تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 21 إلى 23 من 23

الموضوع: بين بدعة التعصب المذهبي وبدعة اللامذهبية...

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    140

    افتراضي رد: بين بدعة التعصب المذهبي وبدعة اللامذهبية...

    أخي الكريم، كلامي واضح جدا، وكلامك متناقض ومضطرب...
    - أنت اتهمتني فقلتَ:
    فأنت ذهبت إلى تبديع من لم يلزم مذهبا فقهيا معينا.
    وأنا كلامي واضح سابقا ومازلتَ تنكره، قلتُ سابقا بوضوح:
    عدم التمذهب بأحد المذاهب الأربعة الفقهية طريقة لطلب العلم رغم مرجوحيتها لأنها تصعب كثيرا من طلب العلم وتولد ظاهرية جديدة لكنها ليست بدعة
    فاتق الله ولا تقولني ما لم أقله، ولا تكن ممن يحبون الجدال والمراء.
    - زعمتَ أن مانقلتُه سابقا من مشاركات لا يخفى على أي طالب علم، ثم طالبتني بدليل على مرجوحية التفقه دون اختيار مذهب، رغم أن الجواب في تلك المشاركات، فسبحان الله...
    وقد نقلتُ سابقا مايدل على أن طريقة التعلم باختيار مذهب معين هي أفضل طريقة لأنها تضبط المسائل عكس الطريقة الأخرى،
    فدراسة الفقه عبر كتب الحديث أو الروضة وأشباهها،رغم مافيها من بركة وانوار الحديث الشريف،فإنها لاتبني فقها صلبا مقعدا تقعيدا متينا،بل لا تتعرض إلا للمسائل المشهورة ،لكنها خلو من كثير من الفروع الفقهية التي لا بد منها،والتي لن تجد لها الجواب إلا في الكتب المذهبية.على انها لا تمنحك فقها بنيت فيه الفروع على اصول ثابتة مستقرة،بل أشتات من هنا وهناك.
    هذا من جهة،ومن جهة اخرى،فإن كتب الحديث ستضيع فيها بين ترجمة الراوي ومعنى الكلمات والمعنى الإجمالي والحديث عن السند قبل الوصول إلى فقه المسألة وذكر الخلاف والترجيح،فكم ستاخذ من الوقت،فضلا على ان هذا لا يبني فقها مقعدا مؤصلا.ولا يعني هذا أنني ازهد من دراسة شروح الحديث،حاشا وكلا،لكن بموازاة مع دراسة منهجية للفقه،وهذا ما عشته مع شيخي محمد المختار،حيث كنت آخذ معه الفقه في الكلية بشكل منهجي،واتابع معه شرح البلوغ بمسجد الكلية،وشرح العمدة بالمسجد النبوي.
    وازيدك امرا ،وهو أن دراسة الفقه عن طريق الروضة واشباهها،لا يربي فيك ملكة الفقه ،وروح المقاصد،ولا يحيلك إلى معرفة العلل،واستنباط الغايات والحكم،بل هو فقه ظاهري حرفي جامد،ضيق الأفق ،وهو ما لا أحبه لك.
    وقد تاملت في سير أعلام الأمة فوجدت عامتهم إلا القليل جدا،قد سلك مسلك التمذهب ودراسة الفقه عبر كتب المذهب،من المختصرات إلى المتوسطات إلى المطولات،قبل الانتقال لمعرفة الخلاف العالي،والترجيح اتباع للدليل،فلا يسعنا إلا اتباع أئمة العلم وفقهاء الدين في مسالكهم ومناهجهم.
    ثم إن الاعتناء بالفقه المذهبي يربيك على تقدير الفقهاء ومعرفة مكانتهم،وحفظ مراتبهم، والاطلاع على مآخذهم،وأنها عن علم وبصيرة لا كما يظن البعض،أما الكتب المشارة إليها,فعلى عكس ذلك تربيك على الجرأة على الفقهاء ،وعلى تسفيه بعض مذاهبهم،واعتبار بعض أقوالهم تخريفا وهذيانا،واحيانا قد يكون هذا القول مذهب الأئمة الاربعة وغيرهم من ائمة الدين والفقه،ومن قرأ الروضة أو النيل عرف ما أقول.
    - ولكي نحرر المسألة جيدا، أقول وبالله التوفيق:
    * ما ليس ببدعة هو اختيار مذهب للتفقه والسير في طريق العلم فيسهل ضبط المسائل ليصير طالب العلم عالما فقيها. وكذلك ما ليس ببدعة هو عدم اختيار مذهب لذلك. ورغم بعض فوائد هذه الطريقة إلا أنها طريقة مرجوحة لتخريج الفقهاء والدليل ما نقلناه سابقا ويمكن أن ننقل ان شئتم عشرات أقوال العلماء لتبيين ذلك ان لم تقتنعوا.
    * الذي اعتبره العلماء بدعة هو أمران: التعصب المذهبي وتقديم آراء العلماء على الكتاب والسنة مع العلم بذلك.
    والأمر الآخر هو حمل الناس على الطريقة الثانية -رغم مرجوحيتها- والتنفير من طريقة التمذهب في سبيل طلب العلم.
    فالبدعة الثانية مكونة من شقين:
    1-حمل الناس على اتباع الطريقة الثانية.
    2-التنفير بالمقابل من التمذهب واختيار مذهب للتفقه.
    وكما أن أخي الشيخ أبوعائشة المغربي انطلق في كلامه من تجربته الخاصة في بلاد المغرب الأقصى، فإنني أنطلق من تجربتي الخاصة في بلدي الجزائر التي تغلغلت فيها البدعتان، فتجد من يقدم قولا في المذهب يخالف الدليل رغم وجود قول آخر يوافق الدليل، كما تجد من أتى ليحارب التعصب المذهبي فحارب المذهب المالكي وحمل الناس على نبذه ودعاهم لقول فلان من المعاصرين، باستعمال الارهاب المعنوي وحتى الحسي، طبعا وللجنون فنون.
    ولا يمكن القياس مثلا على بلدنا السعودية لأنه والحمد لله تصدى للبدعتين كبار العلماء بتمسكهم بالمذهب الحنبلي في طلب العلم ونبذ التعصب المذهبي في نفس الوقت...

    والله الموفق للصواب، وهو أعلى وأعلم.
    لا تنسوني من صالح دعائكم:
    علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا وزوجة صالحة تعين على طلب العلم والفردوس الأعلى.

  2. #22

    افتراضي رد: بين بدعة التعصب المذهبي وبدعة اللامذهبية...

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد الرحمان أمين مشاهدة المشاركة
    كما تجد من أتى ليحارب التعصب المذهبي فحارب المذهب المالكي وحمل الناس على نبذه ودعاهم لقول فلان من المعاصرين
    بارك الله فيك يا أبا عبدالرحمان.
    أرجو ألا تأخذك الحماسة، وليكن صدرك رحبا مع معارضيك. فالغضب لا يفيدك وليس له وقع جيد على محاورك.
    ولنرجع لأصل الموضوع:
    - فيما يظهر لنا من عنوان الموضوع: (بين بدعة التعصب المذهبي وبدعة اللامذهبية).
    فمن هنا يأتي الحكم على اللامذهبية بالعموم. ويدخل في ذلك جميع من لم ينتسب لمذهب معين.
    - ومن ضمن ما قلتَه، التراجع الضمني في ثنايا الموضوع عن هذا القول، وتخصيصه بـ: (الحمل على اللامذهبية).
    ليكون عنوان الموضوع على الوجه الصحيح: (بين بدعة التعصب المذهبي وبدعة الحمل على اللامذهبية).
    - ثم تفضلت علينا بالمثال المطروح والذي أظهر المسألة بجلاء، فجزاك الله خيرا.
    التعصب المذهبي.. يدخل في نطاق البدعة لاعتبارات.
    اللامذهبية، وحمل الناس عليها.. لا يدخل في نطاق البدعة.
    المذاهب.. ومنها مذهب إمام أهل المدينة، يمكن اتباعها طلبا للعلم، ويمكن العدول عنها.
    حمل الناس على اتباع قول فلان من المعاصرين، لا يخلو من شيئين:
    الأول: أن يتبعه في عموم أقواله، فيندرج تحت التعصب المذهبي، أو التعصب للأشخاص والغلو فيهم.
    والثاني: أن يتبعه في مسألة من المسائل لوجود الدليل معه، وما ذهب إليه يخالف مذهب الإمام صاحب المذهب. فالحق أحق بالاتباع.
    حمل الناس على اتباع الدليل من القرآن والسنة والإجماع.. أمر محمود.
    أمر الناس بنبذ طرائق التعلم المعتمدة في تعلم العلم الشرعي خطأ. ويُنصح صاحبه. ولكننا لا نوصفه بالابتداع ولا بالضلالة.

    والخلاصة:
    نتفق معك على خطأ الذين حملوا الناس على نبذ طرائق التعلم من المذاهب الفقهية المعتمدة.
    نختلف معك في وصفهم بالابتداع.
    نختلف معك في الترجيح بين التمذهب وعدمه. فالمسألة نسبية. وترجيح أحدهما غير مسلم به. فإن وصفت هذا القول بكلمة : (وأرى) أو (يرى فلان من طلبة العلم) كما في أمثلتك السابقة، فهذا أليق.
    والله أعلم.
    عن الأوزاعي قال:
    إذا أراد الله بِقَومٍ شرًا.. ألزمهم الجدل، ومنعهم العمل.
    [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة - اللالكائي (1/164)]

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Feb 2012
    المشاركات
    2

    افتراضي رد: بين بدعة التعصب المذهبي وبدعة اللامذهبية...

    قال أبو عبدِ الله ابنِ الأعرابي:
    لنا جلـساء مـا نــمَلُّ حـدِيثَهم *** ألِبَّاء مأمونون غيبًا ومشهدا

    يُفيدوننا مِن عِلمهم علمَ ما مضى*** وعقلًا وتأديبًا ورأيا مُسدَّدا

    بلا فتنةٍ تُخْشَى ولا سـوء عِشرَةٍ *** ولا نَتَّقي منهم لسانًا ولا يدا

    فإن قُلْتَ أمـواتٌ فلـستَ بكاذبٍ *** وإن قُلْتَ أحياءٌ فلستَ مُفَنّدا


    المصدر : http://majles.alukah.net/t64340/#ixzz3B0oIv900

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •