التنسيق بين المواقع والمراكز والمكاتب الدعوية النسائية


أسماء الحسين
الدعوة إلى الله عموماً من أعظم المهمات التي بعث من أجلها الرسل، قال تعالى: "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة".
إن الخطاب الدعوي يجب أن يهتم بالمرأة من باب الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، الذي يخص النساء بالموعظة.
إن المرأة تشكل نسبة كبيرة من المجتمع، والمرأة في كثير من الأحوال أقدر على صلاح الأسرة من الرجل، ودورها في الإصلاح كبير في معظم الأحوال، بل إن أسراً ينقلب حالها من الجاهلية إلى الالتزام بأحكام الدين عندما تبدأ الزوجة في النسك والتوبة، وكم من أطفال صغار أينعت في قلوبهم شجرة الإيمان بسبب توجه الأم للتمسك بأحكام الدين، ووعيها وهدايتها إلى الصراط المستقيم.
وقد شهدت بلادنا تنمية اقتصادية واجتماعية انعكست آثارها على جميع أفراد الأسرة الواحدة، ومع هذه التنمية، شهدت البلاد كثيرا من التحولات والمستجدات، كالتقارب والاندماج لدول العالم، مما أدى إلى قيام تحديات تؤثر على المجتمع بشكل عام، والمؤسسات والمراكز الدعوية بشكل خاص.
وتواصل الاحتكاك الثقافي في المجتمعات الأخرى والبث المباشر أضاف كثيرا من القيم المعاصرة للمرأة من هنا، وعلى هذه المراكز والمواقع الدعوية أن تعد العدّة لمواجهة هذه التحديات، وعلى رأسها تحديات العولمة المتفاقمة، ولاسيما للاتجاهات الفكرية، مما قد يؤثر على الهوية الإسلامية.
ومما يجب الاهتمام به ونؤمن بضرورته، عملية التنسيق بين مختلف مراكز ومواقع دعوة المرأة، فلا بد من وجود تنسيق وتكامل أكبر بين مختلف الميادين والمراكز والمواقع، ومع اعترافنا بأنّ المرأة المسلمة - بفضل الله- قد خطت خطوات مباركة في عصرنا الحاضر، مما له الأثر الإيجابي على المجتمع، إلا أنه يجب الاعتراف كذلك أن الجهود لا تزال فردية، وأن كلّ عمل لا يسلم من عوائق، أو اعتراض بعض العقبات التي لا بد لها من تكاتف وتعاون في سبيل تذليلها بعد الاستعانة بالله، وإعانة المرأة المسلمة على الصمود والمضي قدماً والتوسع في إقامة المعاهد والدورات.
فوائد التنسيق بين المكاتبإنّ مما يسهم به التنسيق بين المراكز الدعوية للمرأة عموماً بما فيها المواقع، ويشكل أهمية وضرورة اليوم، هو التالي:
1ـ تحديد أهداف الدعاة في مجال المرأة خاصة وغايات البرامج والمشروعات الدعوية والتقديم الدقيق لها.
2ـ توحيد النظم الإدارية وفق سياسة عمل موحدة وهادفة.
3ـ المساعدة في اختيار طرق الدعوة المناسبة للإمكانات المادية والبشرية.
4ـ ترتيب الأولويات لدى العاملين والقائمين على هذه المراكز، مما يساعد في اختيار الأهم منها عند حدوث تضارب أو تداخل.
5ـ عدم ضياع الجهود وتشتيتها.
6ـ تحديد مواعيد زمنية تضبط بدء الأنشطة وانتهاءها، مما يساعد في عملية تقويمها والتخطيط لها.
7ـ الاستعداد لمتابعة المؤتمرات الدولية، ولاسيما التي تتعدى على الإسلام.
8ـ المساهمة في معرفة مواضع الضعف في القوى البشرية.
9ـ تحديد مهام العاملين والعاملات بالدعوة وطريقة عملهم، مما يساعد على إدارتهم وتوجيههم بالطريقة الصحيحة لتحقيق الأهداف المطلوبة.
10ـ التنسيق في المواقع الجغرافية أو التخصص في البرامج الدعوية وعدم التكرار وعدم إغفال البرامج المهمة والحيوية.
11ـ الاستفادة من الفرص الدعوية والإعداد المبكر لها يجعل الأعمال الدعوية أكثر شمولاً وتكاملاً في الطرح.
12ـ رصد أهم المشكلات والموضوعات ووضع الحلول السريعة لها وتبادل الخبرات ووجهات النظر والارتقاء بمستوى خدمة الدعوة إلى الله.
13ـ مساعدة الجهات الإعلامية ووضع خطة إعلامية موحدة.
ثانياً: آليات التنسيق
الآليات تحتاج إلى جهود بشرية، ومادية، ودراسات وتخطيط أو خطة مدروسة لتفعيل الفكرة.
وبهذه المناسبة أوجه فكرتي إلى المسؤولين لفتح قسم لدعوة المرأة تحت إشراف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد أو جمعية أهلية للعمل الخيري في المملكة إما مستقلة بالمرأة أو تكون المرأة أحد قسميها، وتكون من مؤسسات المجتمع المدني وتحت إشراف الوزارة، تحتوي على مركز معلومات يضم جميع الجهود داخل المؤسسة وغيرها.
يتم الترشيح من خلال المسؤولين في مكاتب الدعوة الرئيسية وينتخب رئيساً للجمعية، كل خمس سنوات، وعلى الجمعية أن تكون مسؤولة عن مكاتب ومراكز وخدمات الأقسام والجهات الأخرى، على رئيس الجمعية تقديم عرض للخطط الداخلية، ويتكون المجلس من 70 ممثلاً ورئيس.
على الجمعية أن تعلن أسماء الأعضاء لرئيس الجمعية.
وضع خطة إستراتيجية موحدة لتحسين الخطاب الإعلامي الإسلامي شكلاً ومحتوى، والتمييز بين قيم الإسلام الواضحة والعادلة، وبين ممارسات بعض المسلمين التي تستغلها وسائل الإعلام المعادية للحط من شأن الأمة والدين.
وضع الأهداف حسب الأولويات، وأن يكون الهدف واضحاً، وواقعياً وقابلاً للقياس ومحدداً.
وضع لجان:
ـ لجنة متابعة وتقييم الأعمال الخاصة بالمكاتب الدعوية.
ـ لجنة متابعة وتقييم الأعمال الخاصة بالأنشطة الدعوية عبر النت.
ـ لجنة خاصة بالقنوات الفضائية.
ـ لجنة مالية.
ـ لجنة اللقاءات والحفلات.
ـ اللجنة الإعلامية.
ـ لجنة التصميم الإعلامي، تعنى بالدعوات وتصميم البطاقات.
ـ لجنة الهدايا والمكافآت.
ـ لجنة الطوارئ والمناسبات الدينية.
العقبات:
كأي مشروع متكامل وعمل أو جهد كبير ذي أهداف جميلة وسامية، فإن العقبات ربما تتمثل في:
ـ ضعف الموارد المالية، إن تم الاكتفاء بالجهود الفردية أو التبرعات الموسمية، ولم تخصص ميزانية، وأعمال أوقاف ودعم كبير للمشروع.
ـ ضعف الهمة والحماس لدى البعض.
ـ سيطرة روح الحذر الزائد.
ـ اختلاف التوجهات، والرغبة في الاستقلال الفردي لدى البعض.
ـ الدافعية.
ـ عدم وجود خطة مدروسة لتغطية الاحتياجات ومعرفة الجدوى من المشروع.
ـ عدم العثور على الجهة المركزية الداعمة.
لكن يبقى رغم هذا وذاك، فضل الدعوة وأهميتها والحاجة الماسة إليها بعد عون الله، ولاسيما في التصدي لتلك التحديات، والإخلاص في العمل والطمع في ثواب الله تعالى، لتذلل الصعاب وتجاوز العقبات.
قال تعالى: "وتعاونوا على البر والتقوى".