--9
كن للمتقين إماما!
هل جربت أن تكون إماما رغم أنك جندي؟!
كثير منا يظن أنه لن يكون للمتقين إماما حتى يكون قائدا لمجموعة، وأنه لن يكون إماما حتى يتحكم فيأمر وينهى ويكون مطاعا!!
والصحيح غير ذلك
الإمامة قدوة صالحة، حسن إتباع للنبي صلى الله عليه وسلم، قرآنا يمشي على الأرض، حديثا يطبق...فينظر إليه الخلق فيعلمون كيف يعملون!
إن كان طبيبا فأمانته وشفقته تتكلم عن إمامته
إن كان مهندسا فأمانته وحرصه تتكلم عن إمامته
إن كان معلما فحسن خلقه وسمته تتكلم عن إمامته
إن كان زوجا ...إن كانت زوجة ...إن كان ...أيا كان..
فلم تكن الإمامة يوما تصدر وفخر ..ولا خيلاء وزهو
الإمامة قلب صالح وعمل يصدقه، يراه الناس فتذكرهم رؤيته بالله، إن سمع "أمَر اللهُ" "أمَر رسولُه" بادر فاتبعه الناس فله مثل أجورهم.
أول الناس في المساجد ومجالس الطاعة، وأبعد الناس عن المعاصي والمفاسد.
لا يجده ربه حيث نهاه ولا يُفقد حيث أمر الله، يعرف بنهاره في شغله بطاعةٍ، وبليله إذ الناس في نومٍ، وببكائه إذ الناس في لهوٍ، وببسمته إذ الناس في كربٍ.
إن تحدث تحدث بعلم، وإذا صمت صمت بحلم.
تتحدث عنه المروءة قبل الطاعة، والورع قبل ترك المعصية.
سماحة القلب له سمة ، وطلاقة الوجه علامة على تلك السمة.
إن غضب فلله وإن رضي فلرضاه.
لا يشتهي لنفسه إلا ما قدره الله، عالما أن قدر الله خير له مما يختاره لنفسه..
قدوة في الحق ...إماما
فكن للمتقين إماما...ولا تشتهي فحسب أن تكون للمجموعة قائدا...
فشتان بين الثرى والثريا!!