أيها الداعية.. كن صاحب دعوة ولودة






أيها الداعية إلى الله، أريدك أن تكون داعية ولودًا، قد تكون ممن يملك الكلمة المؤثرة، أو ممن يحرك القلوب المتحجرة، وممن يهز المنابر، وممن يلتف حوله المستمعون وقت الحديث، وفي كلٍّ خير.
ولكن، الدعوة الولودة تحتاج إلى داعية صاحب هَمٍّ، قادر على التوريث الدعوي، إنه الداعية الذي كل همه أنْ يلدَ داعيةً مثله، يحمل رايته من بعده، ويواصل مسيرته، يسير على طريقه ومنهجه، فكن ذلك الرجل الذي يحمل دعوة النور للعالمين، وامتلك مقومات التوريث، وكن صاحب سجل للخلود، وكن صاحب أثر، قال الله -تعالى-: {وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ} (يس: 12).
أيها الداعية إلى الله، في الناس كثير من نجباء القوم ومن الرواحل، وممن توفرت فيهم صفات الرجولة الحقة؛ فابسط لهم يديك، وأغدق عليهم من علمك، وأكسبهم من خلقك وأدبك.، عش بهم في ظلال الدعوة الوارفة، انهل لهم من معينها، أشربهم مشاربها العذبة، أفض عليهم من سلسبيلها الرقراق، حتى يقوى عودهم، حينئذ يخرجون إلى الكون دعاة وارثين، وأبناء مطيعين لك ولدعوتك، حاملين راية الحق المبين، مساندين لجهدك، مباركين لعملك، فاتحين لدعوتك، هذا هو نسب الأبناء عن الآباء في الدعوة المباركة، ولا تنسى أنَّ في العقم يتم، فلا تقبل لدعوتك أن تكون يتيمة أو عقيمة.
منقول