إيّاك أن يدفعك المقام العالي لأحدهم ... أن تثني على الرديء من شعره أو نثره ...
وإيّاك أن يدفعك صغر سنّه أو خمول ذكره ... أن لا تثني على شعره أو نثره ...
فإنّي رأيت كثيرًا من الناس يستحسن الشعر والنثر الرديء مجاملةً لبعض المشاهير أو أصحاب الشهادات العالية ... ويستسخف الشعر والنثر الحسن لأنّ صاحبه من المتواضعين أو ممّن لا يحمل شهاداتٍ ...
يقول ابن قتيبة رحمه الله متحدّثًا عن مسلكه في كتابه (الشعر والشعراء ١ / ٦٤) : فكلّ من أتى بحسنٍ من قولٍ أو فعلٍ ذكرناه له وأثنينا به عليه، ولم يضعه عندنا تأخّر قائله أو فاعله ولا حداثة سنّه، كما أنّ الرديء إذا ورد علينا للمتقدّم أو الشريف لم يرفعه عندنا شرف صاحبه ولا تقدّمه.

ماهر أبو حمزة