تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 19 من 19

الموضوع: علاج السحر - رؤية شرعية

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي علاج السحر - رؤية شرعية

    السؤال
    ما هي طريقة علاج السحر ؟.
    الجواب
    الحمد لله.
    من أصيب بالسحر ليس له أن يتداوى بالسحر فإن الشر لا يزال بالشر ، والكفر لا يزال بالكفر،
    وإنما يزال الشر بالخير،
    ولهذا لما سئل عليه الصلاة والسلام عن النُّشرة قال : (هي من عمل الشيطان) والنشرة المذكورة في الحديث : هي حل السحر عن المسحور بالسحر .
    أما إن كان بالقرآن الكريم والأدوية المباحة والرقية الطيبة فهذا لا بأس به ، وأما بالسحر فلا يجوز كما تقدم ، لأن السحر عبادة للشياطين ، فالساحر إنما يسحر ويعرف السحر بعد عبادته للشياطين ، وبعد خدمته للشياطين ، وتقربه إليهم بما يريدون ، وبعد ذلك يعلمونه ما يحصل به السحر ، لكن لا مانع والحمد لله من علاج المسحور بالقراءة وبالتعوذات الشرعية ، بالأدوية المباحة ، كما يعالج المريض من أنواع المرض من جهة الأطباء ، وليس من اللازم أن يشفى ، لأنه ما كل مريض يشفى ، فقد يعالج المريض فيشفى إن كان الأجل مؤخراً وقد لا يشفى ويموت في هذا المرض ، ولو عرض على أحذق الأطباء ، وأعلم الأطباء ، متى نزل الأجل لم ينفع الدواء ولا العلاج ، لقول الله تعالى : ( ولن يؤخر الله نفساً إذا جاء أجلها ) المنافقون/11 ، وإنما ينفع الطب وينفع الدواء إذا لم يحضر الأجل وقدر الله للعبد الشفاء ، كذلك هذا الذي أصيب بالسحر قد يكتب الله له الشفاء ، وقد لايكتب له الشفاء ، ابتلاء وامتحاناً وقد يكون لأسباب أخرى الله يعلمها جل وعلا ، منها : أنه قد يكون الذي عالجه ليس عنده العلاج المناسب لهذا الداء ، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله عز وجل ) وقال عليه الصلاة والسلام : ( ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاء ، علمه من علمه وجهله من جهله ) . ومن العلاج الشرعي أن يعالج السحر بالقراءة ، فالمسحور يقرأ عليه أعظم سورة في القرآن : وهي الفاتحة ، تكرر عليه ، فإذا قرأها القارئ الصالح المؤمن الذي يعرف أن كل شيء بقضاء الله وقدره ، وأنه سبحانه وتعالى مصرف الأمور ، وأنه متى قال للشيء كن فإنه يكون فإذا صدرت القراءة عن إيمان ، وعن تقوى وعن إخلاص وكرر ذلك القارئ فقد يزول السحر ويشفى صاحبه بإذن الله ، وقد مر بعض الصحابة رضي الله عنهم على بادية قد لدغ شيخهم ، يعني أميرهم وقد فعلوا كل شيء ولم ينفعه ، فقالوا لبعض الصحابة : هل فيكم من راق ؟ قالوا : نعم فقرأ عليه أحدهم سورة الفاتحة ، فقام كأنه نشط من عقال في الحال ، وعافاه الله من شر لدغة الحية ، والنبي عليه الصلاة والسلام قال : ( لا بأس بالرقي ما لم تكن شركاً ) وقد رقى ورقي عليه الصلاة والسلام ، فالرقية فيها خير كثير ، وفيها نفع عظيم ، فإذا قرئ على المسحور بالفاتحة ، وبآية الكرسي ، وبـ ( قل هو الله أحد ) ، والمعوذتين ، أو بغيرها من الآيات ، مع الدعوات الطيبة الواردة في الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، مثل قوله صلى الله عليه وسلم لما رقى بعـض المرضى : ( اللهم رب الناس ، أذهب البأس ، واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً ) يكرر ذلك ثلاث مرات أو أكثر ، ومثل ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم أن جبريل عليه السلام رقاه صلى الله عليه وسلم بقوله : ( بسم الله أرقيك ، من كل شيء يؤذيك ، ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك ، بسم الله أرقيك ) ثلاث مرات فهذه رقية عظيمة وثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، يشرع أن يرقى بها اللديغ والمسحور والمريض ، ولا بأس أن يرقى المريض والمسحور واللديغ بالدعوات الطيبة ، وإن لم تكن منقولة عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا لم يكن فيها محذور شرعي لعموم قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا بأس بالرقي ما لم تكن شركاً ) ، وقد يعافي الله المريض والمسحور وغيرهما بغير الرقية وبغير أسباب من الإنسان ، لأنه سبحانه هو القادر عل كل شيء ، وله الحكمة البالغة في كل شيء ، وقد قال سبحانه في كتابه الكريم ( إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون ) يس /82 ، فله سبحانه الحمد والشكر على كل ما يقضيه ويقدره ، وله الحكمة البالغة في كل شيء عز وجل .
    وقد لا يشفى المريض لأنه قد تم أجله وقدر موته بهذا المرض ، ومما يستعمل في الرقية آيات السحر تقرأ في الماء ، وهي آيات السحر في الأعراف ، وهي قوله تعالى ( وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين) /117-119 ، وفي يونس وهي قوله تعالى ( وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ ) إلى قوله جل وعلا ( وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ) من أية 79 إلى أية 82، وكذلك آيات طه ( قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى ) ... إلى قوله سبحانه ( ولا يفلح الساحر حيث أتى ) من أية 65 إلى أية 69 ، وهذه الآيات مما ينفع الله بها في رقية السحر ، وإن قرأ القارئ هذه الآيات في الماء وقرأ معها سورة الفاتحة ، وآية الكرسي وبـ ( قل هو الله أحد ) والمعوذتين في ماء ثم صبه على من يظن أنه مسحور ، أو محبوس عن زوجته فإنه يشفى بإذن الله ، وإن وضع في الماء سبع ورقات من السدر الأخضر بعد دقها كان مناسباً ، كما ذكر ذلك الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله في ( فتح المجيد ) عن بعض أهل العلم في باب ( ما جاء في النشرة ) . ويستحب أن يكرر قراءة السور الثلاث ، وهي ( قل هو الله أحد ) و( قل أعوذ برب الفلق ) ( وقل أعوذ برب الناس ) ثلاث مرات . والمقصود أن هذه الأدوية وما أشبهها هي مما يعالج به هذا البلاء : وهو السحر ويعالج به أيضاً من حبس عن زوجته ، وقد جرب ذلك كثيراً فنفع الله به ، وقد يعالج بالفاتحة وحدها فيشفى ، وقد يعالج بـ ( قل هو الله أحد ) والمعوذتين وحدها ويشفى . والمهم جداً أن يكون المعالِج والمعالَج عندهما إيمان صادق ، وعندهما ثقة بالله ، وعلم بأنه سبحانه مصرف الأمور ، وأنه متى شاء شيئاً كان وإذا لم يشأ لم يكن سبحانه وتعالى ، فالأمر بيده جل وعلا ، ماشاء الله كان وما لم يشأ لم يكن فعند الإيمان وعند الصدق مع الله من القارئ والمقروء عليه يزول المرض بإذن الله وبسرعة ، وتنفع الأدوية الحسية والمعنوية .
    الاسلام سؤال وجواب

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2013
    المشاركات
    1,056

    افتراضي رد: علاج السحر - رؤية شرعية

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    ومما يستعمل في الرقية آيات السحر تقرأ في الماء ، وهي آيات السحر في الأعراف ، وهي قوله تعالى ( وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين) /117-119 ، وفي يونس وهي قوله تعالى ( وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ ) إلى قوله جل وعلا ( وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ) من أية 79 إلى أية 82، وكذلك آيات طه ( قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى ) ... إلى قوله سبحانه ( ولا يفلح الساحر حيث أتى ) من أية 65 إلى أية 69 ، وهذه الآيات مما ينفع الله بها في رقية السحر ، وإن قرأ القارئ هذه الآيات في الماء وقرأ معها سورة الفاتحة ، وآية الكرسي وبـ ( قل هو الله أحد ) والمعوذتين في ماء ثم صبه على من يظن أنه مسحور ، أو محبوس عن زوجته فإنه يشفى بإذن الله ، وإن وضع في الماء سبع ورقات من السدر الأخضر بعد دقها كان مناسباً ، كما ذكر ذلك الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله في ( فتح المجيد ) عن بعض أهل العلم في باب ( ما جاء في النشرة ) . ويستحب أن يكرر قراءة السور الثلاث ، وهي ( قل هو الله أحد ) و( قل أعوذ برب الفلق ) ( وقل أعوذ برب الناس ) ثلاث مرات . والمقصود أن هذه الأدوية وما أشبهها هي مما يعالج به هذا البلاء : وهو السحر ويعالج به أيضاً من حبس عن زوجته ، وقد جرب ذلك كثيراً فنفع الله به ،
    الاسلام سؤال وجواب
    كل ما ذكر في الاقتباس ليس علاجا للسحر لعدم النص عليه من الشرع .
    فالسحر ليس مرضا عضويا كالتهاب اللوزتين بل هو مثلا تفريق الزوج عن زوجه فما دخل السدر بذلك ؟!!!
    وأما القراءة على الماء فهي بدعة ولا أصل لها في سنة النبي صلى اله عليه وسلم

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: علاج السحر - رؤية شرعية

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المعيصفي مشاهدة المشاركة
    فما دخل السدر بذلك ؟!!!
    حل السحر باستعمال السدر مباح، وقد ذكر طريقته الشيخ ابن باز رحمه الله كما في مجموع فتاواه. وهي أن يأخذ سبع ورقات من السدر الأخضر، فيدقها بحجر، أو نحوه ويجعلها في إناء ويصب عليه من الماء ما يكفيه للغسل، ويقرأ فيها آية الكرسي و(قل يا أيها الكافرون) و(قل هو الله أحد) و(قل أعوذ برب الفلق) و(قل أعوذ برب الناس)، وآيات السحر في سورة الأعراف وهي قوله تعالى: وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ* فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ {الأعراف: 117-119}. والآيات في سورة يونس وهي قوله سبحانه: وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ* فَلَمَّا جَاء السَّحَرَةُ قَالَ لَهُم مُّوسَى أَلْقُواْ مَا أَنتُم مُّلْقُونَ* فَلَمَّا أَلْقَواْ قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ {يونس: 79-82}.
    والآيات في سورة طه: قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى فأوجس في نفسه خيفة موسى قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى)
    وبعد قراءة ما ذكر في الماء، يشرب منه ثلاث مرات، ويغتسل بالباقي، وبذلك يزول الداء إن شاء الله، وإن دعت الحاجة لاستعماله مرتين أو أكثر، فلا بأس حتى يزول الداء. انتهى.
    *************
    نقل عن وهب بن منبه في علاج السحر أن تؤخذ سبع ورقات من سدر أخضر وتدق بين حجرين ثم تضرب بالماء ويقرأ عليها آية الكرسي. كذا حكى الهيتمي في الزواجر عن اقتراف الكبائر وابن حجر العسقلاني في الفتح.
    ****************
    قال الامام ابن باز
    وإن قرأ هذه الآيات والدعاء في ماء ثم شرب منه المسحور واغتسل بباقيه وتروش به كان هذا أيضاً من أسباب الشفاء والعافية، وإن جعل في الماء سبع ورقات من السِّدر الأخضر دقها وجعلها في الماء كان هذا أيضاً من أسباب الشفاء، وقد جرب هذا كثيراً ونفع الله به، قد فعلناه مع كثير من الناس فنفعهم الله بذلك، فهذا دواء مفيد ونافع للمسحورين، وهكذا ينفع هذا الدواء لمن حبس عن زوجته؛ لأن بعض الناس قد يحبس عن زوجته لأسباب ولا يستطيع جماعها، فإذا أتى بهذه الآيات وهذا الدعاء فإن قرأه على نفسه أو قرأه عليه غيره أو قرأه في ماء ثم شرب منه واغتسل بالباقي، أو جعل عليه ورقة سدر سبعاً فقرأ فيه ما تقدم ثم اغتسل به كل هذا نافع بإذن الله للمسحور وللمحبوس عن زوجته، والشفاء بيد الله سبحانه وتعالى، إنما هي أسباب والله الموفق سبحانه وتعالى وكل شيء بيده جل وعلا، الدواء والداء هو كله بقضائه وقدره ، وما أنزل داءً إلا جعل له شفاءً فضلاً منه سبحانه وتعالى، لكن علمه من علمه وجهله من جهله.


  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: علاج السحر - رؤية شرعية

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المعيصفي مشاهدة المشاركة
    وأما القراءة على الماء فهي بدعة ولا أصل لها في سنة النبي صلى اله عليه وسلم
    قال الامام ابن باز رحمه الله
    لا حرج في الرقية في الماء، ثم يشرب مثل المريض، أو يغتسل به، كل هذا لا بأس به، الرقية تكون على المريض بالنفث عليه، وتكون في ماء يشربه المريض، أو يتروش به، كل هذا لا بأس به، وقد ثبت عن النبي ﷺ أنه: «رقى لـثابت بن قيس بن شماس في ماء، ثم صبه عليه» فإذا رقى الإنسان أخاه في ماء، ثم شرب منه، أو صبه عليه يرجى فيه العافية والشفاء، وإذا قرأ لنفسه على العضو المريض، يده، أو رجله، أو صدره، ونفث عليه، ودعا له بالشفاء؛ فهذا كله حسن.
    ****
    قال الشيخ ابن جبرين: وثبت عن السلف القراءة في ماء ونحوه، ثم شربه أو الاغتسال به، مما يخفف الألم أو يزيله، لأن كلام الله تعالى شفاء، كما في قوله تعالى: (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمىً أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ) [فصلت:44]. وهكذا القراءة في زيت أو دهن أو طعام ثم شربه، أو الادهان به أو الاغتسال به، فإن ذلك كله استعمال لهذه القراءة المباحة التي هي كلام الله وكلام رسوله. اهـ من الفتاوى الذهبية .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: علاج السحر - رؤية شرعية

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المعيصفي مشاهدة المشاركة
    القراءة على الماء فهي بدعة ولا أصل لها في سنة النبي صلى اله عليه وسلم
    التداوي والعلاج بالقرآن الكريم ثابت في أحاديث كثيرة ، منها الرقية بالمعوذتين ، ورقية اللديغ بالفاتحة ، وغير ذلك ، وهو داخل في قوله تعالى : ( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) الإسراء/82
    وأما قراءة القرآن في الماء ، ففيه حديث مختلف في صحته ، وهو حديث ثابت بن قيس الآتي ، وهو مروي عن جماعة من السلف ، وكذلك كتابته في إناء ونحوه وغسله بالماء ، ثم شربه أو الاغتسال به ، مروي عن جماعة من السلف.
    قال ابن القيم رحمه الله : " ورخص جماعة من السلف في كتابة بعض القرآن وشربه، وجعل ذلك من الشفاء الذي جعل الله فيه " انتهى من "زاد المعاد" (4/ 358).
    ومن أمثلة ذلك ما جاء عن وهب بن منبه رحمه الله في رقية من أُخذ عن أهله ولم يتمكن من الجماع .
    قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
    " وذكر بن بطال أن في كتب وهب بن منبه أن يأخذ سبع ورقات من سدر أخضر ، فيدقه بين حجرين ، ثم يضربه بالماء ويقرأ فيه آية الكرسي والقوافل ، ثم يحسو منه ثلاث حسوات ، ثم يغتسل به ؛ فإنه يذهب عنه كل ما به ، وهو جيد للرجل إذا حبس عن أهله " انتهى من "فتح الباري" (10/ 233) .
    وقال ابن القيم رحمه الله : " كتاب لعسر الولادة : قال الخلال : حدثني عبد الله بن أحمد : قال رأيت أبي يكتب للمرأة إذا عسر عليها ولادتها في جام أبيض ، أو شيء نظيف ، يكتب حديث ابن عباس رضي الله عنه : لا إله إلا الله الحليم الكريم ، سبحان الله رب العرش العظيم ، الحمد لله رب العالمين : كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ [ الأحقاف : 35 ] ، كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها [ النازعات : 46 ] .
    قال الخلال : أنبانا أبو بكر المروزي ، أن أبا عبد الله جاءه رجل فقال : يا أبا عبد الله ! تكتب لامرأة قد عسر عليها ولدها منذ يومين ؟ فقال : قل له : يجيء بجام واسع ، وزعفران ، ورأيته يكتب لغير واحد . ويذكر عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: مر عيسى صلى الله على نبينا وعليه وسلم على بقرة قد اعترض ولدها فى بطنها، فقالت: يا كلمة الله؛ ادع الله لي أن يخلصني مما أنا فيه. فقال: يا خالق النفس من النفس، ويا مخلص النفس من النفس، ويا مخرج النفس من النفس، خلصها. قال: فرمت بولدها، فإذا هي قائمة تشمه. قال: فإذا عسر على المرأة ولدها، فاكتبه لها.
    وكل ما تقدم من الرقى، فإن كتابته نافعة " انتهى من "زاد المعاد" (4/ 357).
    وفي "فتاوى اللجنة الدائمة" (1/ 88 المجموعة الثانية) : " قد دل على جواز التداوي بالرقى فعل النبي صلى الله عليه وسلم وقوله وتقريره صلى الله عليه وسلم ، وقد أجمع على جوازها المسلمون بثلاثة شروط :
    الشرط الأول : أن تكون الرقية بكلام الله تعالى أو كلام رسوله أو الأدعية المشروعة .
    الشرط الثاني : أن تكون بلسان عربي أو بما يعرف معناه في الأدعية والأذكار .
    الشرط الثالث : أن يعتقد الراقي والمريض أن هذا سبب لا تأثير له إلا بتقدير الله سبحانه وتعالى.
    وهي تكون بالقراءة والنفث على المريض ، سواء كان يرقي نفسه أو يرقيه غيره . ومنها قراءة القرآن في الماء للمريض وشربه إياه ، كما في كتاب الطب من (سنن أبي داود ) بسند جيد ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه دخل على ثابت بن قيس ، قال أحمد : وهو مريض . فقال : اكشف البأس رب الناس عن ثابت بن قيس بن شماس ، ثم أخذ ترابا من بطحان فجعله في قدح ثم نفث عليه بماء وصبه عليه فهذا هو المروي في القراءة في الماء وشرب المريض له ...
    بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز " انتهى .
    وحديث ثابت بن قيس مختلف في صحته ، وقد ضعفه الشيخ الألباني رحمه الله في ضعيف أبي داود .
    وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
    " أما كون القرآن يكتب في إناء ويصب عليه الماء ثم يروج ويشربه الإنسان فهذا فعله السلف رحمهم الله، يكتبون في إناء للزعفران آية الكرسي، المعوذات وشيئاً من القرآن ثم يصب عليه الماء ، ويروج هكذا باليد أو بتحريك الإناء، ثم يشربه الإنسان فهذا فعله السلف ، وهو مجرب عند الناس، ونافع بإذن الله " انتهى من "اللقاء الشهري" (3/ 485).
    الاسلام سؤال وجواب
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المعيصفي مشاهدة المشاركة
    القراءة على الماء فهي بدعة
    هذه من جعبتك
    قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
    " أما كون القرآن يكتب في إناء ويصب عليه الماء ثم يروج ويشربه الإنسان فهذا فعله السلف رحمهم الله، انتهى من "اللقاء الشهري" (3/ 485).
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المعيصفي مشاهدة المشاركة
    لا أصل لها في سنة النبي صلى اله عليه وسلم
    في كتاب الطب من (سنن أبي داود ) بسند جيد ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه دخل على ثابت بن قيس ، قال أحمد : وهو مريض . فقال : اكشف البأس رب الناس عن ثابت بن قيس بن شماس ، ثم أخذ ترابا من بطحان فجعله في قدح ثم نفث عليه بماء وصبه عليه فهذا هو المروي في القراءة في الماء وشرب المريض له ...
    بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز " انتهى .
    وحديث ثابت بن قيس مختلف في صحته ، وقد ضعفه الشيخ الألباني رحمه الله في ضعيف أبي داود .

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,543

    افتراضي رد: علاج السحر - رؤية شرعية

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المعيصفي مشاهدة المشاركة
    كل ما ذكر في الاقتباس ليس علاجا للسحر لعدم النص عليه من الشرع .
    فالسحر ليس مرضا عضويا كالتهاب اللوزتين بل هو مثلا تفريق الزوج عن زوجه فما دخل السدر بذلك ؟!!!
    وأما القراءة على الماء فهي بدعة ولا أصل لها في سنة النبي صلى اله عليه وسلم
    ولكن السحر يسبب أمراض عضوية، وهذه الأمراض يتم علاجها بالرقية بإذن الله، ولله الحمد.
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: علاج السحر - رؤية شرعية

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    ولكن السحر يسبب أمراض عضوية،
    نعم
    السحر له حقيقة وتأثير ، بإذن الله وتقديره ومشيئته الكونية العامة ؛ وقد يؤثر على عقل المسحور أو بدنه ، أو أحد أعضائه ؛ فيسبب له مرضًا مزمنًا كالسرطان أو النوبات القلبية أو غيرهما، أو يمنعه من الإنجاب ونحو ذلك.
    ومما جاء يؤيد هذا : ما ثبت أن اليهود سحروا المسلمين في المدينة بألا يولد لهم ، فلما وُلد أول مولود لهم ، وهو عبد الله بن الزبير فرحوا فرحاً شديداً .
    فعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِى بَكْرٍ رضي الله عنهما أَنَّهَا حَمَلَتْ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بِمَكَّةَ ، قَالَتْ : فَخَرَجْتُ وَأَنَا مُتِمٌّ ، فَأَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَنَزَلْتُ قُبَاءً فَوَلَدْتُ بِقُبَاءٍ ، ثُمَّ أَتَيْتُ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَوَضَعْتُهُ في حَجْرِهِ ، ثُمَّ دَعَا بِتَمْرَةٍ فَمَضَغَهَا ، ثُمَّ تَفَلَ فِي فِيهِ ، فَكَانَ أَوَّلَ شَيءٍ دَخَلَ جَوْفَهُ رِيقُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ حَنَّكَهُ بِالتَّمْرَةِ ، ثُمَّ دَعَا لَهُ فَبَرَّكَ عَلَيْهِ .
    وَكَانَ أَوَّلَ مَوْلُودٍ وُلِدَ في الإِسْلاَمِ ، فَفَرِحُوا بِهِ فَرَحًا شَدِيدًا ؛ لأَنَّهُمْ قِيلَ لَهُمْ إِنَّ الْيَهُودَ قَدْ سَحَرَتْكُمْ فَلاَ يُولَدُ لَكُمْ !!
    رواه البخاري ( 5152 ) – واللفظ له - ، ومسلم ( 2146 ) .
    وقد سئل فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين رحمه الله:
    عن إمكانية أن يكون العقم لدى الرجل أو المرأة بسبب السحر ؟ .
    فأجاب :
    الأصل : أن العقم من تقدير الله تعالى وخلقه ، كما قال تعالى : ( وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا ) الشورى/ 50 ، وقال عن زكريا : ( وَكَانَتْ امْرَأَتِي عَاقِرًا ) مريم/ 5 ، فالله سبحانه قدَّر أن بعض خلقه لا يولَد له ، سواء من الرجال أو من النساء .
    وقد يوجد لشيءٍ من ذلك علاج مؤثِّر بإذن الله تعالى ، فيزول العقم بواسطة بعض الأدوية والعقاقير ، وقد يكون خلقة أصلية لا تؤثر فيه العلاجات .
    وقد يكون العقم بسبب عمل شيطاني من بعض السحرة والحسدة ، فيعمل أحدهم للرجل أو المرأة عملاً يبطل به أسباب الإنجاب ، وذلك بحيل خفية تساعده عليها الشياطين .
    أو أن نفس الشيطان الملابس له يعمل في إبطال تأثير الوطء في الحبل ، سواء من الرجل أو المرأة ، فالشياطين الملابسة للإنس لهم من التمكن في جسم الإنسان ما أقدرهم الله عليه ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ) متفق عليه ...
    فيسعى في علاجه بالرقى والتعوذات ، والأدعية النافعة ، وكثرة ذكر الله تعالى ، وتلاوة القرآن ، والتقرب إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة ، والتنزه عن المحرمات والمعاصي ، وتنزيه المنزل عن آلات اللهو والباطل ونحو ذلك مما تتسلط به الشياطين ، وتتمكن من التأثير في الإنسان ، ويسبب بُعد الملائكة عن المنازل التي تظهر فيها المعاصي ، وبهذه الإرشادات يخف تأثير السحرة بإذن الله تعالى .
    " الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين والسحرة " أسامة بن ياسين المعاني ( ص 184 - 186 ) .
    كما أنَّ من السِّحر ما يَقتُل المسحورَ ، وقد ذكر ذلك الفقهاء في كتبهم ، ومن ذلك :
    قال أبو الوليد الباجي: " وإن سحر أهل دينه فإنه يؤدَّب ، إلا أن يقتل أحدًا بسحره ، فإنه يُقتل به " انتهى من "شرح مختصر خليل" (8/63).
    وقال الموفق ابن قدامة: " النوع السادس: أن يقتله بسحر يقتل غالبًا ، فيلزمه القود ؛ لأنه قتله بما يقتل غالبًا ، فأشبه ما لو قتله بسكين.." انتهى من "المغني" (9/330).
    وقال القرافي: " السحر له حقيقة ، وقد يموت المسحور ، أو يتغير طبعه وعادته ، وإن لم يباشره ، وقال به الشافعي ، وابن حنبل..." انتهى من "الفروق" (4/149).
    وقال تقي الدين السبكي: " فَإِذَا اعْتَرَفَ أَنَّهُ قَتَلَ بِسِحْرِهِ إنْسَانًا ، فَكَمَا قَالَهُ ، وَأَنَّهُ مَاتَ بِهِ ، وَإِنَّ سِحْرَهُ يَقْتُلُ غَالِبًا؛ فَهَا هُنَا يُقْتَلُ قِصَاصًا..." انتهى من "فتاوى السبكي" (2/324).
    وجاء في الموسوعة الفقهية (24/267) في حكم الساحر إذا قتل بسحره : " ذهب الجمهور .. إلى أن القتل بالسحر يمكن أن يكون عمدًا ، وفيه القصاص .
    ويثبت ذلك عند المالكية بالبينة أو الإقرار.
    وذهب الشافعية إلى أن الساحر إن قتل بسحره ، من هو مكافئ له : ففيه القصاص ، إن تعمد قتله به ، وذلك بأن يثبت ذلك بإقرار الساحر به ، حقيقة أو حكما ، كقوله قتلته بسحري ، أو قوله : قتلته بنوع كذا .
    ويشهد عدلان يعرفان ذلك وقد كانا تابا ، بأن ذلك النوع يقتل غالبا. فإن كان لا يقتل غالبا ، فيكون شبه العمد " انتهى .الاسلام سؤال وجواب
    **************
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    نعم
    وقد يؤثر على عقل المسحور أو بدنه ، أو أحد أعضائه ؛ فيسبب له مرضًا مزمنًا كالسرطان أو النوبات القلبية أو غيرهما، أو يمنعه من الإنجاب ونحو ذلك.
    نعم -ونحو ذلك - قد حضرت مع أحد الاخوة منذ ثلاثين سنة لعلاج رجل مصاب بالسحر وكانت أحدى يديه مشلوله لا تتحرك لسنوات فلما فك السحر وتعافى الرجل رجعت يده الى طبيعتها كما هى
    ولكن الامر كما قال ابن القيم فى زاد المعاد
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    وأما جهلة الأطباء وسقطهم وسفلتهم ومن يعتقد بالزندقة فضيلة فأولئك ينكرون صرع الأرواح ولا يقرون بأنها تؤثر في بدن المصروع وليس معهم إلا الجهل وإلا فليس في الصناعة الطبية ما يدفع ذلك والحس والوجود شاهد به وإحالتهم ذلك على غلبة بعض الأخلاط هو صادق في بعض أقسامه لا في كلها
    وقدماء الأطباء كانوا يسمون هذا الصرع : المرض الإلهي وقالوا : إنه من الأرواح وأما جالينوس وغيره فتأولوا عليهم هذه التسمية وقالوا : إنما سموه بالمرض الإلهي لكون هذه العلة تحدث في الرأس فنضر بالجزء الإلهي الطاهر الذي مسكنه الدماغ
    وهذا التأويل نشأ لهم من جهلهم بهذه الأرواح وأحكامها وتأثيراتها وجاءت زنادقة الأطباء فلم يثبتوا إلا صرع الأخلاط وحده
    ومن له عقل ومعرفة بهذه الأرواح وتأثيراتها يضحك من جهل هؤلاء وضعف عقولهم ؟!

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: علاج السحر - رؤية شرعية


    قال الامام ابن القيم فى زاد المعاد
    في الصحيحين من حديث عطاء بن أبي رباح قال : قال ابن عباس : ألا أريك امرأة من أهل الجنة ؟ قلت : بلى قال : هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه و سلم فقالت : إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي فقال : [ إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله لك أن يعافيك فقالت : أصبر قالت : فإني أتكشف فادع الله أن لا أتكشف فدعا لها ]
    قلت : الصرع صرعان :
    صرع من الأرواح الخبيثة الأرضية
    وصرع من الأخلاط الرديئة
    والثاني : هو الذي يتكلم فيه الأطباء في سببه وعلاجه
    وأما صرع الأرواح فأئمتهم وعقلاؤهم يعترفون به ولا يدفعونه ويعترفون بأن علاجه بمقابلة الأرواح الشريفة الخيرة العلوية لتلك الأرواح الشريرة الخبيثة فتدافع آثارها وتعارض أفعالها وتبطلها وقد نص على ذلك بقراط في بعض كتبه فذكر بعض علاج الصرع وقال : هذا إنما ينفع من الصرع الذي سببه الأخلاط والمادة وأما الصرع الذي يكون من الأرواح فلا ينفع فيه هذا العلاج
    وأما جهلة الأطباء وسقطهم وسفلتهم ومن يعتقد بالزندقة فضيلة فأولئك ينكرون صرع الأرواح ولا يقرون بأنها تؤثر في بدن المصروع وليس معهم إلا الجهل وإلا فليس في الصناعة الطبية ما يدفع ذلك والحس والوجود شاهد به وإحالتهم ذلك على غلبة بعض الأخلاط هو صادق في بعض أقسامه لا في كلها
    وقدماء الأطباء كانوا يسمون هذا الصرع : المرض الإلهي وقالوا : إنه من الأرواح وأما جالينوس وغيره فتأولوا عليهم هذه التسمية وقالوا : إنما سموه بالمرض الإلهي لكون هذه العلة تحدث في الرأس فنضر بالجزء الإلهي الطاهر الذي مسكنه الدماغ
    وهذا التأويل نشأ لهم من جهلهم بهذه الأرواح وأحكامها وتأثيراتها وجاءت زنادقة الأطباء فلم يثبتوا إلا صرع الأخلاط وحده
    ومن له عقل ومعرفة بهذه الأرواح وتأثيراتها يضحك من جهل هؤلاء وضعف عقولهم ؟!
    وعلاج هذا النوع يكون بأمرين : أمر من جهة المصروع وأمر من جهة المعالج فالذي من جهة المصروع يكون بقوة نفسه وصدق توجهه إلى فاطر هذه الأرواح وبارئها والتعوذ الصحيح الذي قد تواطأ عليه القلب واللسان فإن هذا نوع محاربة والمحارب لا يتم له الإنتصاف من عدوه بالسلاح إلا بأمرين : أن يكون السلاح صحيحا في نفسه جيدا وأن يكون الساعد قويا فمتى تخلف أحدهما لم يغن السلاح كثير طائل فكيف إذا عدم الأمران جميعا : يكون القلب خرابا من التوحيد والتوكل والتقوى والتوجه ولا سلاح له
    والثاني : من جهة المعالج بأن يكون فيه هذان الأمران أيضا حتى إن من المعالجين من يكتفي بقوله : اخرج منه أو بقول : بسم الله أو بقول لا حول ولا قوة إلا بالله والنبى صلى الله عليه و سلم كان يقول : [ اخرج عدو الله أنا رسول الله ]
    وشاهدت شيخنا يرسل إلى المصروع من يخاطب الروح التي فيه ويقول : قال لك الشيخ : اخرجي فإن هذا لا يحل لك فيفيق المصروع وربما خاطبها بنفسه وربما كانت الروح ماردة فيخرجها بالضرب فيفيق المصروع ولا يحس بألم وقد شاهدنا نحن وغيرنا منه ذلك مرارا
    وكان كثيرا ما يقرأ في أذن المصروع : { أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون } [ المؤمنون : 115 ]
    وحدثني أنه قرأها مرة في أذن المصروع فقالت الروح : نعم ومد بها صوته قال : فأخذت له عصا وضربته بها في عروق عنقه حتى كلت يداي من الضرب ولم يشك الحاضرون أنه يموت لذلك الضرب ففي أثناء الضرب قالت : أنا أحبه فقلت لها : هو لا يحبك قالت : أنا أريد أن أحج به فقلت لها : هو لا يريد أن يحج معك فقالت : أنا أدعه كرامة لك قال : قلت : لا ولكن طاعة لله ولرسوله قالت : فأنا أخرج منه قال : فقعد المصروع يلتفت يمينا وشمالا وقال : ما جاء بي إلى حضرة الشيخ قالوا له : وهذا الضرب كله ؟ فقال : وعلى أي شئ يضربني الشيخ ولم أذنب ولم يشعر بأنه وقع به ضرب البتة
    وكان يعالج بآية الكرسي وكان يأمر بكثرة قراءتها المصروع ومن يعالجه بها وبقراءة المعوذتين
    وبالجملة فهذا النوع من الصرع وعلاجه لا ينكره إلا قليل الحظ من العلم والعقل والمعرفة وأكثر تسلط الأرواح الخبيثة على أهله تكون من جهة قلة دينهم وخراب قلوبهم وألسنتهم من حقائق الذكر والتعاويذ والتحصنات النبوية والايمانية فتلقى الروح الخبيثة الرجل أعزل لا سلاح معه وربما كان عريانا فيؤثر فيه هذا
    ولو كشف الغطاء لرأيت أكثر النفوس البشرية صرعى هذه الأرواح الخبيثة وهي في أسرها وقبضتها تسوقها حيث شاءت ولا يمكنها الإمتناع عنها ولا مخالفتها وبها الصرع الأعظم الذي لا يفيق صاحبه إلا عند المفارقة والمعاينة فهناك يتحقق أنه كان هو المصروع حقيقة وبالله المستعان
    وعلاج هذا الصرع باقتران العقل الصحيح إلى الإيمان بما جاءت به الرسل وأن تكون الجنة والنار نصب عينيه وقبلة قلبه ويستحضر أهل الدنيا وحلول المثلات والآفات بهم ووقوعها خلال ديارهم كمواقع القطر وهم صرعى لا يفيقون وما أشد داء هذا الصرع ولكن لما عمت البلية به بحيث لا يرى إلا مصروعا لم يصر مستغربا ولا مستنكرا بل صار لكثرة المصروعين عين المستنكر المستغرب خلافه
    فإذا أراد الله بعبد خيرا أفاق من هذه الصرعة ونظر إلى أبناء الدنيا مصروعين حوله يمينا وشمالا على اختلاف طبقاتهم فمنهم من أطبق به الجنون ومنهم من يفيق أحيانا قليلة ويعود إلى جنونه ومنهم من يفيق مرة ويجن أخرى فإذا أفاق عمل عمل أهل الإفاقة والعقل ثم يعاوده الصرع فيقع في التخبط

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: علاج السحر - رؤية شرعية

    وقال الامام ابن القيم فى الزاد
    وأما صرع الأخلاط
    فهو علة تمنع الأعضاء النفسية من الأفعال والحركة والإنتصاب منعا غير تام وسببه خلط غليظ لزج يسد منافذ بطون الدماغ سدة غير تامة فيمتنع نفوذ الحس والحركة فيه وفي الأعضاء نفوذا تاما من غير انقطاع بالكلية وقد تكون لأسباب أخر كريح غليظ يحتبس في منافذ الروح أو بخار رديء يرتفع إليه من بعض الأعضاء أو كيفية لاذعة فينقبض الدماغ لدفع المؤذي فيتبعه تشنج في جميع الأعضاء ولا يمكن أن يبقى الإنسان معه منتصبا بل يسقط ويظهر في فيه الزبد غالبا
    وهذه العلة تعد من جملة الأمراض الحادة باعتبار وقت وجوده المؤلم خاصة وقد تعد من جملة الأمراض المزمنة باعتبار طول مكثها وعسر برئها لا سيما إن تجاوز في السن خمسا وعشرين سنة وهذه العلة في دماغه وخاصة في جوهره فإن صرع هؤلاء يكون لازما قال أبقراط : إن الصرع يبقى في هؤلاء حتى يموتوا
    إذا عرف هذا فهذه المرأة التي جاء الحديث أنها كانت تصرع وتتكشف يجوز أن يكون صرعها من هذا النوع فوعدها النبى صلى الله عليه و سلم الجنة بصبرها على هذا المرض ودعا لها أن لا تتكشف وخيرها بين الصبر والجنة وبين الدعاء لها
    بالشفاء من غير ضمان فاختارت الصبر والجنة
    وفي ذلك دليل على جواز ترك المعالجة والتداوي وأن علاج الأرواح بالدعوات والتوجه إلى الله يفعل ما لا يناله علاج الأطباء وأن تأثيره وفعله وثأثر الطبيعة عنه وانفعالها أعظم من تأثير الأدوية البدنية وانفعال الطبيعة عنها وقد جربنا هذا مرارا نحن وغيرنا وعقلاء الأطباء معترفون بأن لفعل القوى النفسية وانفعالاتها في شفاء الأمراض عجائب وما على الصناعة الطبية أضر من زنادقة القوم وسفلتهم وجهالهم والظاهر : أن صرع هذه المرأة كان من هذا النوع ويجوز أن يكون من جهة الأرواح ويكون رسول الله صلى الله عليه و سلم قد خيرها بين الصبر على ذلك مع الجنة وبين الدعاء لها بالشفاء فاختارت الصبر والستر والله أعلم

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,396

    افتراضي رد: علاج السحر - رؤية شرعية

    بارك الله فيكم وفي جهودكم، من خلال الجواب على سؤال: الرقى الشرعية ووسائلها، هل هي توقيفية أم اجتهادية؟
    يزول اللبس والإشكال.

    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    May 2013
    المشاركات
    1,056

    افتراضي رد: علاج السحر - رؤية شرعية

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    حل السحر باستعمال السدر مباح، وقد ذكر طريقته الشيخ ابن باز رحمه الله كما في مجموع فتاواه. وهي أن يأخذ سبع ورقات من السدر الأخضر، فيدقها بحجر، أو نحوه ويجعلها في إناء ويصب عليه من الماء ما يكفيه للغسل، ويقرأ فيها آية الكرسي و(قل يا أيها الكافرون) و(قل هو الله أحد) و(قل أعوذ برب الفلق) و(قل أعوذ برب الناس)، وآيات السحر في سورة الأعراف وهي قوله تعالى: وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ* فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ {الأعراف: 117-119}. والآيات في سورة يونس وهي قوله سبحانه: وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ* فَلَمَّا جَاء السَّحَرَةُ قَالَ لَهُم مُّوسَى أَلْقُواْ مَا أَنتُم مُّلْقُونَ* فَلَمَّا أَلْقَواْ قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ {يونس: 79-82}.
    والآيات في سورة طه: قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى فأوجس في نفسه خيفة موسى قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى)
    وبعد قراءة ما ذكر في الماء، يشرب منه ثلاث مرات، ويغتسل بالباقي، وبذلك يزول الداء إن شاء الله، وإن دعت الحاجة لاستعماله مرتين أو أكثر، فلا بأس حتى يزول الداء. انتهى.
    *************
    نقل عن وهب بن منبه في علاج السحر أن تؤخذ سبع ورقات من سدر أخضر وتدق بين حجرين ثم تضرب بالماء ويقرأ عليها آية الكرسي. كذا حكى الهيتمي في الزواجر عن اقتراف الكبائر وابن حجر العسقلاني في الفتح.
    ****************
    قال الامام ابن باز
    وإن قرأ هذه الآيات والدعاء في ماء ثم شرب منه المسحور واغتسل بباقيه وتروش به كان هذا أيضاً من أسباب الشفاء والعافية، وإن جعل في الماء سبع ورقات من السِّدر الأخضر دقها وجعلها في الماء كان هذا أيضاً من أسباب الشفاء، وقد جرب هذا كثيراً ونفع الله به، قد فعلناه مع كثير من الناس فنفعهم الله بذلك، فهذا دواء مفيد ونافع للمسحورين، وهكذا ينفع هذا الدواء لمن حبس عن زوجته؛ لأن بعض الناس قد يحبس عن زوجته لأسباب ولا يستطيع جماعها، فإذا أتى بهذه الآيات وهذا الدعاء فإن قرأه على نفسه أو قرأه عليه غيره أو قرأه في ماء ثم شرب منه واغتسل بالباقي، أو جعل عليه ورقة سدر سبعاً فقرأ فيه ما تقدم ثم اغتسل به كل هذا نافع بإذن الله للمسحور وللمحبوس عن زوجته، والشفاء بيد الله سبحانه وتعالى، إنما هي أسباب والله الموفق سبحانه وتعالى وكل شيء بيده جل وعلا، الدواء والداء هو كله بقضائه وقدره ، وما أنزل داءً إلا جعل له شفاءً فضلاً منه سبحانه وتعالى، لكن علمه من علمه وجهله من جهله.

    قال العلامة العثيمين رحمه الله تعالى في «القول المفيد على كتاب التوحيد» (1/ 164) :
    «لأن كل من أثبت سببا لم يجعله الله سببا شرعيا ولا قدريا; فقد جعل نفسه شريكا مع الله. فمثلا: قراءة الفاتحة سبب شرعي للشفاء. وأكل المسهل سبب حسي لانطلاق البطن، وهو قدري; لأنه يعلم بالتجارب.
    والناس في الأسباب طرفان ووسط:
    الأول: من ينكر الأسباب، وهم كل من قال بنفي حكمة الله; كالجبرية، والأشعرية.
    الثاني: من يغلو في إثبات الأسباب حتى يجعلوا ما ليس بسبب سببا، وهؤلاء هم عامة الخرافيين من الصوفية ونحوهم.
    الثالث: من يؤمن بالأسباب وتأثيراتها، ولكنهم لا يثبتون من الأسباب إلا ما أثبته الله سبحانه ورسوله، سواء كان سببا شرعيا أو كونيا.
    ولا شك أن هؤلاء هم الذين آمنوا بالله إيمانا حقيقيا، وآمنوا بحكمته; حيث ربطوا الأسباب بمسبباتها، والعلل بمعلولاتها، وهذا من تمام الحكمة.»
    ولبس الحلقة ونحوها: إن اعتقد لابسها أنها مؤثرة بنفسها دون الله; فهو مشرك شركا أكبر في توحيد الربوبية; لأنه اعتقد أن مع الله خالقا غيره.
    وإن اعتقد أنها سبب، ولكنه ليس مؤثرا بنفسه; فهو مشرك شركا أصغر لأنه لما اعتقد أن ما ليس بسبب سببا; فقد شارك الله تعالى في الحكم لهذا الشيء بأنه سبب، والله تعالى لم يجعله سببا. وطريق العلم بأن الشيء سبب:
    إما عن طريق الشرع، وذلك كالعسل: {فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} 1، وكقراءة القرآن فيها شفاء للناس، قال الله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ } 2.
    وإما عن طريق القدر، كما إذا جربنا هذا الشيء فوجدناه نافعا في هذا الألم أو المرض، ولكن لا بد أن يكون أثره ظاهرا مباشرا كما لو اكتوى بالنار فبرئ بذلك مثلا; فهذا سبب ظاهر بين،
    وإنما قلنا هذا لئلا يقول قائل: أنا جربت هذا وانتفعت به، وهو لم يكن مباشرا; كالحلقة، فقد يلبسها إنسان وهو يعتقد أنها نافعة، فينتفع لأن للانفعال النفسي للشيء أثرا بينا;
    فقد يقرأ إنسان على مريض فلا يرتاح له، ثم يأتي آخر يعتقد أن قراءته نافعة، فيقرأ عليه الآية نفسها فيرتاح له ويشعر بخفة الألم،
    كذلك الذين يلبسون الحلق ويربطون الخيوط، قد يحسون بخفة الألم، أو اندفاعه، أو ارتفاعه، بناء على اعتقادهم نفعها. وخفة الألم لمن اعتقد نفع تلك الحلقة مجرد شعور نفسي،
    والشعور النفسي ليس طريقا شرعيا لإثبات الأسباب، كما أن الإلهام ليس طريقا للتشريع.


    وقال الشيخ صالح أل الشيخ في«التمهيد لشرح كتاب التوحيد» (ص93):
    والقاعدة في هذا الباب: أن إثبات الأسباب المؤثرة وكون الشيء سببا: لا يجوز إلا من جهة الشرع فلا يجوز إثبات سبب إلا أن يكون سببا شرعيا، أو أن يكون سببا قد ثبت بالتجربة الواقعة أنه يؤثر أثرا ظاهرا لا خفيا فمن لبس حلقة أو خيطا أو نحوهما لرفع البلاء أو دفعه فإنه يكون بذلك قد اتخذ سببا ليس مأذونا به شرعا،
    وكذلك من جهة التجربة: لا يحصل له ذلك على وجه الظهور وإنما هو مجرد اعتقاد من الملابس لذلك الشيء فيه، فقد يوافق القدر، فيُشفى مِن حِين لُبس أو بعد لبسه، أو يدفع عنه أشياء يعتقد أنها ستأتيه فيبقى قلبه معلقا بذلك الملبوس، ويظن بل يعتقد أنه سبب من الأسباب، وهذا باطل.

    وقال أيضا في التمهيد :
    قوله: من أثبت سببا - يعني: ادّعى أنه يُحدِث المسبَّب، أو يُحْدِث النتيجة - لم يجعله الله سببا، لا شرعا، ولا قدرا: فقد أشرك، يعني الشرك الأصغر.
    هذه القاعدة صحيحة - في الجملة - لكن قد يُشْكِل دخول بعض الأمثلة فيها، لكن المقصود من هذا الباب: إثبات أن الأسباب لا بد أن تكون إما من جهة الشرع، وإما من جهة التجربة الظاهرة، مثل: دواء الطبيب بالنار، ومثل: الانتفاع ببعض الأسباب التي فيها الانتفاع ظاهر، كأن تتدفأ بالنار أو تتبرد بالماء أو نحو ذلك، فهذه أسباب ظاهرة بَيِّنَةُ الأثر،

    وقال العلامة عبد الرحمن السعدي القول السديد شرح كتاب التوحيد ط النفائس» (ص43):
    «إذا علم ذلك فمن لبس الحلقة أو الخيط أو نحوهما قاصدا بذلك رفع البلاء بعد نزوله، أو دفعه قبل نزوله فقد أشرك ; لأنه إن اعتقد أنها هي الدافعة الرافعة فهذا الشرك الأكبر.
    وهو شرك في الربوبية حيث اعتقد شريكا مع الله في الخلق والتدبير.
    وشرك في العبودية حيث تأله لذلك وعلق به قلبه طمعا ورجاء لنفعه، وإن اعتقد أن الله هو الدافع الرافع وحده ولكن اعتقدها سببا يستدفع بها البلاء، فقد جعل ما ليس سببا شرعيا ولا قدريا سببا، وهذا محرم وكذب على الشرع وعلى القدر.
    أما الشرع فإنه ينهى عن ذلك أشد النهي، وما نهى عنه فليس من الأسباب النافعة.
    وأما القَدَر فليس هذا من الأسباب المعهودة ولا غير المعهودة التي يحصل بها المقصود، ولا من الأدوية المباحة النافعة.
    وكذلك هو من جملة وسائل الشرك؛ فإنه لا بد أن يتعلق قلب متعلقها بها، وذلك نوع شرك ووسيلة إليه.
    فإذا كانت هذه الأمور ليست من الأسباب الشرعية التي شرعها على لسان نبيه التي يتوسل بها إلى رضاء الله وثوابه، ولا من الأسباب القدرية التي قد علم أو جرب نفعها مثل الأدوية المباحة كان المتعلق بها متعلقا قلبه بها راجيا لنفعها، فيتعين على المؤمن تركها ليتم إيمانه وتوحيده؛ فإنه لو تم توحيده لم يتعلق قلبه بما ينافيه، وذلك أيضا نقص في العقل حيث التعلق بغير متعلق ولا نافع بوجه من الوجوه، بل هو ضرر محض. والشرع مبناه على تكميل أديان الخلق بنبذ الوثنيات والتعلق بالمخلوقين، وعلى تكميل عقولهم بنبذ الخرافات والخزعبلات، والجد في الأمور النافعة المرقية للعقول، المزكية للنفوس، المصلحة للأحوال كلها دينيها ودنيويها والله أعلم »

    قلت : واتخاذ السدر لفك السحر الذي هو ليس سببا شرعيا لعدم الدليل عليه من الكتاب أو السنة الصحيحة وكذا ليس سببا حسيا معلوما هو من جنس الأسباب الشركية التي قد تكون شركا أصغر أو أكبر حسب اعتقاد متخذه >
    وكل من يدعي أنها سبب حسي معلوم لأن ابن وهب رحمه الله تعالى ذكرها ونقل ذلك عنه عدد من العلماء فليأتنا بالدليل الحسي المعلوم على علاقة السدر بالسحر لكي تقبل هذه الدعوى .


  12. #12
    تاريخ التسجيل
    May 2013
    المشاركات
    1,056

    افتراضي رد: علاج السحر - رؤية شرعية

    وأما القراءة على الماء فينظر هذا الموضوع في الرابط
    https://majles.alukah.net/t141682/

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    May 2013
    المشاركات
    1,056

    افتراضي رد: علاج السحر - رؤية شرعية

    وأما هل الرقية توقيفية أم اجتهادية فينظر الموضوع في الرابط
    https://majles.alukah.net/t116351/

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: علاج السحر - رؤية شرعية

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المعيصفي مشاهدة المشاركة
    قال العلامة العثيمين رحمه الله تعالى في «القول المفيد على كتاب التوحيد» (1/ 164) :
    «لأن كل من أثبت سببا لم يجعله الله سببا شرعيا ولا قدريا; فقد جعل نفسه شريكا مع الله. فمثلا: قراءة الفاتحة سبب شرعي للشفاء. وأكل المسهل سبب حسي لانطلاق البطن، وهو قدري; لأنه يعلم بالتجارب.


    اليك الرد أخى المعيصفى
    السدر يستخدم لتنظيف الجسد والبطن وتسهيل انطلاق البطن وهذا امر شرعى قدرى ثبت بالسنة الصحيحة وكلام الاطباء فى فوائد السدر
    ثبت فى السنة
    عن ابن عباس رضي الله عنه (أن رجلاً كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم فوقصته ناقته وهو محرم فمات، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: اغسلوه بماء وسدر، وكفنوه في ثوبيه، ولا تمسوه طيباً، ولا تخمروا رأسه، فإنه يبعث يوم القيامة ملبّياً) الشيخان البخاري ومسلم .

    عن أم عطية رضي الله عنها قالت: (أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلّم ونحن نغسل ابنته فقال: اغسلنها ثلاثاً أو خمساً أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك بماء وسدر، واجعلن في الآخرة كافوراً أو شيئاً من كافور، فإذا فرغتن فآذنني. قالت: فلما فرغنا آذناه، فألقى إلينا حقوه وقال: أشعرنها إياه) الشيخان البخاري ومسلم.
    هذا الحديث يبين فوائد السدر فى تنقية الجسد وتنظيفه بالسدر
    اما علاج السدر للبطن وكونه سبب فى اخراج ما فى البطن من المشروب والمأكول وانطلاق البطن فهذا موجود فى كلام الاطباء فضلا عن كلام السلف
    وهذا يبين سبب استخدام السدر فى اخراج السحر فهو سبب فى التنظيف وتسهيل اخراج ما فى البطن
    قال الحافظ الذهبي: الاغتسال بالسدر ينقي الرأس أكثر من غيره ويذهب الحرارة وقد ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم في غسل الميت

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المعيصفي مشاهدة المشاركة
    وأكل المسهل سبب حسي لانطلاق البطن، وهو قدري; لأنه يعلم بالتجارب.


    قال الاطباء
    السدر مغلي أوراقه قابض طارد للديدان . ويمكن أن تضمد الخراجات بلبخة محضرة من الأوراق. وطبخ خشبه نافع من قرحة الأمعاء ونزف الدم والحيض ..

    الاجزاء المستخدمة من النبات: القشور والأوراق والثمار والبذور.
    وعن السدر يقول داود الانطاكي (1008ه) "
    انه شجر ينبت في الجبال والرمال ويستنبت فيكون اعظم ورقا وثمرا. وأقل شوكا. وهو لا ينثر أوراقه ويقيم نحو مائة عام.

    اذا غلي وشرب قتل الديدان وفتح السدود وأزال الرياح الغليظة، وسحيق ورقه يلحم الجروح ذرورا ويقلع الأوساخ وينقي البشرة وينعمها ويشد الشعر.


    ويقول التركماني عن السدر
    والنبق نافع للمعدة، عاقل للطبيعة، واذا صادف النبق رطوبة في المعدة والأمعاء عصرها فأطلقت البطن، والنبق الحلو يسهل المرة الصفراء المجتمعة في المعدة،
    ويضيف التركماني: اجود السدر اخضره، العريض الورق، دخانه شديد القبض، وصمغه يذهب الحرار ويحمر الشعر.. الورق ينقي الأمعاء والبشرة ويقويها، ويعقل الطبع ومجفف للشعر ويمنع من انتشاره ويعالج الاورام والجرعة من هذا الورق درهم".

    ويقول ميلر في السدر
    خصائصها الطبية،
    أنها تنظف المعدة وتنقي الدم، وتعيد الحيوية والنشاط الى الجسم، كما ان تناول كمية كبيرة من الثمار يدر الطمث عن النساء .
    كما تستخدم الأوراق المهروسة او المطحونة كمادة لتنظيم الجسم او الشعر، ويقال ان الشعر المغسول بهذه الاوراق يصبح ناعما ولامعا جدا. كما يستخدم مهروس الاوراق في عمل لبخات لعلاج المفاصل المتورمة والمؤلمة".

    يقول عقيل ورفاقه في نبات السدر
    "ان الخلاصة المحضرة من قشوره وجذوره وساقه تستعمل علاجا في الحمى، واضطرابات المعدة، والتهابات الحلق والقصبة الهوائية، كما تستعمل الأوراق لعلاج اضطرابات الجلد والجروح".

    ويقول شاه ورفاقه
    أن الأهالي في السعودية يستعملون نبات السدر في علاج الكثير من الأمراض منها استعمال القلف والثمار الطازجة في علاج الجروح والإمراض الجلدية. كما تستخدم الثمار في علاج الدسنتاريا وتستخدم الأوراق للتخلص من الديدان الحلقية.
    أوراق السدر تستخدم على نطاق واسع لغسل الشعر في السعودية وما زال بعض السيدات يفضلن غسل شعورهن بالسدر فهو يقضي على القشرة أيضا وملمع للشعر.

    قلت : واتخاذ السدر لفك السحر الذي هو ليس سببا شرعيا لعدم الدليل عليه من الكتاب أو السنة الصحيحة وكذا ليس سببا حسيا معلوما هو من جنس الأسباب الشركية التي قد تكون شركا أصغر أو أكبر حسب اعتقاد متخذه >
    .
    هذه من كيسك
    وكل من يدعي أنها سبب حسي معلوم لأن ابن وهب رحمه الله تعالى ذكرها ونقل ذلك عنه عدد من العلماء فليأتنا بالدليل الحسي المعلوم على علاقة السدر بالسحر لكي تقبل هذه الدعوى .
    العلاقة قالها العلماء والاطباء حيث ذكروا انه سبب فى تنظيف واخراج ما فى البطن وله فوائد كثيره اخرى يضيق المقام لذكرها
    قلت : واتخاذ السدر..... هو من جنس الأسباب الشركية التي قد تكون شركا أصغر أو أكبر حسب اعتقاد متخذه >
    .
    هذا القول فيه تَهَوُّر كبير جدا ويلزم منه لوازم باطلة ونسبته الى نفسك يدل على انه من جعبتك المليئة بالفتاوى الشاذَّه


  15. #15
    تاريخ التسجيل
    May 2013
    المشاركات
    1,056

    افتراضي رد: علاج السحر - رؤية شرعية

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    اليك الرد أخى المعيصفى
    السدر يستخدم لتنظيف الجسد والبطن وتسهيل انطلاق البطن وهذا امر شرعى قدرى ثبت بالسنة الصحيحة وكلام الاطباء فى فوائد السدر

    أخي الحبيب
    كلامك هذا فيه تدليس على القارئ وكذب على السنة النبوية . فليس في السنة الصحيحة استعمال السدر في تنظيف البطن أو تسهيل انطلاقها وإنما فقط لتنظيف الجسد من الخارج من الأوساخ مثله مثل الصابون .
    وكان ينبغي عليك أن تكتب عبارتك كما يلي ( السدر يستخدم لتنظيف الجسد وقد ثبت ذلك في السنة الصحيحة . ويستخدم لتنظيف وتسهيل انطلاق البطن وثبت ذلك عند الأطباء )


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    قال الاطباء السدر مغلي أوراقه قابض طارد للديدان . ويمكن أن تضمد الخراجات بلبخة محضرة من الأوراق. وطبخ خشبه نافع من قرحة الأمعاء ونزف الدم والحيض ..

    الاجزاء المستخدمة من النبات: القشور والأوراق والثمار والبذور.وعن السدر يقول داود الانطاكي (1008ه) "انه شجر ينبت في الجبال والرمال ويستنبت فيكون اعظم ورقا وثمرا. وأقل شوكا. وهو لا ينثر أوراقه ويقيم نحو مائة عام. اذا غلي وشرب قتل الديدان وفتح السدود وأزال الرياح الغليظة، وسحيق ورقه يلحم الجروح ذرورا ويقلع الأوساخ وينقي البشرة وينعمها ويشد الشعر.
    ويقول التركماني عن السدر والنبق نافع للمعدة، عاقل للطبيعة، واذا صادف النبق رطوبة في المعدة والأمعاء عصرها فأطلقت البطن، والنبق الحلو يسهل المرة الصفراء المجتمعة في المعدة، ويضيف التركماني: اجود السدر اخضره، العريض الورق، دخانه شديد القبض، وصمغه يذهب الحرار ويحمر الشعر.. الورق ينقي الأمعاء والبشرة ويقويها، ويعقل الطبع ومجفف للشعر ويمنع من انتشاره ويعالج الاورام والجرعة من هذا الورق درهم".ويقول ميلر في السدر خصائصها الطبية، أنها تنظف المعدة وتنقي الدم، وتعيد الحيوية والنشاط الى الجسم، كما ان تناول كمية كبيرة من الثمار يدر الطمث عن النساء .كما تستخدم الأوراق المهروسة او المطحونة كمادة لتنظيم الجسم او الشعر، ويقال ان الشعر المغسول بهذه الاوراق يصبح ناعما ولامعا جدا. كما يستخدم مهروس الاوراق في عمل لبخات لعلاج المفاصل المتورمة والمؤلمة".يقول عقيل ورفاقه في نبات السدر "ان الخلاصة المحضرة من قشوره وجذوره وساقه تستعمل علاجا في الحمى، واضطرابات المعدة، والتهابات الحلق والقصبة الهوائية، كما تستعمل الأوراق لعلاج اضطرابات الجلد والجروح".ويقول شاه ورفاقه أن الأهالي في السعودية يستعملون نبات السدر في علاج الكثير من الأمراض منها استعمال القلف والثمار الطازجة في علاج الجروح والإمراض الجلدية. كما تستخدم الثمار في علاج الدسنتاريا وتستخدم الأوراق للتخلص من الديدان الحلقية. أوراق السدر تستخدم على نطاق واسع لغسل الشعر في السعودية وما زال بعض السيدات يفضلن غسل شعورهن بالسدر فهو يقضي على القشرة أيضا وملمع للشعر.
    هذه من كيسك
    العلاقة قالها العلماء والاطباء حيث ذكروا انه سبب فى تنظيف واخراج ما فى البطن وله فوائد كثيره اخرى يضيق المقام لذكرها
    إذا ثبت عند الأطباء فائدة أوراق السدر في علاج الأمراض الجلدية والبشرة وقتل الديدان ويستعمل لغسل الشعر في السعودية وقابض للبطن ويستعمل للجروح .
    فما علاقة ذلك بالسحر ؟؟؟!!!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    هذا القول فيه تَهَوُّر كبير جدا ويلزم منه لوازم باطلة ونسبته الى نفسك يدل على انه من جعبتك المليئة بالفتاوى الشاذَّه

    أخي الحبيب
    التهور الكبير هو في قولك هذا الذي يتنكر وينكر القاعدة الشرعية التي ذكرها العلماء ونقلتُ أقوالهم فيها .
    ( قال الشيخ صالح أل الشيخ في التمهيد : قوله: من أثبت سببا - يعني: ادّعى أنه يُحدِث المسبَّب، أو يُحْدِث النتيجة - لم يجعله الله سببا، لا شرعا، ولا قدرا: فقد أشرك، يعني الشرك الأصغر.
    هذه القاعدة صحيحة - في الجملة - لكن قد يُشْكِل دخول بعض الأمثلة فيها، لكن المقصود من هذا الباب: إثبات أن الأسباب لا بد أن تكون إما من جهة الشرع، وإما من جهة التجربة الظاهرة، )


    والفتاوى الشاذة هي كل فتوى تخالف الدليل الشرعي وتخالف الأصول والقواعد .
    وأنا بفضل الله تعالى لا أجامل في دين الله الرجال ولا أقدم على الدليل الشرعي والأصول والقواعد قول كائن من كان مع حفظ مكانة علمائنا الأجلاء .
    ولن أحيد عن هذا بإذن الله تعالى مهما تكالب المخالفون .

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    May 2013
    المشاركات
    1,056

    افتراضي رد: علاج السحر - رؤية شرعية

    هذه بعض فتاوى الإمام الألباني رحمه الله تعالى في الكتابة وغيرها من الطرق المبتدعة :
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المعيصفي مشاهدة المشاركة
    الفتوى رقم " 1 "
    " كتابة الآيات وبلها بالماء والاستحمام بها للعلاج ."
    السؤال :
    " يا شيخ . هل ( جواز الرقية ) هل الرقية الشرعية بكتابة آيات من القرآن بما فيها التي تذكر السحر _ببل هذه الآيات_ كتابتها ثم بلّها في الماء حتى تذوب ثم الاستحمام بالماء

    الجواب :
    ما فيه رقية إلا بالتلاوة .السنة لا رقية إلا بالتلاوة .أما الكتابة ومحو الكتابة بالماء هذا يقول به بعض العلماء ولكن لم نجد له أثرا في السنة

    من شريط رقم 28
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المعيصفي مشاهدة المشاركة
    الفتوى رقم 2
    " حكم كتابة القرآن على ورق ثم بله بالماء وشرب مائه ."
    السائل : أنا أسال واحد شيخ حتى هم يقولون يكتبوا آية من القرآن يعملوا الورق مسحوق ثم يشرب الماء فهل هذا جائز أم لا يجوز ؟

    الشيخ الألباني :
    أما كتابة القرآن وغسل هذه الكتابة وشرب الماء هذا يقول به بعض العلماء لكن لا نعلم لذلك أصلا من السنة الصحيحة التي وردت عن النبي صلى الله عليه واله وسلم ،
    عندنا التعوذ ، قراءة القرآن، الترقية بالقرآن وبما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، هذا ثابت أما ان يقرأ ويكتب في صحيفة ثم ينقع بالماء ويشرب هذا لا نعلم له أصلا في السنة .



    شريط رقم 81
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المعيصفي مشاهدة المشاركة
    الفتوى رقم 4 :
    حكم كتابة آيات من القرآن للعلاج ؟


    السائل : طيب يا شيخ لو ثبت لي أنه واحد منهم يعالج بالقرآن الكريم هل يجوز لي الذهاب له .

    الشيخ : بس بالقرآن الكريم ؟

    السائل : يكتب الحجب . يكتب الآيات على حجاب .

    الشيخ : هلا ـ الآن ـ كشفت القناع لما قلت يكتب حجب . هؤلاء لازم تبتعد عنهم تفر منهم فرارك من الأسد .

    السائل : يعني هذه تنطبق عليها أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام بالنسبة للتِوَلَة .

    الشيخ : نعم .

    السائل : ولو كان فيها قرآن كريم ؟

    الشيخ : ولو كان .

    السائل : إذن لا يجوز كتابة القرآن على الحجب . فقط القراءة .

    الشيخ : أي نعم بس القراءة لأنه بالرغم مما جاء في الأحاديث من التحذير عن اتخاذ التمائم وما شابهها ففي كتابة القرآن في مثل ما في هذه التمائم تعطيل عن تلاوتها والاستعانة بها .





    شريط رقم 345

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المعيصفي مشاهدة المشاركة
    الفتوى رقم 8 :
    الاحتجاج بأقوال بعض العلماء من السلف على طرق العلاج بالقرآن محدثة .


    السائل: بالنسبة للرقية هناك من يحتج علينا فيستدل ببعض كتب السلف، ويقول: استعمل بعض الصحابة والرسول -صلى الله عليه وسلم- القرآن في شفاء الأمراض، ونحن نعلم أن فيه شفاء للناس، فهل صح عن بعض الصحابة أن علق بعض آيات القرآن في أعناق المرضى، أو كتب بعض آيات من القرآن وغمسها في الماء وشرِبها و شرَّبها إلى المرضى وما حكم ذلك؟


    الشيخ الألباني :
    أما أنه ثبت عن بعض الصحابة أنه فعل ذلك فلا،
    أما هل فُعل ذلك من بعض أفراد من السلف فبلى، لكن المسألة مختلف فيها .
    ونحن نقول: ما جاء عن السلف مما اختُلف فيه حينذاك نحن نطبق الآية السابقة الذكر:(فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ)، (النساء:59).
    لاشك أن الدارس للسنة النبوية يعلم أن هناك رقى وتعاويذ سنها النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ربه كشفاء لكثير من الأمراض ومعالجة بهذه الرقى والأدعية.
    فإن لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أولاً؛ وعن الصحابة ثانياً أنهم علقوا بعض الآيات؛
    ولم يثبت أن كُتبت في وعاء ثم شرب ماؤه للمعالجة والدواء؛
    فنحن نقول حينذاك بقول بعض السلف الآخر الذين قالوا إن تعليق بعض الآيات القرآنية على الصدر أو تحت الإبط أو نحو ذلك هو من التمائم المحرمة في الإسلام .
    وهنا نقول كما علمنا الرسول -عليه الصلاة والسلام- أن نقول وخير الهدى هدى محمد -صلى الله عليه وآله وسلم-،
    ولابد من كلمة الآن بناءً على انتمائنا إلى السلف نحن نقول نتمسك بمنهج السلف الذي اتفقوا عليه ولم يختلفوا فيه . أما إذا اختلفوا في بعض المسائل الفرعية فحينذاك نحن نعود إلى الأصل ألا وهو الكتاب والسنة فإذا اتفقوا فنحن معهم،
    وإذا اختلفوا طبقنا الآية السابقة: [فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ]: (النساء:59).



    المرجع: فتاوى الشيخ الألباني

    رقم الشريط:544
    رقم الفتوى:04





    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المعيصفي مشاهدة المشاركة
    الفتوى رقم 12 :

    " ما حكم الرقية بقراءة الآيات وأدعية مأثورة في الماء ."

    السائل:

    ما رأيكم في التداوي
    بالقرآن بطريقة القراءة مثلاً في كأس من الماء وتقريب الفم ...؟

    الشيخ الألباني :

    ما له أصل! هذا كالكتابة على الورقة ثم شعلها كما ذكرت آنفاً كل هذا ليس له أصل.

    وكل خير في اتباع من سلف *** وكل شر في ابتداع من خلف

    الشريط رقم 573 سؤال رقم 09

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: علاج السحر - رؤية شرعية

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المعيصفي مشاهدة المشاركة
    . فليس في السنة الصحيحة استعمال السدر في تنظيف البطن أو تسهيل انطلاقها وإنما فقط لتنظيف الجسد من الخارج من الأوساخ مثله مثل الصابون .
    وكان ينبغي عليك أن تكتب عبارتك كما يلي ( السدر يستخدم لتنظيف الجسد وقد ثبت ذلك في السنة الصحيحة . ويستخدم لتنظيف وتسهيل انطلاق البطن وثبت ذلك عند الأطباء )

    إذا ثبت عند الأطباء فائدة أوراق السدر في علاج الأمراض الجلدية والبشرة وقتل الديدان ويستعمل لغسل الشعر في السعودية وقابض للبطن ويستعمل للجروح .
    فما علاقة ذلك بالسحر ؟؟؟!!!
    استخدام السدر فى علاج السحر قال فيه الراسحين فى العلم انه من الادوية النافعة المباحة
    التى ثبت نفعه بالتجربة الظاهرة-فهو دواء نافع صحيح مباح مجرب هكذا قال اهل العلم
    وهذا من الاسباب التى جعلها الله سببا فى علاج السحر فهو دواء نافع مباح نص عليه العلماء فى علاج السحر فى باب النشرة بالادوية المباحة
    فما علاقة ذلك بالسحر ؟؟؟!!!
    وأنا أسألك ما علاقة تمر العجوة فى الوقاية من السحر
    أخرج الإمام البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من تصبح سبع تمراتٍ عجوة لم يضره ذلك اليوم سُمٌّ ولا سحر. وفي رواية لـ البخاري عن عامر بن سعد عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من اصطبح كل يوم تمراتٍ عجوة لم يضره سمٌّ ولا سحر ذلك اليوم إلى الليل. قال البخاري وقال غيره: سبع تمرات . وأخرج الإسماعيلي : من تصبح بسبع تمراتٍ عجوة من تمر العالية. والعالية هي القرى التي في الجهة العالية من المدينة وهي جهة نجد. وأخرج مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أكل سبع تمراتٍ مما بين لابتيها حين يصبح لم يضره سمٌّ حتى يمسي. لابتيها: أي لابتي المدينة، وهما الحرتان اللتان تحيطان بها. فهذه الأحاديث يبين بعضها أن من اصطبح بسبع تمرات عجوة لم يصبه في ذلك اليوم سمٌّ ولا سحر إلى الليل، وبعضها يقيد التمر بتمر العالية، وبعضها يقيده بتمر المدينة، ولذلك قال العلماء: إن من أراد الوقاية من السحر فعليه أن يصطبح بسبع تمرات عجوة من تمر المدينة، فإن لم يجد تمرًا من المدينة فليستخدم أيَّ تمرٍ، والظاهر من الحديث أنه إن لم يأكل التمر ولم يصطبح به في أي يومٍ فإن السحر قد يصيبه، فلذلك الذي يأكل التمر قبل أربعين يومًا فقط من الزفاف لا ينجو من شر السحر قبل ذلك، والظاهر من الحديث أنه ينبغي أن يواظب على هذا الفعل إن أراد النجاة من شر السحر.
    *************
    السؤال هنا ما علاقة التمر بالسحر؟؟
    طبعا لن يجيب المعيصفى عن العلاقة لانه لا يعلمها ويظن ان ذلك مما لا تعلم الحكمة فيه- و سيكتفى بأن النبى صلى الله عليه وسلم ذكره
    ولكن لو قرأت العلة والعلاقة التى ذكرها العلماء فى الطب النبوى فى فوائد تمر العجوة وفوائد السدر لعرفت الحكمة الغائبة عن مخيلتك
    قال ابن القيم فى الطب النبوى
    وفى التمر خاصية عجيبة لهذا الداء ولا سيما تمر المدينة، ولا سيما العجوة منه. وفى كونها سبعا خاصية أخرى تدرك بالوحي.
    وفى الصحيحين - من حديث عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من تصبح بسبع تمرات من تمر العالية، لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر ". وفى لفظ: " من أكل سبع تمرات مما بين لا بتيها، حين يصبح، لم يضره سم حتى يمسى " .
    والتمر حار في الثانية، يابس في الأولى. وقيل: رطب فيها. وقيل: معتدل. وهو غذاء فاضل حافظ للصحة، لا سيما لمن اعتاد الغذاء به: كأهل المدينة وغيرهم. وهو من أفضل الأغذية في البلاد الباردة والحارة التي حرارتها في الدرجة الثانية. وهو لهم أنفع منه لأهل البلاد الباردة: لبرودة بواطن سكانها، وحرارة بواطن سكان البلاد الباردة. ولذلك يكثر أهل الحجاز واليمن والطائف، وما يليهم - من البلاد المشابهة لها - من الأغذية الحارة، مالا يتأنى لغيرهم: كالتمر والعسل. وشاهدناهم يضعون في أطعمتهم من الفلفل والزنجبيل، فوق ما يضعه غيرهم، نحو عشرة أضعاف أو أكثر، ويأكلون الزنجبيل كما يأكل غيرهم الحلوى. ولقد شاهدت من يتنقل به منهم كان يتنقل بالنقل. ويوافقهم ذلك، ولا يضرهم: لبرودة أجوافهم، وخروج الحرارة إلى ظاهر الجسد. كما تشاهد مياه الآبار: تبرد في الصيف، وتسخن في الشتاء. وكذلك تنضج المعدة من الأغذية الغليظة، في الشتاء، مالا تنضجه في الصيف.
    وأما أهل المدينة: فالتمر لهم يكاد أن يكون بمنزلة الحنطة لغيرهم، وهو قوتهم ومادتهم.
    وتمر العالية من أجود أصناف تمرهم: فإنه متين الجسم، لذيذ الطعم، صادق الحلاوة.
    والتمر يدخل في الأغذية والأدوية والفاكهة، وهو يوافق أكثر الأبدان، مقو للحار الغريزي. ولا يتولد عنه من الفضلات الرديئة، ما يتولد عن غيره من الأغذية والفاكهة، بل يمنع لمن اعتاده، من تعفن الاخلاط وفسادها.
    وهذا الحديث من الخطاب الذي أريد به الخاص: كأهل المدينة ومن جاورهم.
    ولا ريب أن للأمكنة اختصاصا ينفع كثير من الأدوية في ذلك المكان دون غيره، فيكون الدواء الذي قد نبت في هذا المكان نافعا من الداء، ولا يوجد فيه ذلك النفع:
    إذا نبت في مكان غيره، لتأثير نفس التربة، أو الهواء، أو هما جميعا. فإن للأرض خواص وطبائع يقارب اختلافها اختلاف طبائع الانسان. وكثير من النبات يكون في بعض البلاد غذاء مأكولا، وفى بعضها سما قاتلا. ورب أدوية لقوم أغذية لآخرين، وأدوية لقوم من أمراض هي أدوية لآخرين في أمراض سواها، وأدوية لأهل بلاد لا تناسب غيرهم ولا تنفعهم.
    ..............
    ونفع هذا العدد من هذا التمر، من هذا البلد، من هذه البقعة بعينها، من السم والسحر - بحيث تمنع إصابته -: من الخواص التي لو قالها أبقراط وجالينوس وغيرهما من الأطباء، لتلقاها عنهم الأطباء بالقبول والاذعان والانقياد. مع أن القائل إنما معه الحدس والتخمين والظن. فمن كلامه كله يقين وقطع وبرهان ووحى، أولى أن تتلقى أقواله بالقبول والتسليم، وترك الاعتراض. وأدوية السموم تارة تكون بالخاصية، كخواص كثير من الاحجار والجواهر واليواقيت. والله أعلم.
    *******************
    قال الشيخ صالح أل الشيخ في«التمهيد لشرح كتاب التوحيد» (ص93):
    والقاعدة في هذا الباب: أن إثبات الأسباب المؤثرة وكون الشيء سببا: لا يجوز إلا من جهة الشرع فلا يجوز إثبات سبب إلا أن يكون سببا شرعيا، أو أن يكون سببا قد ثبت بالتجربة الواقعة أنه يؤثر أثرا ظاهرا لا خفيا فمن لبس حلقة أو خيطا أو نحوهما لرفع البلاء أو دفعه فإنه يكون بذلك قد اتخذ سببا ليس مأذونا به شرعا،
    الرد على ذلك من كلام الشيخ صالح الذى استدللت بكلامه يثبت التداوى وعلاج السحر بالادوية المباحة
    من كتاب كفاية المستزيد شرح كتاب التوحيد للشيخ صالح ال الشيخ
    في البخاري عن قتادة قلت لابن المسيب: رجل به طب، أو يؤخذ عن امرأته أيحل عنه أو ينشر؟ قال: لا بأس به، إنما يريدون به الإصلاح، فأما ما ينفع فلم ينه عنه. انتهى، وروي عن الحسن أنه قال: لا يحل السحر إلا ساحر. قال ابن القيم: النشرة: حل السحر عن المسحور وهي نوعان: حل سحر بمثله، وهو الذي من عمل الشيطان، وعليه يحمل قول الحسن فيتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان بما يحب، فيبطل عمله عن المسحور. والثاني: النشرة بالرقية، والتعوذات،والدع وات والأدوية المباحة، فهذا جائز.
    ولهذا قال ابن القيم في آخر الكلام:
    " والثاني: النشرة بالرقية، والتعوذات،
    والدعوات والأدوية المباحة فهذا جائز "؛ لأنه يحصل منه المرض، وإذا كان الأمر كذلك فإنه يعالج بما أذن به شرعا من الرقى والأدوية المباحة.
    والقسم الثاني من النشرة:
    وهي التي من أنواع الشرك: أن ينشر عنه بغير الطريق الأول بطريق السحر، فيحل السحر الأول بسحر آخر، وذكرنا أن السحر لا ينعقد أصلا إلا بأن يتقرب الساحر للجني، أو أن يكون الجني يخدم الساحر الذي يشرك بالله دائما

    ******************
    أظن انه ظهر لك الفرق بين النشرة الجائزة بالادوية المباحة وهذه تكون بالتجربة الظاهرة وذكرنا كلام اهل العلم بأن السدر من الادوية النافعة المجربة المباحة والفرق بينها وبين النشرة الممنوعة

    أما انت اخى الكريم المعيصفى فلم تفرق بين الجائز والممنوع وجعلت الجائز ممنوع
    وأطحت بقاعدة العلماء فى حل السحر بالادوية المباحة بفتوى شاذة بأن حل السحر بالسدر من الشرك الاصغر وقد يكون اكبر بحسب اعتقاد فاعله
    والالزام هنا بأنك جعلت الجائز المباح شركا اصغر او اكبر وهذا طبعا تشريع بتحريم الجائز والمشروع

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: علاج السحر - رؤية شرعية

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المعيصفي مشاهدة المشاركة
    " كتابة الآيات وبلها بالماء والاستحمام بها للعلاج ."

    " يا شيخ ................. كتابتها ثم بلّها في الماء حتى تذوب ثم الاستحمام بالماء

    " حكم كتابة القرآن على ورق ثم بله بالماء وشرب مائه ."
    ....................يكتبوا آية من القرآن يعملوا الورق مسحوق ثم يشرب الماء فهل هذا جائز أم لا يجوز ؟

    حكم كتابة آيات من القرآن للعلاج ؟
    .............................. ....
    السائل : يكتب الحجب . يكتب الآيات على حجاب .
    ......................
    السائل : إذن لا يجوز كتابة القرآن على الحجب . فقط القراءة .
    الشيخ : أي نعم بس القراءة لأنه بالرغم مما جاء في الأحاديث من التحذير عن اتخاذ التمائم وما شابهها ففي كتابة القرآن في مثل ما في هذه التمائم تعطيل عن تلاوتها والاستعانة بها .
    .......................علق بعض آيات القرآن في أعناق المرضى، أو كتب بعض آيات من القرآن وغمسها في الماء وشرِبها و شرَّبها إلى المرضى وما حكم ذلك؟

    ليس النزاع بيننا فى هذا
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المعيصفي مشاهدة المشاركة
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المعيصفي مشاهدة المشاركة



    " ما حكم الرقية بقراءة الآيات وأدعية مأثورة في الماء ."
    السائل:
    ما رأيكم في التداوي
    بالقرآن بطريقة القراءة مثلاً في كأس من الماء وتقريب الفم ...؟
    الشيخ الألباني :
    ما له أصل! هذا كالكتابة على الورقة ثم شعلها كما ذكرت آنفاً كل هذا ليس له أصل.

    الشريط رقم 573 سؤال رقم
    هذا فيه نظر - مدفوع بكلام الائمة وقياس القراءة على الماء -بالكتابة على الورق-غلط -
    فى حديث أبي سعيد الخدري عند البخاري وفيه أنه قرأ بفاتحة الكتاب وتفل. ولم ينكر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فكان ذلك حجة كما قال ابن حجر في الفتح.
    وأما النفث في الماء وما أشبهه، فقد استدل له بعض أهل العلم - كما في الفتح، وفي مجلة البحوث العلمية - بحديث أبي داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على ثابت بن قيس وهو مريض، فقال: اكشف البأس رب الناس، ثم أخذ ترابا من بطحان فجعله في قدح ثم نفث عليه بماء وصبه عليه.
    قال محمد بن مفلح : ( نقل عبدالله أنه رأى أباه يعوذ في الماء ويقرأ عليه ويشربه ، ويصب على نفسه منه ) ( الآداب الشرعية – 2 / 441 )
    قال صالح بن الإمام أحمد رحمه الله تعالى:
    اعتللت مرة فقرأ لي أبي في ماء ونفث فيه ثم أمر
    ني بشربه وأن أغسل رأسي،

    قال ابن القيم رحمه الله :
    ( ولقد مر بى وقت بمكة سقمت فيه وفقدت الطبيب والدواء فكنت أتعالج بالفاتحة آخذ شربة من ماء زمزم وأقروءها عليها مراراً ثم اشربه فوجدت بذلك البرء التام ثم صرت أعتمد على ذلك فى كثير من الأوجاع بها غاية الإنتفاع)0 (زاد المعاد ج3 ص 188


    سئل الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله -
    عن النفث في الماء فأجاب : ( لا بأس بذلك فهو جائز ، بل قد صرح العلماء باستحبابه 0

    مجموع فتاوى ورسائل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - 1 / 92
    وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن حكم النفث في الماء ؟؟؟
    فأجاب : ( النفث في الماء على قسمين :
    القسم الأول : أن يراد بهذا النفث التبرك بريق النافث فهذا لا شك أنه حرام ونوع من الشرك ، لأن ريق الإنسان ليس سببا للبركة والشفاء ولا أحد يتبرك بآثاره إلا محمد صلى الله عليه وسلم أما غيره فلا يتبرك بآثاره ، فالنبي صلى الله عليه وسلم يتبرك بآثاره في حياته ، وكذلك بعد مماته إذا بقيت تلك الآثار كما كان عند أم سلمة – رضي الله عنها – جلجل من فضة فيه شعرات من شعر النبي صلى الله عليه وسلم يستشفى بها المرضى ، فإذا جاء مريض صبت على هذه الشعرات ماء ثم حركته ثم اعطته الماء ، لكن غير النبي صلى الله عليه وسلم لا يجوز لأحد أن يتبرك بريقه ، أو بعرقه ، أو بثوبه ، أو بغير ذلك ، بل هذا حرام ونوع من الشرك ، فإذا كان النفث في الماء من أجل التبرك بريق النافث فإنه حرام ونوع من الشرك ، وذلك لأن كل ما أثبت لشيء سببا غير شرعي ولا حسي فإنه قد أتى نوعا من الشرك ، لأنه جعل نفسه مسببا مع الله وثبوت الأسباب لمسبباتها إنما يتلقى من قبل الشرع فلذلك كل من تمسك بسبب لم يجعله الله سببا لا حسا ولا شرعا فإنه قد أتى نوعا من الشرك 0
    القسم الثاني : أن ينفث الإنسان بريق تلا فيه القرآن الكريم مثل أن يقرأ الفاتحة ، والفاتحة رقية ، وهي من أعظم ما يرقى به المريض ، فيقرأ الفاتحة وينفث في الماء فإن هذا لا بأس به ، وقد فعله بعض السلف ، وهو مجرب ونافع بإذن الله ،
    وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ينفث في يديه عند نومه بقل هو الله أحد ، وقل أعوذ برب الفلق ، وقل أعوذ برب الناس فيمسح بهما وجهه وما استطاع من جسده صلوات الله وسلامه عليه ، والله الموفق )

    ( مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين – 1 / 70 – 71 – برقم 35 )
    وقال الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله - :
    ( الأولى أن يقرأ المسلم على أخيه بأن ينفث على جسمه بعدما يقرأ الآيات أو على موضع الألم منه وهذه هي الرقية الشرعية وإن قرأ له في ماء وشربه فكذلك أيضا ) 0( المنتقى - 1 / 72 - برقم 131 )

    وقال :
    ( رقية المريض بالقرآن الكريم إذا كانت على الطريقة الواردة بأن يقرأ وينفث على المريض أو على موضع الألم أو في ماء يشربه المريض فهذا العمل جائز ومشروع ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم رقى ورقي وأمر بالرقية وأجازها ) ( المنتقى - 2 / 141 ) 0


    قال الشيخ صالح آل الشيخ :
    ( المقصود أن إيصال الرقية والقراءة بالنفخ " النفس " أو النفخ في الماء ثم يسقاه المريض أو يصب عليه
    فهذا لا بأس به لفعل السلف له ولا ينكر لأنه له أصل في السنة

    ولكن كلما كانت الرقية مباشرة بدون وسائط كثيرة كلما كانت أفضل لهذا قال الجد الشيخ محمد بن إبراهيم – رحمه الله – ورفع درجته في الجنة : كلما قرب الوقت كان أنفع وكلما كانت الوسائط أقل كان أنفع ) ( مجلة الدعوة – صفحة 22 – العدد 1683 من ذي القعدة 1419 هـ )
    قال الامام ابن باز رحمه الله
    التداوي بالقرآن الكريم والسدر ونحوه من الأدوية المباحة وليس من باب البدع ،


    هو من باب التداوي وقد قال صلى الله عليه وسلم "عباد الله تداووا ولا تتداووا بحرام" وثبت في سنن أبي داود في كتاب الطب

    أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في ماء في إناء وصبه على المريض وبهذا يُعلم أن التداوي بالقراءة على الماء والعسل ونحوهما جائزة وليس فيها محذور من جهة الشرع إذا كانت القراءة سليمة، وكان الدواء مباحاً.

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: علاج السحر - رؤية شرعية

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المعيصفي مشاهدة المشاركة

    والفتاوى الشاذة هي كل فتوى تخالف الدليل الشرعي وتخالف الأصول والقواعد .
    وأنا بفضل الله تعالى لا أجامل في دين الله الرجال ولا أقدم على الدليل الشرعي والأصول والقواعد قول كائن من كان مع حفظ مكانة علمائنا الأجلاء .
    ولن أحيد عن هذا بإذن الله تعالى مهما تكالب المخالفون .
    الفتاوى الشاذه هى التى تخالف فتاوى علماء الامة الذين هم اهل الخبرة واعلم الناس بالقواعد والاصول
    وأنا بفضل الله تعالى لا أجامل في دين الله الرجال
    وهل نحن بنقلنا كلام السلف المتقدمين والمتأخرين نكون قد جاملنا فى دين الله أحدا هل هذه هى السلفية -
    ولا أقدم على الدليل الشرعي والأصول والقواعد
    كل ما قدمنا موافق لصحيح المنقول وكلام الاطباء أهل الدراية والخبرة وعلى رأسهم الامام ابن القيم الذى جمع فى كتابه الطب النبوى بين المنقول والمعقول الصحيح من كلام اهل الخبرة فى الطب
    وسبق لك اخى الكريم انكارك لتأثير السحر والعين فى كلام ابن القيم تحت دعوى ان ذلك بحث فى الكيفية والكيفية من الامور الغيبية
    ورددنا عليك بأن
    مذهب منكري الأسباب والقوى والتأثيرات في العالم. وهؤلاء قد سدوا على أنفسهم باب العلل والتأثيرات والأسباب، وخالفوا العقلاء أجمعين. ولا ريب أن الله سبحانه خلق في الأجسام والأرواح قوى وطبائع مختلفة، وجعل في كثير منها خواص وكيفيات مؤثرة. ولا يمكن العاقل إنكار تأثير الأرواح في الأجسام: فإنه أمر مشاهد محسوس. وأنت ترى الوجه: كيف يحمر حمرة شديدة: إذا نظر إليه من يحتشمه ويستحى منه، ويصفر صفرة شديدة: عند نظر من يخافه إليه. وقد شاهد الناس من يسقم من النظر وتضعف قواه. وهذا كله بواسطة تأثير الأرواح. ولشدة ارتباطها بالعين، ينسب (الفعل) إليها، وليست هي الفاعلة، وإنما التأثير للروح. والأرواح مختلفة في طبائعها وقواها، وكيفياتها وخواصها. فروح الحاسد مؤذية للمحسود أذى بينا. ولهذا أمر الله سبحانه رسوله: أن يستعيذ به من شره.
    وتأثير الحاسد في أذى المحسود، أمر لا ينكره إلا من هو خارج عن حقيقة الانسانية. وهو أصل الإصابة بالعين. فإن النفس الخبيثة الحاسدة، تتكيف بكيفية خبيثة، وتقابل المحسود، فتؤثر بتلك الخاصية . وأشبه الأشياء بهذا الأفعى: فإن السم كامن فيها بالقوة، فإذا قابلت عدوها: انبعث منها قوة غضبية، وتكيفت نفسها بكيفية خبيثة مؤذية. فمنها: ما تشتد كيفيتها ونقوى حتى تؤثر في إسقاط الجنين. ومنها: ما يؤثر في طمس البصر. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، في الابتروذي الطفيتين من الحيات: " إنهما يلتمسان البصر، ويسقطان الحبل ". ومنها: ما تؤثر في الانسان كيفيتها بمجرد الرؤية، من غير اتصال به، لشدة خبث تلك النفس وكيفيتها الخبيثة المؤثرة.
    والتأثير غير موقوف على الاتصالات الجسمية، كما يظنه من قل علمه ومعرفته بالطبيعة
    *****************
    وهنا تنكر تأثير خواص الاشياء كالسدر وكونها سببا نافعا جائزا ثبت بالتجربة الظاهرة انه نافع بإذن الله ورد فى كلام السلف فى النشرة الجائزة التى لا يشترط لها ان تكون توقيفية
    ولن أحيد عن هذا بإذن الله تعالى مهما تكالب المخالفون
    سيتكالب عليك المخالفون كما تتكالب الاكلة على قصعتها لضعف دليلك وبرهانك
    ولن أحيد عن هذا بإذن الله
    وهل هذا الا العناد والاصرار بعد البينة
    كلامك هذا فيه تدليس على القارئ وكذب على السنة النبوية
    هذا ديدنك وديدن المدخلية وما دام الاخ المعيصفى نزل الى ميدان الحجة والبرهان فلا تراجع ولا استسلام فاما النصر وإما الشهادة
    فالحق منصور وممتحن فلا ..
    تعجب فهذي سنة الرحمن وبذاك يظـهر حزبه من حربه ..
    ولأجل ذاك الناس طـائفـتان
    ولأجل ذاك الحرب بين اتباع الرسل ..
    والـمخالفين مذ قام الورى سجلان
    لكنما العقـبى لأهل الحق إن ..
    فاتت هنا كانت لدى الديان .


    التهور الكبير هو في قولك هذا الذي يتنكر وينكر القاعدة الشرعية التي ذكرها العلماء ونقلتُ أقوالهم فيها
    من فينا الذى يتخبط فى تطبيق القاعدة الشرعية
    كلامك خطأ فى تحقيق المناط وتزيل هذه الصورة -كلام اهل العلم فى باب لبس الحلقة أو الخيط وتعليق التمائم يا مسكين
    اما كلام اهل العلم فهو فى باب النشرة الجائزة النافعة المجربة المباحة فاين هذا من ذاك
    وسبق ان رددت عليك وبينت لك مذهب منكرى الاسباب وخواصها وتأثيرها
    ومذهبهم فى هذه المسألة يسمونها " السببية " وخلاصتها : نفي تأثير الأسباب بمسبَّباتها ، فلا ارتباط لسبب بمسبَّب ، وإنما العلاقة بينهما علاقة اقتران ، فالنار – عندهم – لا تحرق بطبعها ولا هي علة الإحراق ، وإنما يخلق الله تعالى فيها الإحراق عند التقائها بشيء قابل للاحتراق ، فالذي يحرق هو الله ، والنار ليس لها أي تأثير ، والسكين – عندهم - لا تقطع بطبعها ولا هي علة القطع ، إنما يخلق الله تعالى فيها القطع عند مرورها على الشيء القابل للقطع ، فالذي يقطع هو الله ، والسكين ليس لها أي تأثير ، وهكذا يقولون إن الإنسان لا يشبع بالأكل بل عند الأكل ! ولا يروى بالشرب بل عند الشرب ! وقد جعلوا ذلك من التوحيد ، وحكموا على المخالف بالبدعة والضلالة والكفر .

    قال ابن القيم - رحمه الله - :
    "وأما الوقوف مع الأسباب واعتقاد تأثيرها فلا نعلم من أتباع الرسل من قال إنها مستقلة بأنفسها حتى يحتاج إلى نفي هذا المذهب ، وإنما قالت طائفة من الناس وهم القدرية : إن أفعال الحيوان خاصة غير مخلوقة لله ولا واقعة بمشيئة ، وهؤلاء هم الذين أطبق الصحابة والتابعون وأئمة الإسلام على ذمِّهم وتبديعهم وتضليلهم وبيَّن أئمة السنة أنهم أشباه المجوس وأنهم مخالفون العقول والفطر ونصوص الوحي ، فالتلبيس في الحقيقة حصل لهؤلاء ولمنكري الأسباب في القوى والطبائع والحكم ، ولُبس على الفريقين الحق بالباطل ... .
    إلى أن قال :
    ولا تكن ممن غلظ حجابه وكثف طبعه فيقول : لا نقف معها وقوف من يعتقد أنها مستقلة بالإحداث والتأثير وأنها أرباب من دون الله ، فإن وجدتَ أحداً يزعم ذلك ويظن أنها أرباب وآلهة مع الله مستقلة بالإيجاد ، أو إنها عون لله يحتاج في فعله إليها ، أو إنها شركاء له : فشأنَك به ؛ فمزِّق أديمَه ، وتقرَّب إلى الله بعداوته ما استطعت ، وإلا فما هذا النفي لما أثبته الله ، والإلغاء لما اعتبره ، والإهدار لما حققه ، والحط والوضع لما نصبه ، والمحو لما كتبه والعزل لما ولاه ؟! فإن زعمت أنك تعزلها عن رتبة الإلهية ؛ فسبحان الله ، من ولاها هذه الرتبة حتى تجعل سعيك في عزلها عنها ؟! .
    والله ما أجهل كثيراً من أهل الكلام والتصوف حيث لم يكن عندهم تحقيق التوحيد إلا بإلغائها ومحوها وإهدارها بالكلية ، وأنه لم يجعل الله في المخلوقات قوى ولا طبائع ولا غرائز لها تأثير موجبة ما ، ولا في النار حرارة ولا إحراق ، ولا في الدواء قوة مُذْهِبة للداء ، ولا في الخبز قوة مشبعة ، ولا في الماء قوة مروية ، ولا في العين قوة باصرة ، ولا في الأنف قوة شامَّة ، ولا في السم قوة قاتلة ، ولا في الحديد قوة قاطعة ، وأن الله لم يفعل شيئاً بشيء ، ولا فعل شيئاً لأجل شيء ! فهذا غاية توحيدهم الذي يحومون حوله ويبالغون في تقريره ، فلعمْر الله لقد أضحكوا عليهم العقلاء وأشمتوا بهم الأعداء ، ونهجوا لأعداء الرسل طريق إساءة الظن بهم وجنوا على الإسلام والقرآن أعظم جناية ، وقالوا : نحن أنصار الله ورسوله ، الموكَلون بكسر أعداء الإسلام وأعداء الرسل ، ولعمْر الله لقد كسروا الدِّين ، وسلطوا عليه المبطلين ، وقد قيل : " إياك ومصاحبة الجاهل فإنه يريد أن ينفعك فيضرك" .
    فقف مع الأسباب حيث أُمرت بالوقوف معها ، وفارقها حيث أمرت بمفارقتها ، كما فارقها الخليل .. حيث عَرض له جبريل أقوى الأسباب فقال : " ألك حاجة ؟ " فقال : " أما إليك فلا "
    انتهى من" مدارج السالكين " ( 3 / 402 – 409 ) .

    قال الإمام ابن القيم – رحمه الله - :
    "ولو تتبعنا ما يفيد إثبات الأسباب من القرآن والسنَّة لزاد على عشرة آلاف موضع ، ولم نقل ذلك مبالغة بل حقيقة ، ويكفي شهادة الحس والعقل والفِطَر ، ولهذا قال مَن قال مِن أهل العلم : تكلم قوم في إنكار الأسباب فأضحكوا ذوي العقول على عقولهم ، وظنوا أنهم بذلك ينصرون التوحيد فشابهوا المعطلة الذين أنكروا صفات الرب ونعوت كماله وعلوه على خلقه واستواءه على عرشه وتكلمه بكتبه وتكليمه لملائكته وعباده ، وظنوا أنهم بذلك ينصرون التوحيد ، فما أفادهم إلا تكذيب الله ورسله وتنزيهه عن كل كمال ووصفه بصفات المعدوم والمستحيل ، ... .
    ثم مِن أعظم الجناية على الشرائع والنبوات والتوحيد : إيهام الناس أن التوحيد لا يتم إلا بإنكار الأسباب ، فإذا رأى العقلاء أنه لا يمكن إثبات توحيد الرب سبحانه إلا بإبطال الأسباب ، ساءت ظنونهم بالتوحيد وبمن جاء به ، وأنت لا تجد كتاباً من الكتب أعظم إثباتاً للأسباب من القرآن .
    ويا لله العجب ؛ إذا كان الله خالق السبب والمسبَّب ، وهو الذي جعل هذا سبباً لهذا ، والأسباب والمسبَّبات طوع مشيئته ، وقدرته منقادة لحكمه إن شاء أن يبطل سببية الشيء أبطلها كما أبطل إحراق النار على خليله إبراهيم ، وإغراق الماء على كليمه وقومه ، وإن شاء أقام لتلك الأسباب موانع تمنع تأثيرها مع بقاء قواها ، وإن شاء خلَّى بينها وبين اقتضائها لآثارها ، فهو سبحانه يفعل هذا وهذا وهذا ، فأي قدح يوجب ذلك في التوحيد ؟! وأي شرك يترتب على ذلك بوجه من الوجوه ؟! ولكن ضعفاء العقول إذا سمعوا أن النار لا تحرق ، والماء لا يُغرق ، والخبز لا يُشبع ، والسيف لا يَقطع ، ولا تأثير لشيء من ذلك البتة ، ولا هو سبب لهذا الأثر ، وليس فيه قوة ، وإنما الخالق المختار يشاء حصول كل أثر من هذه الآثار عند ملاقاة كذا لكذا : قالت هذا هو التوحيد وإفراد الرب بالخلق والتأثير ! ولم يدر هذا القائل أن هذا إساءة ظن بالتوحيد ، وتسليط لأعداء الرسل على ما جاؤوا به كما تراه عِيانا في كتبهم ينفِّرون به الناس عن الإيمان"
    انتهى من" شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل " ( ص 189 ) .

    وبما ذكرنا يتبين لك – أخي السائل – ضعف هذا القول ، وبطلان ما بنوه عليه ؛ فعسى أن يكون ذلك المدرس قد قرأه في بعض الكتب ، ولم يدر حقيقته ولوازمه .
    وما ذكره من إلقاء إبراهيم عليه السلام يرد عليه ؛ حيث إن الأصل أن النار فيها الإحراق ولذا أعدَّها قومه له عليه السلام ولم يعدوا له ماء ليحرقوه به ! وقد بيَّن الله تعالى أنه عطَّل تلك الصفة في تلك النار فخاطبها بأن تكون برداً وسلاماً على إبراهيم ، وهذا ليس لكل نار بل لتلك المخاطَبة ، ولا يملك أحد أن ينزع تلك الصفة منها إلا الله تعالى .
    ومثله يقال في صفة الإغراق لماء البحر لمن شاء الله تعالى أن يعطلها في حقه ، فهو تعالى مالك الأسباب ومسبباتها ، وتلك الحوادث تدل على وجود حاصية الإحراق في النار والإغراق في الماء ، لكن الله تعالى هو الذي نزعها منهما في الحالتين ، وهذا يدل على وجود تلك الصفات في تلك الأشياء .
    فأهل السنَّة هم أسعد الناس بالأدلة وهم أوفر الناس عقولاً وأقومهم فطرة ، لذا لم ينكروا نصوص الشرع ، ولم يأتوا بما يَضحك منه العقلاء ، ولم يقولوا بما يخالف الفطرة ، بل وقفوا مع الأسباب الموقف الشرعي الموافق لكل ذلك ، ولذا فمن أراد أن يزيد في الإحراق أجَّج ناره وزاد من لهيبها ، ومن أراد دقة القطع رقَّق حد السكين ، ومن أراد قوة القطع صلَّب الحديد في السيف ، وكل ذلك أخذاً بما جعله الله تعالى من خاصيات في تلك الأشياء التي خلقها على كيفية معينة ، ومن يقول بأن الزجاج الرقيق انكسر مع رمي الحجر العظيم لا بسببه : فقد خالف الشرع وناقض العقل والفطرة .
    وإليك ملخصاً نافعاً في موقف الفرق من الأسباب والقوى والطبائع في الأشياء :
    قال ابن القيم – رحمه الله - :
    "والناس في الأسباب والقوى والطبائع ثلاثة أقسام :


    1. منهم مَن بالغ في نفيها وإنكارها ، فأضحك العقلاء على عقله ، وزعم أنه بذلك ينصر الشرع فجنى على العقل والشرع وسلط خصمه عليه .

    2. ومنهم مَن ربط العالم العلوي والسفلي بها ، بدون ارتباطها بمشيئة فاعل مختار ومدبر لها يصرفها كيف أراد فيسلب قوة هذا ويقيم لقوة هذا قوة تعارضه ويكف قوة هذا عن التأثير مع بقائها ويتصرف فيها كما يشاء ويختار .
    وهذان طرفان جائران عن الصواب .

    3. ومنهم مَن أثبتها خلقاً وأمراً قدراً وشرعاً ، وأنزلها بالمحل الذي أنزلها الله به من كونها تحت تدبيره ومشيئته وهي طوع المشيئة والإرادة ومحل جريان حكمه عليها فيقوي سبحانه بعضها ببعض ، ويبطل إن شاء بعضها ببعض ، ويسلب بعضها قوته وسببيته ويعريها منها ويمنعه من موجبها ، مع بقائها عليه ؛ ليعلم خلقُه أنه الفعَّال لما يريد ، وأنه لا مستقل بالفعل والتأثير غير مشيئته ، وأن التعلق بالسبب دونه كالتعلق ببيت العنكبوت مع كونه سبباً .
    وهذا باب عظيم نافع في التوحيد وإثبات الحكم ،
    يوجب للعبد إذا تبصر فيه الصعود من الأسباب إلى مسبِّبها ، والتعلق به دونها ،
    وأنها لا تضر ولا تنفع إلا بإذنه ،
    وأنه إذا شاء جعل نافعها ضارّاً ، وضارَّها نافعاً ، ودواءها داءً ، وداءها دواء ،
    فالإلتفات إليها بالكلية : شرك مناف للتوحيد ،
    وإنكار أن تكون أسباباً بالكلية : قدح في الشرع والحكمة ،
    والإعراض عنها مع العلم بكونها أسباباً : نقصان في العقل ،
    وتنزيلها منازلها ومدافعة بعضها ببعض وتسليط بعضها على بعض وشهود الجمع في تفرقها والقيام بها
    : هو محض العبودية والمعرفة وإثبات التوحيد والشرع والقدر والحكمة ،
    والله أعلم"
    انتهى من" مدارج السالكين " ( 1 / 243 ، 244 ) .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •