصحاب الدعوى من أهل الأهواء هم حملة هذا المعتقد الحق والمدافعون عنه.
    *وإذا كان المتّهِمون لابن تيمية بهذه التهمة، والقائلون بها ليسوا على معتقد السلف الصالح فلم يفهموه، أو فهموه ولم يُطبِّقوه: فكيف تُقبل منهم مثل هذه الدعاوى والتهم المزيفة*؟
    *وقد كان -رحمه الله- متمثّلا لهذه العقيدة قولاً وفعلاً*، فهو الذي أُوذي وطُرِد لأجل كلمة الحق وعقيدة السلف، ونُوظِر وحُوقِق لأجلها، وسُجِن وأُبعِد عن أهله ووطنه لأجلها، وذاق المتاعب والآلآم لأجلها، *وليست هذه علائم من ينتسب ويدّعي الانتماء إلى عقيدة السلف دون وعي وقناعة*، *بل هذه دلائل إيمانه بهذا المعتقد، وتصديقه الجازم به*.
    *وأما مايُؤيّد ارتباط ابن تيمية بمذهب السلف وقناعته به، وتطبيقه له من أقواله في مؤلّفاته فهو كثير جداً*:
    1- فمن منهجه -رحمه الله- *ربط الناس بمذهب السلف، وتقرير هذا المذهب إجمالاً وتفصيلاً*.
    2- *وقد أعلن وأخبر بمصادره في الاعتقاد من كتب السلف، وكرّرها مراراً*: فهي عن أئمة معروفين من السلف كالإمام أحمد، والخلّال، وابن خزيمة، والآجُرِّي، وابن بطّة، وابن منْدَه، وابن أبي زمنين، وغيرهم.
    3- *وكتب هؤلاء الأئمة وغيرهم ثابتة لهم؛ وذلك بصحة نقلها إلينا*، وقد ذكر مترجموهم كتبهم التي ألّفوها في الاعتقاد في عِداد كتبهم، وكتبهم قد طُبِع أكثرها محقّقاً، وقد بيّن محققوها صحة نسبة هذه الكتب إلى مؤلِّفيها، فلايبقينّ مكان لتشكيك مُشكِّك في صحة نسبة هذه الكتب إلى مؤلِّفيها، إذ لايملك المشكِّك دليلاً يعتمد عليه في تقوية تشكيكه، إضافة إلى أن المشِّك من خارج دائرة معتقد هؤلاء الأئمة، وتشكيكه في صحة نسبة هذه الكتب إنما هو لهدف وهوى في نفسه (وهو التشكيك في صحة المتعقد كله).
    4- *إضافة إلى توافق مافي هذه الكتب مع اعتقاد السلف الذي هو اعتقاد مؤلفيها*.
    5- *ومع هذا فقد دعى ابن تيمية إلى تقليب كتبه، والبحث عن أي قول يخالف فيه مذهب السلف الصالح*، وقد أمهل مخالفه ليبحث في كتبه ثلاث سنوات، ومع هذا فلم يستطع المخالفون له -ومنهم بعض العلماء والقضاة- أن يجدوا نصاً يستندون إليه.
    6- *وقد كان شيخ الإسلام ابن تيمية يدعو إلى مذهب السلف الصالح، ولم يكن يدعو إلى مذهب غيره، ولذا أنكر على من زعم أنه يدعو إلى المذهب الحنبلي*، كما في مجموع الفتاوى عند مناظرة في العقيدة الواسطية، *وبيّن أن الاعتقاد الحق ليس مختصاً بالإمام أحمد*، وإنما هو مبلغ العلم الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، *ولو قال أحمد من تلقاء نفسه مالم يجئ به الرسول لم نقبله*، *وكل ماقاله الإمام أحمد فهو قول الأئمة قبله كمالك والثوري والأوزاعي وحماد بن زيد وحماد بن سلمة، وهو قول التابعين وقول الصحابة قبل هؤلاء الذين أخذوه عن النبي صلى الله عليه وسلم*، وذكر ابن تيمية أن جعْل الإمام أحمد إماماً في السنة لايعني جواز تقليده في أصول الدين، فإن التقليد في أصول الدين مذموم بإطلاق، وأنه نهى عن تقليده، وتقليد غيره من العلماء، وأن أصحابه كإبراهيم الحربي وبقي بن مخلد وغيرهما لايقبلون كلام الإمام أحمد إلا بحجة يبيّنها لهم".
    *دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية - عرض ونقد* (ص: 108,107,106,105,104,103)

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,592

    افتراضي رد: موقف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من المخالفين

    " *مناقشة دعاوى المناوئين حول منهج شيخ الإسلام ابن تيمية*:
    3⃣ *مناقشة الدعوى الثالثة: دعوى أن ابن تيمية متّبِع للهوى في أموره: في نظرته للأشخاص، وفي تعامله مع النصوص*: فالجواب أن ننظر في موقف ابن تيمية من الهوى في كتبه.
    - *فالهوى أصله: محبة الإنسان الشيء وغلبته على قلبه*.
    - أما *تعريف الهوى في الاصطلاح الشرعي*: (فهو ميل النفس إلى ماترغبه إذا خرج عن حد الشرع والاعتدال) كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
    - *والهوى نوعان*:
    ١- *هوى في الشبهة* ٢- *وهوى في الشهوة*، *وهوى الشبهة أخطر من هوى الشهوة*.
    - *والهوى -بحد ذاته- ليس محرماً ولامذموماً، وإنما الذم واللوم في (اتباعه*)، ومن اتّبع غير أمر الله ورسوله فهو متّبِع لهواه بغير هدى من الله، *والمحبوس* من حُبِس قلبه عن ربه، *والمأسور* من أسره هواه، *وماسمي هوى إلا لأنه يهوي بصاحبه*.
    - وقد بيَّن ابن تيمية *خطر الهوى وضرره على المسلم*، وبيَّن -كذلك- أن *اتّباع الهوى في النصوص: مبدأ البدع*.
    - ثم يُنبِّه ابن تيمية إلى أهم علاج لمريض الهوى: وهو *خشية الله، ويعالج -كذلك- *بالعلم*، *وبالذكر*".
    *دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابم تيمية - عرض ونقد* (ص: 116,115,114,113,112)

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,592

    افتراضي رد: موقف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من المخالفين

    " *مناقشة دعاوى المخالفين لشيخ الإسلام ابن تيمية في التجسيم والتشبيه*:
    2⃣ *الدعوى الثانية: دعوى أن شيخ الإسلام ابن تيمية أخذ التشبيه ممن قبله*:
    بعدما وصف المخالفون لعقيدة السلف بأنها تشبيه وتجسيم، ووصفوا شيخ الإسلام ابن تيمية بأنه مجسِّم ومُشبِّه، بحثوا عن *جذور هذا القول قبل ابن تيمية* ليقولوا بتأثُّره بتلك الجذور، *فتنوَّعت عباراتهم في تحديد تلك الجذور بدقة*:
    ١- فمن قائل: *إن تجسيم ابن تيمية رحمه الله امتداد لتجسيم اليهود* حين قالوا: (إن الله فقير ونحن أغنياء)، وقالوا: (يد الله مغلولة)، وقالوا: (عزير ابن الله).
    ٢- ومن قائل: *إن ابن تيمية انخدع بكلام أبي البركات البغدادي*، الذي كان يهودياً، ويزعمون أنه تظاهر بالإسلام ولم يسلم، ولذلك يطلقون عليه (ابن ملكا الفيلسوف اليهودي المسلم).
    ٣- ومن قائل: *إن ابن تيمية حمل لواء المذهب الكرَّامي نصيراً ومؤيّداً*، حيث ذكر ذلك أحدهم بقوله: (لم تمُت الكرّامية... لقد عاشت الكرّامية بعد موت مؤسسها... ثم احتضهنا عالم سلفي متأخّر، ومفكر من أكبر مفكري الإسلام وهو-تقي الدين ابن تيمية-، أو بمعنى أدق: سار الحشو في طريقه يدعم فكرة التشبيه والتجسيم، ويجتذب إليه مجموعة من أذكى رجال الفكر الإسلامي).
    ٤- ومن قائل: *لما كان الاعتقاد الحق يُنسَب إلى الإمام أحمد بن حنبل أنشأوا مصطلح (مجسِّمة الحنابلة) أو (حشوية الحنابلة) وجعلوهم أصولاً لابن تيمية يستقي منهم اعتقاده في الأسماء والصفات* "، ويضربون أمثلة لهذا: كأبي محمد البربهاري، والقاضي أبي يعلى الحنبلي.
    ويعتمد مخالفو ابن تيمية على كتاب لابن الجوزي سماه: ( *دفع شُبَه التشبيه بأكف التنزيه*) يزعمون أنه هو الذي يمثِّل المسلك الصحيح للحنابلة، وأنه قصد الرد على من اتَّجه إلى التشبيه من الحنابلة.
    ٥- ومن المخالفين: *من جعل تأثُّر ابن تيمية بكل ماذُكِر وليس بمسلك واحد*.


  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,592

    افتراضي رد: موقف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من المخالفين

    " *مناقشة دعاوى المخالفين لشيخ الإسلام ابن تيمية في التجسيم والتشبيه*:

    2⃣ *الدعوى الثانية: دعوى أن شيخ الإسلام ابن تيمية أخذ التشبيه ممن قبله*:
    بعدما وصف المخالفون لعقيدة السلف بأنها تشبيه وتجسيم، ووصفوا شيخ الإسلام ابن تيمية بأنه مجسِّم ومُشبِّه، بحثوا عن *جذور هذا القول قبل ابن تيمية* ليقولوا بتأثُّره بتلك الجذور، *فتنوَّعت عباراتهم في تحديد تلك الجذور بدقة*:
    ١- فمن قائل: *إن تجسيم ابن تيمية رحمه الله امتداد لتجسيم اليهود* حين قالوا: (إن الله فقير ونحن أغنياء)، وقالوا: (يد الله مغلولة)، وقالوا: (عزير ابن الله).
    ٢- ومن قائل: *إن ابن تيمية انخدع بكلام أبي البركات البغدادي*، الذي كان يهودياً، ويزعمون أنه تظاهر بالإسلام ولم يسلم، ولذلك يطلقون عليه (ابن ملكا الفيلسوف اليهودي المسلم).
    ٣- ومن قائل: *إن ابن تيمية حمل لواء المذهب الكرَّامي نصيراً ومؤيّداً*، حيث ذكر ذلك أحدهم بقوله: (لم تمُت الكرّامية... لقد عاشت الكرّامية بعد موت مؤسسها... ثم احتضهنا عالم سلفي متأخّر، ومفكر من أكبر مفكري الإسلام وهو-تقي الدين ابن تيمية-، أو بمعنى أدق: سار الحشو في طريقه يدعم فكرة التشبيه والتجسيم، ويجتذب إليه مجموعة من أذكى رجال الفكر الإسلامي).
    ٤- ومن قائل: *لما كان الاعتقاد الحق يُنسَب إلى الإمام أحمد بن حنبل أنشأوا مصطلح (مجسِّمة الحنابلة) أو (حشوية الحنابلة) وجعلوهم أصولاً لابن تيمية يستقي منهم اعتقاده في الأسماء والصفات* "، ويضربون أمثلة لهذا: كأبي محمد البربهاري، والقاضي أبي يعلى الحنبلي.
    ويعتمد مخالفو ابن تيمية على كتاب لابن الجوزي سماه: ( *دفع شُبَه التشبيه بأكف التنزيه*) يزعمون أنه هو الذي يمثِّل المسلك الصحيح للحنابلة، وأنه قصد الرد على من اتَّجه إلى التشبيه من الحنابلة.
    ٥- ومن المخالفين: *من جعل تأثُّر ابن تيمية بكل ماذُكِر وليس بمسلك واحد*.

    بعد بيان موقف شيخ الإسلام من مسلك التمثيل والتجسيم على وجه العموم، نشرع الآن في موقفه من هذا المسلك على وجه التفصيل:
    2⃣ *ثانياً: موقف ابن تيمية من مسلك التمثيل والتجسيم على وجه التفصيل*: إن شاء الله نأتي على الخمس التهم السابقة واحدة واحدة.

    4- *الرد على التهمة الرابعة: موقف شيخ الإسلام ابن تيمية من نسبة التجسيم إلى الحنابلة*:
    إن نسبة التجسيم إلى الحنابلة أمر اختص به نفاة الصفات دون غيرهم، (فكل من نفى شيئاً أَطلق على من أثبته لقب التجسيم).
    ولما كان الإمام أحمد إماماً لأهل السنة ورافع راية إثبات الصفات على المنهج الوسط منهج أهل السنة والجماعة ( *إثبات بلا تشبيه ولاتعطيل*)، وتبعه أصحابه وتلاميذه، وكل من ارتضى منهجه العقدي من أصحاب المذاهب الفقهية الأخرى، لما كان الأمر كذلك: *أطلق نفاة الصفات على من أثبت الصفات هذا المصطلح (مجسّمة الحنابلة) زوراً وبهتاناً*.
    وقد *أجاب الإمام ابن قدامة المقدسي قبل ابن تيمية على هذه الدعوى وناقشها في كتاب (تحريم النظر في كتب الكلام)، مبيِّناً أن مذهب الحنابلة هو (الإثبات مع التنزيه) وليس هو (التشبيه والتجسيم*)، وأما إن كان المراد بالتجسيم هو (الإثبات مع التنزيه)، فهذا شرف للحنابلة أن يُنسب إليهم هذا الأمر، لكن تسمية ذلك (تجسيماً) خطأ.
    *وبيَّن ابن قدامة التجسيم الحقيقي وهو (حمْل صفات الله على صفات المخلوقين) وأن الحنابلة لايُقِرُّون بذلك* امتثالاً لقول الحق (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).
    *وبيَّن ابن تيمية سبب إطلاق هذا المصطلح على المُثبتة -وخصوصاً على الحنابلة- وهو: أنه لما راجت سوق نفاة الصفات في عهد الإمام أحمد سمُّوا من أثبت الصفات مجسماً* وقالوا: (إن القرآن مخلوق، وأن الله لايُرى ونحو ذلك)، حينها قام الإمام أحمد بالإنكار عليهم وإظهار السنة والصفات، وقد اتفق جميع أهل السنة من جميع الطوائف على تعظيم الإمام أحمد وجعله إماماً للسنة.
    *وبيَّن -رحمه الله- أن ارتباط جميع أهل السنة والحديث والفقهاء والصوفية من جميع الطوائف به ليس لاختصاصه عن غيره بقولٍ لم يقله، ولاطعناً في غيره من الأئمة بمختلفة السنة، بل لأنه أظهر من السنة التي اتفقت عليها الأئمة قبله أكثر مما أظهروه، فظهر تأثير ذلك لوقوعه وقت الحاجة إليه، وظهور المخالفين للسنة، وقلة أنصار الحق وأعوانه، ولهذا أطلق النفاة على من أثبت الصفات "حنبلياً مجسّماً*".
    وبيَّن أن *الحنابلة أكثر اتباعاً لألفاظ القرآن والحديث من غيرهم*؛ لكثرة الاعتناء بالسنة والحديث، والائتمام بمن كان بالسنة أعلم وأبعد عن الأقوال المتطرّفة في النفي أو الإثبات.
    وبيَّن -رحمه الله- أن *تنازع الحنابلة كان في الأمور الصغيرة (الدقيقة)، أما الأصول الكبار فمتفقون عليها*، *وأنه ليس فيهم من أطلق لفظ (الجسم)، وأن المشبِّهة والمجسِّمة في غير أصحاب أحمد أكثر منهم فيهم، وأنه لايوجد نوع غلو في بعض الحنابلة إلا ويوجد في غيرهم من الطوائف ماهو أكثر منه*.
    وذكر أنه *لايضر الإمام أحمد أن ينتسب إليه أناس هو منهم بريئ*، كما قد انتسب إلى مالك أناس هو بريئ منهم، كما انتسب إلى الشافعي، وأبي حنيفة، وعلي بن أبي طالب، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم أناس هم بريئون منهم.
    وبهذا تبيّن لنا أن *إطلاق هذا المصطلح (مجسِّمة الحنابلة) من قِبل النفاة على مثبتة الصفات، إنما هو في الحقيقة: تزكية لهم بسلوكهم المسلك الصحيح، والاعتقاد الحق في أسماء الله وصفاته ألا وهو (الإثبات مع نفي المماثلة والتعطيل).
    وتبيّن لنا أن رمي ابن تيمية بأنه تأثّر بمجسمة الحنابلة، إنما هو تزكية له باتّباع منهج السلف المتقدّمين في أسماء الله وصفاته.
    وأما الأسماء التي حدّدها المخالفون لابن تيمية، وجعلوها هي التي أثّرت على ابن تيمية في اعتقاده في الأسماء والصفات فلم تنطلق من دراسة موسّعة لكنب ابن تيمية ولو درسوا كتبه لما اختاروا هذه الأسماء.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •