الإنشاء غير الطلبي هو ما لا يستدعي مطلوبًا غير حاصل وقت الطلب[1].
وله أساليب وصيغ كثيرة؛ منها:
1- صيغ المدح والذم؛ مثل: نعم، وبئـس، وحبذا ولا حبذا.
وفيما يلي أمثلة لهذه الصيغ:
قال زهير:
نعم امرأً هرم لم تعر نائبة *** إلا وكان لمرتاع بها وزرَا[2]
قال تعالى: ﴿ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الحجرات: 11].
2- أما التعجب فيكـون قياسًا بصيغتين، ما أفعله وأفعل به، وسماعًا بغيرهما[3]؛ نحو: ﴿ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ﴾ [البقرة: 28].
3- وأما الرجاء، فيكون بعسى، وحرى، واخلولق[4]؛ نحو: ﴿ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ [النساء: 84].
4- صيغ العقود؛ نحو قولك: بعت، واشتريتُ، ووهبت، وقولك لمن أوجب لك الزواج: "قبِلت هذا الزواج"[5].
5- القسم: ويكون بـأحرف ثلاثة تجر ما بعدها، وهي "الباء" و"الواو" و"التاء"، كما يكون بالفعل "أقسم"، أو ما في معناه؛ من مثل: "أحلف"، فالباء، هي الأصل في أحرف القسم الثلاثة، وهي تدخل على كل مقسم به، سواء أكان اسمًا ظاهرًا، أو ضميرًا؛ نحو: "أقسم بالله"، و"أقسم بك".
و"الواو" فرع عن الباء، وتدخل على الاسم الظاهر فقط[6]؛ نحو قوله تعالى: ﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى ﴾ [الليل: 1 - 4].
و"التاء" فرع مـن الواو، بمعنى أنها لا تدخل على كل الأسماء الظاهرة، وإنها على اسم الجلالة فقط[7]؛ نحو قوله تعالى: ﴿ وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ ﴾ [الأنبياء: 57].
ومن صيغ القسـم التي ترد كثيرًا في الأساليب العربية "لَعَمْر" مضافة إلى اسم ظــاهر أو ضمير؛ مثل: "لَعَمر الله"، و"لعمرك"، والتقدير: لعمر الله، ولعمرك قسمي أو يميني، أو ما أحلف به، وذلك نحو قول معن بن أوس:
لَعَمْرك لا أدري وإني لأوجلُ *** على أينا تعدو المنية أولُ
وقول ابن الرومي:
لعمرُك ما الدنيا بدار إقامةٍ *** إذا زال عن نفسِ البصير عطاؤها[8]
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ
[1] الهاشمي؛ جواهر البلاغة، عبدالعزيز عتيق، علم المعاني، ص54.
[2] علم المعاني؛ عبدالعزيز عتيق، ص54.
[3] الهاشمي، جواهر البلاغة، ص64.
[4] الهاشمي، جواهر البلاغة، ص64.
[5] عبدالعزيز عتيق، علم المعاني، ص56.
[6] عبدالعزيز عتيق، علم المعاني، ص 55.
[7] عبدالعزيز عتيق، علم المعاني، ص 55.
[8] عبدالعزيز عتيق، علم المعاني، ص 55.
رابط الموضوع: https://www.alukah.net/literature_la...#ixzz5iL6bYg1b