المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن الرومية
يادي مقولة الجمهور...
ان كان المقصود جمهور best seller فمسلم...و لا أراه الا لما قلته من التشويق خارج الكتاب من خلال الاشهار لا من أثر التشويق الموجود داخل الكتاب و من خلال المعلومات المثيرة و الطريفة التي تكاد تشكل 80 % من الكتاب و التي كانت المادة الدسمة لانتشار خبرها بين الناس و خير دليل هي روايته ملائكة و شياطين و غيرها من رواياته التي لم يكن لها أي نجاح يذكر و لا صبر عليها الناس في قراءة أوراقها
..
المعلومات لها أثر ولاشك ولكن هل هي كل شيء ؟
الجواب لا بلديل روايته الحصن الرقمي،أما حديثك عن ملائكة وشياطين فسامحني يا مولانا فهو حديث غير صحيح بل هي عند النقاد أحسن من دافنشي بكثير..
.أما جمهور المتخصصين في الفن و الرواية التشويقية و التاريخ و حتى الجغرافية و الفلك و علم الجينات- دع عنك أهل الملل-فيرفضون روايته و يحطون عليها...
هذا غير صحيح ..
بل و كثير منهم يتهمه بالاختلاق و الافتراء و التدليس فيما يجزم به من معلومات في روايته ليتماشى مع ما يفترضه في سياقها..
خارج عن الذوق الأدبي وعنصر التشويق وهو محل النزاع
.و يقولون ان اعتذاره بكونها قصة افتراضية و ان كان مقبولا فيما يطرحه من نظريات دون اي دليل لتفسير احداث تاريخية...الا أنه غير مقبول تماما فيما يتعلق بالمعلومات التي بنى عليها تلك النظريات ...من جهة لكونه يطرحها جازما بكونها حقائق علمية..و من جهة أخرى لأنه نفسه في المقدمة صرح بأن المعلومات المذكورة هي حقيقية بل و أفرد صفحة كاملة لتأكيد ما يسميه حقائق منها..و صفحة أخرى في موقعه الالكتروني لتفصيلها..بل وصل الأمر ان مواقع سياحية مشهورة وضعت لائحات لمرتاديها تبين لهم عدم صحة المعلومات التي أوردها الرجل في روايته عنها... و هي أخطاء في مجملها كما يقول المتخصصون في الفن الروائي أصبح تلافيها من بديهيات هذا الفن عند المبتدئين..
خارج عن الذوق الأدبي وعنصر التشويق وهو محل النزاع
معروف ان كبار الروائيين التشويقيين دائما ما يكونون على اتصال بالمتخصصين في الفنون التي يطرقونها لتلافي مثل هذه ...
خارج عن الذوق الأدبي وتوافر عنصر التشويق وهو محل النزاع
اما من جهة النقد الأدبي البحت..فيصمونها -وهو ظاهر- بالسطحية التجارية ..فأساليب التشويق مستهلكة منذ زمن طويل عند من اعتادوا قراءة هذا النوع من الأدب..
خارج عن الذوق الأدبي ووجود عنصر التشويق وهو محل النزاع
و هو ما يجعل الأحداث مكشوفة بالكامل تقريبا وعنصر المفاجأة يكاد يكون معدوما..بل كثير من مشاهد القصة -كمشهد هروب لانغدون و صوفيا من اللوفر بطريقة تجعلك تتساءل ان كان الحرس الفرنسي بهذا الغباء-اعتدناها في أفلام هولييود القديمة كما لو أن القصة معدة أصلا لطرحها في السينما كمرحلة اشهارية لاحقة...
الفرنسيون أغبياء أمنيا فعلاً..ومع ذلك فالخروج كان صعبا
و طريقة السرد و صياغة الحوارات لا يظهر فيها كثير جهد لتعميقها و جعلها واقعية و غامضة في آن...
فضلا عن أن تستحث التفكير ..فالشخصيات هي تفكر بدلا عنك..و هذه صياغة ملامحها تكاد تكون منعدمة أيضا فضلا عن تناقضها...
ليست رواية لجابرييل جارسيا ماركيز ومعاملة الروايات البوليسية بهذا المنطق يسقطها جميعاً
فلانغدون المفترض أنه خبير بالفن و دا فنشي تحديدا...و مع ذلك حين رأى جسد سونيير ملقى في المتحف على شكل انسان فيتروفيو المشهور عند أقل الناس معرفة بأعمال دافنشي..لم يتعرف عليه الا بعد مدة طويلة من التفكير حين قالوا له و هو الخبير انه محاط بدائرة...
هذا وارد جداً ويقع يوميا في جميع المجالات العلمية ويسميه الفقهاء : ذهول ذهن
و نفس الأمر مع منظومة فابيونيتشي و النص المكتوب بالمقلوب ..فتجد نفسك قد كشفت بم يتعلق الأمر قبل ان يصل اليه الخبير كما زعم ..و ما ذلك الا لضعف الحوارات و تطويلها بلا فائدة...أما السرد الوصفي فهو الكارثة ...فيبدو أن الكاتب لا يحسن حتى أضعف الايمان من تقنيات السرد الوصفي...فغالب وصفياته من النوع المباشر الذي تجاوزه الناس منذ عقود... و كل مرة تكون الأوصاف و النعوت مدمجة بطريقة ذكية و خفية بحيث لا تشعر القارئ بالملل و لا بقدرته على التحكم في طريقة السرد..أما براون فوصفه للمواضع و الأماكن يكاد يكون مطابقا لوصفيات النشرات السياحية...ووصفه للأشخاص و الحقائق كأنه وصف أهل الموسوعات العلمية والتراجم و التواريخ...بل أحيانا بعض جواهر وصفياته تثير الضحك كوصفه للمصعد بأنه "علبة معدنية تتحرك في قناة مغلقة"...
و بعضها مخجل و مضحك أيضا لدرجة انه لا يرد في النسخة العربية كما هو في باقي النسخ..كحديث لانغدون عن التوازن الجنسي عند دافنشي...
و لولا التطويل لأوردت من سردياته و حواراته في القصة ما يجعلك تسخر من مستوى الذكاء الذي اديرت به و الفقر المدقع في الابداع و سعة الخيال عند براون ....
ليست رواية لجابرييل جارسيا ماركيز ومعاملة الروايات البوليسية بهذا المنطق يسقطها جميعاً
وأكثر ما يظهر ضعف الحبكة القصصية عنده أن القاعدة المقدسة عند أقطاب القصة التشويقية أنهم يسيرون مسار الأحداث اما بأن يكون القارئ و الشخصية يتعرفان في وقت واحد على تفسير الأحداث و الألغاز...أو ان يكون القارئ سابقا للشخصية في معرفة التفسيرات...و لا يجعلون الشخصية تعرف ما لا يعرفه القارئ الا بتغييبها عن مسرح القصة...خاصة ان كانت شخصيات ثانوية و الا لم يكن هناك من أساس منطقي للتشويق ...اما براون فيرتكب الحماقة في نحته للحوارات و الشخصيات بحيث يكون المنطقي أن الشخصيات تعرف ما لا يعرف القارئ و تعرف ما يحاول هو اظهاره بأنها تجهله....كتساؤل لانغدون عن مغزى الكأس المقدسة مع أنه كخبير لا يمكنه أن يجهل المعنى المرتبط بأسطورة المجدلية و المعروف من العصور الوسطى و للحديث بقية...