وقفات في تربية البنات
- في تربية البنات شرف كبير للمسلم؛ لأنه حينذاك يتأسى بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إذ كان أباً لأربع بنات، فرباهن وأدبهن وأحسن تربيتهن؛ حتى أثمرت تلك التربية النبوية بنتاً مثل السيدة فاطمة رضي الله عنها التي روى البخاري قول رسول الله لها قبيل وفاته: "أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة أو نساء المؤمنين".
- البنات مخلوقات رقيقة ناعمة ضعيفة لا يصلح معها ما قد يصلح من الشدة والغلظة التي ربما يتعامل بها بعض الآباء مع الذكور من أبنائهم, فهي التي تنشأ في الحلية والزينة، ولا تمتلك القدرة على المجادلة والخصومة .
قال الله عز وجل : " أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين"، ولذلك تحتاج تربيتهن إلى وسائل أخرى تتناسب مع رقتهن وتكوينهن الفطري الذي خلقهن الله به.
- قد يظن بعض الآباء أن دورهم التربوي للبنات ينحصر في توفير الملبس والمأكل والمال وفي وضع المحاذير، ومعاقبة البنت إن خالفت أو وقعت في محظور، ويلقي بتبعة التربية على عاتق الأم وحدها، ويظن أنه قد أدى كل ما عليه, ونحن إذ لا ننكر قيمة دور الأم التربوي في حياة أبنائها وبناتها فإننا نتحدث عن مرحلة تحتاج فيها البنت إلى أبيها ليقوم بدوره التربوي الذي لا تستطيع الأم مهما فعلت أن تقوم به, فتربية البنات عملية مشتركة بين الأب والأم لا يغني أحدهما عن الآخر.
- في مرحلة الطفولة تحتاج البنت لأمها لتقوم بأمرها ولكنها في مرحلة المراهقة تحتاج احتياجاً مباشراً وشديداً لأبيها ليمارس دوراً مهماً لاستقامة حياتها بعد ذلك, وإذا تقاعس الأب عن أداء الدور أو كان غير متفهم له أو غير مقدر لخطورته سيكون هو معول الهدم الأول في حياة ابنته وسيحدث أزمة داخلها لا عاصم بعد الله من آثارها المدمرة.
- يتعلم المربون من خير من ربى البنات صلى الله عليه وسلم كيفية معاملته للبنت الصغيرة، وهو يضرب المثل للرجال جميعاً كي يحسنوا إلى بناتهم في مجتمع كانت سمته وأد البنات.
ففي البخاري تقول أم خالد بنت خالد بن سعيد وهي تحكي عن موقف حدث لها في طفولتها، وكيف كان هذا الموقف مؤثراً في شخصيتها, قالت أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي وعلي قميص أصفر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سنهسنه" قال عبد الله وهي بالحبشية حسنة، قالت: فذهبت ألعب بخاتم النبوة فزجرني أبي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعها، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبلي وأخلقي، ثم أبلي وأخلقي، ثم أبلي وأخلقي، قال عبد الله - الراوي - فبقيت حتى ذكر يعني من بقائها".
فالبنت بوجه عام منذ نعومة أظفارها مخلوق متجمل تحب الإطراء وتطرب لسماعه، وتؤثر فيها الكلمة الحسنة، وتجعلها لينة طائعة تقبل التوجيه والنصح.
فامتدح - صلى الله عليه وسلم - حسن ملابسها وخاطبها باللغة التي نشأت عليها والتي تفهمها، حيث ربيت مع أبيها وأمها في الحبشة في هجرتهم، وسمح لها باللعب على كتفيه وتحملها، ثم دعا لها بطول العمر، وأن تبلى وتخلق من الملابس ما شاءت .
- من سمات النساء عموماً لاسيما البنات أنهن ضعيفات وعاطفيات يبحثن دائماً عن الأمان وأول من تنشد البنت عنده الأمان هو الأب، وأول مكان تأوي إليه البنت عند شعورها بالخوف في أي مرحلة من مراحل حياتها هو بيت أبيها.
ولهذا لابد للأب أن يوفر الأمان النفسي لابنته قبل الأمان المادي، وحينما يقصر في ذلك وتشعر البنت أنها قد افتقدت الأمان عند أبيها وفي بيت أسرتها ستطلب الأمان خارجه، وقد تتلقفها الأيدي الكاذبة الخادعة الماكرة ذات المنطق المعسول وما أكثرها, وحينها لا يلومن الأب إلا نفسه بعد فوات الأوان؛ لأنه هو الذي دفع ابنته للانحراف بسبب سلوكه.
- في فترة المراهقة تحدث تغيرات جسمانية ونفسية معلومة للكثير في حياة البنت المراهقة, فبعض الآباء يهتم في تلك الفترة بالبحث عن وسيلة لتعليم ابنته الأحكام الفقهية، وربما يلقي بالمهمة على الأم لتعلم ابنتها سراً ما يُستحيا من ذكره على العلن, والأحكام –على أهميتها الكبيرة – ليست كل ما يجب الاهتمام به, فالمراهق يشعر بنوع من الانجذاب الانفعالي للجنس الآخر، ويرغب في تواجد الآخر إلى جانبه بشكل دائم، والتحدث والاستماع إليه.
والبنت المراهقة ترى أول رجل تقع عليه عيناها هو أبوها الذي يختزل في نظرها كل الرجال، وعليه تبني مقياسها للحكم على الرجال في باقي حياتها, فإن كان أباً متفهما لدوره التربوي مقدراً لمشاعرها ازداد إعجابها بأبيها، وصار مثلاً لها ومعياراً لتقييم الرجال, وحين تتمنى زوجاً لها تتمناه يشبه أباها في صفاته وسلوكه ولهذا قيل: "كل فتاة بأبيها معجبة".
وفي المقابل فالأب القاسي أو المتسلط أو المشغول الذي لا يعلم عن أهله شيئاً يفقد القدرة على التأثير في ابنته المراهقة، وربما تبحث في الفراغ الذي خلفه عمن يملؤه بدلاً منه، وحينها يكمن الشر والضرر.
- تحتاج البنت المراهقة بوجه عام إلى الشعور بأنوثتها من الطرف الآخر والشعور بالاهتمام منه، وأيضاً بالشعور بجمالها وتحتاج لسماع كلمات الرفق والتقدير، وتحتاج للمسة الحانية، وتعتبر البنت أباها كرجل من ذلك الطرف, فان استطاع الأب أن يقدم لابنته ذلك الشعور بعطفه وحنانه الأبوي أقام عندها خطاً للدفاع قوياً لا يجعلها هشة إن سمعت كلاماً معسولاً أو لُوح لها بلمسة حانية أو نظرة إعجاب, وقد يتعجب البعض من هذا الطرح.
ولكن ما وجدت في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع بناته يؤكد ذلك، فقد كان يعظم شأن بناته ويشعرهن بوافر حبه ورحمته بهن, فتوضح ذلك أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فتقول: "ما رأيت أحداً كان أشبه سمتاً وهدياً ودلاً برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من فاطمة, كانت إذا دخلت عليه قام إليها فأخذ بيدها وقبَّلها وأجلسها في مجلسه, وكان إذا دخل عليها قامت إليه فأخذت بيده فقبَّلته وأجلسته في مجلسها". رواه أبو داود والترمذي.
فرسول الله كأب يهش لابنته ويقربها إليه ويقوم لها ويجلسها في مجلسه وهي تبادله رفقا برفق ورحمة برحمة في قمة سامية في الخلق الرفيع والتربية الكاملة، إن هذا التصرف من الأب يؤمن ابنته ضد الخطر الداهم من كل شيطان يلتف حولها، أو يحاول إغواءها بنظرة مغرضة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، أو كلمة براقة تخطف الأبصار أو اهتمام زائف يلغي العقول ويُذهب بالثوابت.
هل تُضرب البنت لتأديبها؟
لاشك أن هذه مسألة مهمة، ولها فقهها، فالمواقف تختلف وكذلك الأحوال وأيضاً المسائل التي ستؤدب من أجلها، هل هي مسائل مستبشعة مستقبحة ومستهجنة؟ أم هي دون ذلك؟ وهل هي تعقل هذه المسائل وتعرف مدى إثمها وشرها وخطورتها؟ أم أنها جاهلة بها وبأحكامها؟
ولكن في الجملة فالأمر كما قال صلى الله عليه وسلم: "إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلى شانه". مسلم برقم ( 2594 ).
وأيضاً كما قال صلى الله عليه وسلم: "إذا أراد الله بأهل بيت خيراً أدخل عليهم الرفق". المسند (6/71 ).
وقد ورد أيضاً أنه عليه والصلاة والسلام: "ما ضرب شيئاً قط بيده، ولا امرأة ولا خادماً إلا أن يجاهد في سبيل الله". مسلم برقم ( 2328 ).
فحينئذ علينا بالكلمة إذا أردنا الإصلاح وعلينا بأنواع الترغيب، فإذا لم تُجْدِ الكلمات الطيبة في الإصلاح، استعملت الكلمات التي تحمل نوعاً من الزجر واستعمل الترهيب بحسب نوع الخطأ والجُرم المرتكب، وإذا لم تُجْدِ ولم تنفع كلمات الزجر هذه فحينئذ قد يُجدي الضر.
فأحوال البنات تختلف وطبائعهن تتنوع، فمنهن من تكفيها نظرة بالعين لتأديبها وتوبيخها وتأنيبها، وتؤثر فيها هذه النظرة تأثيراً بالغاً لا حدود له، وتكون سبباً في كفها عن مثل هذا الخطأ الذي ارتكبته.
ومنهن من إذا حولتِ وجهكِ عنها عرفت مرادكِ وانكفّت عن خطئها.
ومنهن من تجدي معها الكلمات الطيبة، فعليكِ بالكلمات الطيبة مع مثل هذه.
ومنهن من لا يصلحها إلا الضرب ولا تنفع معها إلا الشدة، فحينئذ نتجه للضرب والشدة بالقدر الذي يصلح فقط ولا نتعداه، كالطبيب الذي يعطي للمريض حقنة، والحقنة تؤلمه، ولكنها بقدر المرض فحسب.
وعليها أن تتجنب ضرب الأولاد على وجوههم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن ذلك، قال عليه الصلاة والسلام: ( إذا قاتل أحدكم أخاه فليتجنب الوجه ). وفي رواية: ( فليتق الوجه ) مسلم برقم ( 2612 ).
سبل وقاية البنات من فتن العصر:
لا يخفى عليك أخي المسلم أننا نعيش في زمن كثرت فتنه، وتهيأ فيه من سبل الفساد والضلال ما لم يتهيأ مثله في عصر من العصور السابقة، وهذا يؤكد عليك المسؤولية ويوجب مضاعفة الجهد في التربية والنصح والتوجيه والأخذ بأسباب السلامة .
ومن سبل الوقاية على وجه الإيجاز:
1- استقامة الأب والأم وصلاحهما فإن صلاح الأبوين مما يحفظ الله به الذرية، كما قال تعالى في سورة الكهف في قصة موسى والخضر (حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جداراً يريد أن ينقض فأقامه قال لو شئت لاتخذت عليه أجراً) قال الخضر بعد ذلك مبينا سبب إصلاحه الجدار دون أن يتخذ عليه أجرة (وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحاً فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك) فحفظ الله الغلامين بصلاح أبيهما.
2- العناية بشأن الدعاء فإن له أثراً عظيماً، فابتهال الأبوين وتضرعهما إلى الله أن يصلح أولادهم من أسباب الخير وأبوابه، ومن مستحسن الأخبار في هذا الباب ما يروى أن الفضيل بن عياض إمام الحرم المكي في زمانه قال: (اللهم إني اجتهدت أن أؤدب ابني علياً فلم أقدر على تأديبه فأدبه أنت لي) فتغير حال الولد حتى صار من كبار صالحي زمانه، ومات في صلاة الفجر حين قرأ الإمام قول الله تعالى: (ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ) [انظر سير أعلام النبلاء 8/390].
وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم الاستعاذة بالله من الفتن، وهكذا ينبغي أن يعلم الأبناء الدعاء ويلقنون منه ما ينفعه الله به.
3- تعاهد الفتاة بالتوجيه والتنبيه بالأسلوب المناسب بالمباشرة أو التلميح حسب ما يقتضيه الحال، فإن القلوب تغفل ويقظتها بالنصح والتذكير والذكرى تنفع المؤمنين
4- توجيهها إلى إحسان اختيار الصديقة فإن الصداقة لها أثر عظيم في السلوك والأفكار وغير ذلك وفي الحديث (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل).
5- تجنيب البيت وسائل الهدم والتدمير، فإن كثيراً من القنوات الفضائية وكثيراً من مواقع الانترنت تهدم أكثر مما تبني، وتضر أكثر مما تنفع، وتفسد أكثر مما تصلح، وكم ضاع بسببها من شرف، وكم تلطخ بسببها من عرض، فالسلامة في البعد عنها والسلامة لا يعدلها شيء، فإن وجدت هذه الوسائل في المنزل فليراع رب الأسرة ألا تكون هذه الوسائل مفتوحة الباب على مصراعيه لأهله يتابعون منها ما يشاؤون، ويتصلون بالشبكة متى يريدون؛ لأنهم بذلك يضرون أنفسهم ضرراً بالغاً.
وهكذا أيضاً بالنسبة لأجهزة الاتصال المحمولة فإنها لم تعد اليوم وسيلة مكالمة فقط وإنما تجاوزت ذلك بكثير إذ صار الجهاز الواحد مسجل صوت، وآلة تصوير، وعارض أفلام وما أكثر ما يستخدم في إشاعة الفاحشة ونشرها.
6- القيام بواجب الرعاية فحرص ولي الأمر على ابنته وتعاهده لها من أسباب استقامة أحوالها، كما أن التفريط وإرخاء الحبل من أسباب الانفلات فقم بواجبك قيام الرجال لا تسمح لأهلك بالتبرج والسفور ومخالطة الرجال الأجانب عنها، والسفر بغير محرم، وإنما يتجرأ النساء على هذا غالباً إذا رأين التغاضي والإهمال من قبل أوليائهن.
7- الحذر كل الحذر من انفصام عرى الاجتماع العائلي الأسري، فإن كثيراً من الأسر اليوم تشتكي ضعف الرابطة بين أفرادها فكل منشغل بخاصة نفسه الأب في واد والأم في واد والأولاد كل في عالمه الخاص، وما من شك أن هذا الفراغ يولد مشاكل كبيرة لكنها تنمو شيئاً فشيئاً مع الزمن حتى تحين ساعة الصفر فيقع الانفجار فتستيقظ الأسرة لكن بعد فوات الأوان.
8- لا تظن أخي المسلم أختي المسلمة أن الخطر الذي يهدد المرأة هو خطر الانحراف الخلقي بالوقوع في الفواحش أو المخدرات ونحوها؛ بل هي أيضاً مهددة بخطر آخر وهو الخطر الفكري، فالمرأة معرضة لأن تقع في شراك من أشراك الفرق الهالكة التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم، والبالغ عددها ثنتين وسبعين فرقة، وكم من النساء اليوم يدن دين الخوارج، ويؤثرن في أزواجهن وأبنائهن وتلميذاتهن، وكم من النساء من يتبنين العقائد الصوفية ويقمن مجالسها واحتفالاتها التي ما أنزل الله بها من سلطان إلى غير ذلك من صور المخالفة للسنة، فهذا يوجب على رب الأسرة أن يحتاط ويأخذ حذره فيتنبه لمصادر التغذية الفكرية التي تغذي قلوب وعقول أهل بيته.
أخطاء شائعة في تربية البنات:
لقد جاء الإسلام إلى الدنيا والمرأة بصفة عامة في وضع مهين, لا شأن لها ولا وزن ولا قيمة، جاء الإسلام ليرد إلى المرأة كرامتها ويمنحها حقوقها كاملة غير منقوصة, ومن هذه الحقوق أن وصى الإسلام بتربية الأبناء، وخص الإسلام البنات بوصايا؛ مما يدل على اهتمام الإسلام بتربية البنات اهتماما عظيما وذلك لخطورة إهمال تربية البنات.
هناك أخطاء شائعة في تربية البنات من أهم هذه الأخطاء:
1. إعطاء البنت حرية زائدة:
أن كثيراً من انحراف البنات كان سبباً أساسياً فيه إعطاء البنت حرية زائدة بدعوى الثقة في البنت، وفي تربيتها بمعنى عدم سؤالها عن أماكن ذهابها وإيابها, وترك الحبل لها على الغارب.
2. عدم تعويد البنت على الحجاب في سن مبكرة:
من الأخطاء التي يقع فيها أولياء الأمور إنهم ينتظرون حتى تبلغ الفتاة ثم يأمرونها بالحجاب عند هذا السن، وقبلها كانت تلبس ما يحلو لها من ملابس رقيقة وشفافة أو قصيرة وضيقة ونحو ذلك، وليس من المعقول في ظل هذا العصر المملوء بالفتن والماديات وقلة الإيمان أن نجعل البنت تجاري الموضة، ثم نأمرها بالحجاب مرة واحدة عندما تبلغ المحيض فهذا ليس من الفطنة ولا من الفهم السليم.
3. إضفاء هالة من السرية والكتمان بخصوص مسائل مهمة بالنسبة للفتاة:
يخطئ بعض الناس حين يظن أن إخفاء ما تحتاجه الفتاة من أمور تتعلق بالبلوغ أمر مطلوب أو هو من قبيل المحافظة على الفتاة، وهذا الاعتقاد خطأ من الأساس؛ لأن البنت سوف تواجهها تغيرات فسيولوجية ونفسية في مرحلة المراهقة إن لم يكن لدى البنت علم مسبق بها فسوف يحدث لها مشاكل نفسية كبيرة كالخجل والانطواء والخوف المرضي وغير ذلك.
4. تمرد البنات والعلاج الخاطئ:
من السمات المميزة لمرحلة المراهقة, إحساس المراهقة بأنه قد أصبحت شخصاً آخر، فالمرأة تشعر بأنها أصبحت امرأة ناضجة لها شخصيتها وآراؤها التي يجب أن تحترم، ومن ثم يحدث بعض المشاكل بين الآباء والأمهات وأبنائهم، ويقول الآباء والأمهات أن الأبناء متمردون، ويقول الأبناء إن الآباء والأمهات لا يحترمون آراءهم ويعاملونهم كأطفال.
5. الحب وحده لا يكفي:
لا شك إن العلاقة القائمة على الحب بين الآباء والأبناء وبين الأبوين والبنت بصفة خاصة هذه العلاقة مهمة جداً، وضرورية لنمو البنت نمواً طبيعياً بعيداً عن المشكلات النفسية والانفعالية التي تواجهها الفتاة إذا تعامل معها الأبوان بنوع من التسلط أو القسوة والشدة, ولكن هذا أيضاً لا يعني لين الجانب مع البنت بصفة دائمة أو عدم توجيه اللوم لها عندما تخطئ كم لا يعني عدم إنزال العقاب المناسب بها.
6. إهمال التربية الصحية للفتاة خصوصاً مرحلة المراهقة:
المسلم مطلوب منه ابتداء الإنفاق على أهله وأولاده وكفايتهم من الغذاء اللازم والضروري لنموهم نمواً صحياً سليماً على قدر طاقته، والمسلم مأمور أيضاً بأن يحافظ على صحته وعلى صحة أولاده؛ لأنه باعتلال هذه الصحة فلن يقدر على ممارسة حياته بصورة طبيعية ولا ممارسة عمله، ولا حتى عبادته كما ينبغي والإهمال في صحة الأولاد قد يترتب عليه خطورة بالغة خاصة في الصغر.
7. انشغال الأم عن البنت بالعمل خارج المنزل:
إن وجود الأم بجانب أبنائها خصوصا في مرحلة الطفولة المبكرة أمر في غاية الأهمية وكثير من المشكلات السلوكية التي تحدث للأبناء يكون سببها غياب الأم عن البيت فترة طويلة.
8. تفضيل الولد على البنت والنظرة الخاطئة لها:
لا يزال بعض الناس لديه العادة الجاهلية المتمثلة في الحزن الشديد عندما يرزق بالبنت خصوصا عندما تكون أول مولود له، وهؤلاء الناس يفرحون بعد ذلك بقدوم الولد فرحاً شديداً هذا الفرح بقدوم الولد يطغى على حب البنت لديهم فيجعلهم يهملون البنت ويركزون جل اهتمامهم بالولد.
9. عدم التنبه لخطورة القدوة السيئة في المجتمع :
لا شك أن القدوة الحسنة عامل مهم في التربية خصوصا بالنسبة للبنات في مرحلة المراهقة ففي هذه المرحلة تجد البنت تبحث عن قدوة ومثل تحتذي به ومشكلة الكثير من البيوت المسلمة إنها لا تنتبه لخطر القدوة السيئة في عالمنا العربي والإسلامي والتي تحاول البنات إن تتشبه بهن أمثال الفنانات الشرقيات والغربيات، وهناك المزيد المزيد من هذه الأخطاء، ومن هنا وجب علينا أن نلفت نظر الوالدين لطرف يسير من الأخطاء الشائعة في تربية البنات.
وختاماً:
فإن مسؤوليتكن – أيتها الأمهات وكذلك الآباء - عظيمة نحو بناتكم فهن أمانة بين أيديكم, فكم من امرأة صالحة أنشأت جيلاً عظيماً كانت نتاج تربية صالحة من أبيها وأمها, وكم من منحرفة أفسدت أمة بأسرها كانت نتاجاً لأب وأم ظنا أنه بالمال والطعام والشراب قد أديا كل ما عليهما نحو بناتهم.
هذا وأسأل الله الهداية والصلاح للمسلمين والمسلمات واستقامة أحوالهم، كما أسأله أن يوفق الفتاة المسلمة للالتزام بدينها، والثبات على المنهاج الحق وأن يعيذها من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن والحمد لله رب العالمين.
وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
منقول