قال أبو عُبيد القاسم بن سلاّم : زُرْتُ أَحْمَد بن حنبل فلمّا دخَلتُ عليه بَيته قام فاعتَنَقَنِي وأجْلَسَنِي فِي صَدْر مَجْلِسه .
فقلت : يا أبا عَبْد اللَّه ، أليس يُقال : صاحِب البيت أو الْمَجْلِس أحقّ بِصَدر بَيته أو مَجْلِسه ؟
قال : نعم يَقْعُد ويُقْعِد مَن يُريد .
قال : فقلت : فِي نفسي ، خُذْ إليك أبا عُبيد فائدة ، ثم قلت : يا أبا عَبْد اللَّه لو كنت آتيك عَلَى حق ما تَسْتَحِقّ ، لأتَيتُك كل يوم .
فقال : لا تَقُل ذاك ، فإن لي إخوانا ما ألْقَاهُم فِي كُل سَنَة إلاّ مَرّة أنا أوْثق فِي مَودّتِهم مِمّن ألْقَى كُلّ يوم !
قال : قلتُ : هذه أُخْرَى يا أبا عُبيد ، فلما أردتُ القيام قام معي ، قلت : لا تفعل يا أبا عَبْد اللَّه .
فقال : قال : الشّعبي : مِن تَمَام زِيَارَة الزَّائِر أنْ تَمْشِيَ مَعَه إلى بَاب الدَّار وَتَأْخُذَ بِرِكَابِه ، قال : قلتُ : يا أبا عَبْد اللَّه مَن عَن الشعبي ؟ قال : ابن أبي زائدة عَنْ مُجَالِد عَنِ الشعبي ، قال : قلت : يا أبا عُبيد هذه ثالثة .
(طبقات الحنابلة ، والآداب الشرعية)