تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,755

    افتراضي اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ

    8960 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ: " اللهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ، وَرَبَّ الْأَرْضِ، وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، مُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ، أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ، وَأَغْنِنِي مِنَ الْفَقْرِ " (1)

    (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهيب: هو ابن خالد الباهلي.

    وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/268 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
    وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1212) ، وأبو داود (5051) ، والنسائي في "الكبرى" (7668) ، وابن خزيمة 1/267-268، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 9-10 من طرق عن وهيب بن خالد، به.
    وأخرجه مسلم (2713) (61) و (62) ، وأبو داود (5051) ، وابن ماجه (3873) ، والترمذي (3400) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (790) ، وابن خزيمة 1/266-267، وابن حبان (5537) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (715) ، والبيهقي ص 10 وص 226-227 من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به.
    وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وليس في روايتي أبي داود والبيهقي في موضعه الأول: "اقض عني الدين وأغنني من الفقر".
    وأخرجه مسلم (2713) (63) ، وابن ماجه (3831) ، والترمذي (3481) ، والنسائي في "الكبرى" (7669) ، وابن خزيمة 1/265-266، والخطيب في "تاريخ بغداد" 6/98 من طرق عن الأعمش، عن أبي صالح، به. وقال الترمذي: حديث حسن غريب. وعندهم جميعاً في أوله: جاءت فاطمة إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تسأله خادماً ...
    وسيأتي الحديث من طريق أبي بكر بن عياش برقم (9247) ، ومن طريق حماد بن سلمة برقم (10924) كلاهما عن سهيل بن أبي صالح.
    وفي الباب عن عائشة عند النسائي في "عمل اليوم والليلة" (789) ، وأبي يعلى (4774) ، وإسناده منقطع.

    الكتاب: مسند الإمام أحمد بن حنبل
    المؤلف: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (المتوفى: 241هـ)
    المحقق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون
    إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,755

    افتراضي رد: اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ

    9247 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَدْعُو عِنْدَ النَّوْمِ: " اللهُمَّ رَبَّ السَّماوَاتِ السَّبْعِ، وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، مُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ، أَنْتَ الْأَوَّلُ لَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْآخِرُ لَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ لَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ لَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ " (1)

    (1) حديث صحيح، إسماعيل بن عياش قد توبع، انظر (8960) .


    الكتاب: مسند الإمام أحمد بن حنبل

    المؤلف: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (المتوفى: 241هـ)

    المحقق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون
    إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,755

    افتراضي رد: اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ

    اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَرَبَّ الْأَرْضِ، وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ وَأَغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ))([1]).
    المفردات:
    الفلق: بسكون اللام, وهو الشق .
    الشرح:
    هذا دعاء عظيم، ذو شأن كبير؛ لما فيه من التوسلات العظيمة إلى اللَّه تبارك وتعالى بربوبيته لكل شيء, والتي منها الأجرام العظيمة من السموات السبع, والأرضين السبع, وأعظم المخلوقات العرش العظيم, وبإنزاله لكلامه العظيم، ووحيه المبين، بأن يحفظه من جميع الشرور, كما اشتمل على التوسل إلى اللَّه جل وعلا ببعض أسمائه الحسنى الجليلة، الدالة على كمال صفاته العظيمة، بأن يقضي عن الإنسان دينه، ويغنيه من الفقر.
    قوله: ((اللَّهم رب السموات السبع, ورب الأرض، ورب العرش العظيم)): أي يا خالق هذه الكائنات العظيمة ومبدعها، وموجدها من العدم, وخُص بربوبيته لهذه المخلوقات بالذكر؛ لعظمها وكبرها, ولكثرة ما فيها من الآيات البينات, والدلالات الباهرات على كمال خالقها وعظمة مبدعها([2])، قال اللَّه تعالى: "لَخَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ"([3]).
    وقوله: ((رب العرش العظيم)) توسل بربوبيته لأعظم المخلوقات كما روى عبد الرحمن بن زيد قال: حدثني أبي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ما السموات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس))، قال: وقال أبو ذر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَا الْكُرْسِيُّ فِي الْعَرْشِ، إِلَّا كَحَلَقَةٍ مِنْ حَدِيدٍ أُلْقِيَتْ بَيْنَ ظَهْرَيْ فَلاةٍ مِنَ الْأَرْضِ))([4])، والكرسي أكبر من السموات و الأرض "وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ"([5])، فانظر رحمك اللَّه إلى عظم هذا العرش العظيم بهذه العظمة والسعة والمجد، فكيف بخالقه وموجده ومبدعه؟ تبارك ربنا وتعالى الذي"لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" .
    وقوله: ((فالق الحب والنوى)): منه الفلق، وهو الشق أي: شاق حبة الطعام والنوى، وهي: عجمة التمر؛ لتخرج الأشجار والزروع؛ فإنَّ النباتات إما أشجار أصلها نوى، أو زروع أصلها الحب، فاللَّه سبحانه وتعالى لكمال قدرته، وبديع خلقه هو الذي يفتح هذا الحبّ والنوى اليابس الذي كالحجر لا ينمو ولا يزيد، فينفرج وتخرج منه الزروع العظيمة، والأشجار الكبيرة، وفي هذا آية باهرةٌ على كمال المبدع، وعظمة خالقه سبحانه وتعالى كما قال اللَّه تعالى: "إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ"([6])([7])، ((والتخصيص في ذكرهما إما لفضلهما، واحتياج كل الخلائق لهما، أو لكثرة وجودهما في ديار العرب))([8]) ، ولا شك أن كلا الأمرين متعين فيهما.
    قوله: ((ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان)): فيه توسُّل إلى اللَّه عز وجل بإنزاله لهذه الكتب العظيمة المشتملة على هداية الناس، وفلاحهم، وسعادتهم في الدنيا والآخرة، وخص هذه الكتب الثلاثة؛ لأنها أعظم كتب أنزلها اللَّه تعالى، وذكرها مرتبة ترتيباً زمنياً، ((والفرقان)) هو القرآن([9])، وسُمِّي فرقاناً لأنه يفرق بين الحق والباطل، وفي هذا دلالة على أن هذه الكتب من كلام اللَّه، أي صفة من صفاته، وهي صفة الكلام العظيمة، وهي صفة ذات وفعل، ولهذا فرق جل وعلا في هذا الدعاء بينهما، ففي المخلوقات قال: ((رب)) و((وفالق))، وفي كلامه ووحيه قال: ((مُنزل))؛ لأن كلامه تعالى غير مخلوق.
    ثم شرع بسؤال مطلوبه بعد ذكر هذه الوسائل العظيمة طمعاً في حصول الإجابة.
    قوله: ((أعوذ بك من شرِّ كل شيء أنت آخذ بناصيته)): شملت هذه الاستعاذة على كل الشرور، فإن (كل) من صيغ العموم، (شيء) أعم العمومات، فما من شر إلا وقد استعيذ منه. وأعوذ: أي ألتجيء، وأعتصم بك، وأحتمي بجانبك: فمن استعاذ بك عذته.
    قوله: ((ومن شر كل دابة)) الدابة: هي كل ما يدبُّ على الأرض، وهو يشمل الذي يمشي على بطنه، أو على رجلين، أو على أربع، كما قال تعالى: "وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"([10]).
    قوله: ((أنت آخذٌ بناصيتها))، والناصية هي مقدم الرأس، فيه دلالة على أن كل المخلوقات داخلةٌ تحت قهره وسلطانه وتصرفه قادرٌ عليها، يتصرف فيها كيف يشاء، ويحكم فيها ما يريد عز شأنه.
    ثم شرع في التوسل ببعض أسمائه الحسنى، وصفاته العظيمة العُلا فقال: ((اللَّهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء)): أي يا اللَّه، أنت الأول الذي لا شيء قبلك، ولا معك، وأنت الآخر الباقي بلا انتهاء، بعد فناء كل شيء، وأنت ((الظاهر فليس فوقك شيء )): أي أنت العالي فوق كل شيء، فلا شيء أعلى منك،(( وأنت الباطن)): أي أنت المطلع على السرائر والضمائر والخبايا والخفايا، وأنت المحتجب عن الخلق، فلا يقدر أحد على إدراك ذاتك مع كمال ظهورك.
    ومدار هذه الأسماء الأربعة على بيان إحاطة الرب سبحانه وتعالى وهي إحاطتان: زمانية ومكانية، أما الزمانية فقد دل عليها اسمه الأول والآخر، والمكانية فقد دل عليها اسمه الظاهر والباطن، وهذا مقتضى تفسير النبي صلى الله عليه وسلم ولا تفسير أكمل من تفسيره([11]) .
    قوله: ((اقض عنَّا الدين)) فبعد تلك التوسلات الجليلة من أسمائه العليَّة شرع في السؤال والطلب: أي أدِّ عنا الحقوق التي بيننا وبينك، والحقوق التي بيننا وبين عبادك، وفي هذا تبرؤ العبد من الحول والقوة، وأنه لا حول له ولا قوة له إلا باللَّه العظيم.
    قوله: ((وأغننا من الفقر)) الغنى: هو عدم الحاجة لوجود الكفاية، والفقر: خلو ذات اليد، والفقير من وجد بعض كفايته، أو لم يجد شيئاً، والديْن والفقر همّهما عظيم يصيب العبد بسببهما الهم والحزن، وقد يوقعان الضرر في الدين والدنيا من ذل السؤال، والاحتياج إلى الخلق، والوقوع في المحذورات الشرعية من الكذب والإخلاف في الوعد، والتثاقل عن الطاعات، وغير ذلك الكثير من المذمومات([12]) .


    ([1]) أخرجه مسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع، برقم 2713، عن أبي هريرة t.

    ([2]) فقه الأدعية : 4 / 75 .

    ([3]) سورة غافر، الآية: 57.

    ([4]) الطبري في التفسير، 5/ 399، برقم 5794، العظمة لأبي الشيخ، 2/ 587، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، 1/ 108، برقم 109،

    ([5]) سورة البقرة , الآية : 255 .

    ([6]) سورة الأنعام، الآية: 95.

    ([7]) فقه الأدعية، 4/75، وانظر: تفسير الرازي، 13/93، فله كلام نفيس جداً .

    ([8]) الفتوحات الربانية، 1/728 .

    ([9]) كما في رواية ابن ماجه: (والقرآن العظيم) 3831 .

    ([10]) سورة النور، الآية: 45.

    ([11]) انظر: مدارج السالكين، 1/31 ، والحق الواضح، ص 25 .

    ([12]) الفتوحات الربانية، 1/727 ، والعلم الهيب، ص 179 ، وفقه الأدعية، 4/74-78 .

    منقول



الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •