الديداكتيك النظري والديداكتيك التطبيقي



1- تعريف الديداكتيك:


اختلف العلماء حول تسمية هذا المفهوم؛ فهناك مَن يترجمه ترجمة حرفية (ديداكتيك didactique)، والبعض الآخر يترجمونه بعلم التدريس أو التدريسية أو تعليمية اللغات... لكن رغم هذا الاختلاف يبقى الديداكتيك كعلمٍ يهتم بدراسة وضعيات التعلم لبلوغِ هدفٍ معرفيٍّ أو وجداني أو حسٍّ حركي.





نستنتج من التعريف السابق أن الديداكتيك علمٌ يهتم بدراسة العلاقة القائمة بين المادة الدراسية والمدرس والمتعلم (المثلث الديداكتيكي)؛ للبحث في طرائق النقل الديداكتيكي للمادة المدرسية، وكذا في طرق وأساليب إكساب المتعلم هذه المعارف التي ينبغي أن تُقدَّمَ في وضعيات اختبارية لمعارف المتعلم؛ حتى يتمكن المدرس من معرفة القدرات والمهارات التي يَمتلكها المتعلم، ومن ثَمَّ بناء تقويم يتماشى وحاجات المتعلمين؛ بمعنى: بناء تقويم يناسب تلك القدرات والمهارات.





عمومًا هذا هو مجال اشتغال الديداكتيك بشكل عام، ويمكن التمييز فيها بين شقين:


الأول: نظري، ويُعنَى بالتفكير المنطقي في المادة المدرَّسة (بتشديد الراء)، وكيفية نقلها؛ حيث تُميَّز فيه المعرفة بين مستويات كالآتي:


♦ المعرفة العالمة: وتسمى بالمعرفة الأكاديمية، أو المتخصصة، أو المعيارية... وهي معرفة موجهة للمتخصصين تحديدًا؛ كالنحو العربي عند سيبويه، أو اللسانيات التوليدية عند شومسكي، ولا يمكن تدريسها للمتعلم كما هي، وهذه المعرفة هي التي يتم نقلها، وتسمى بعملية النقل الديداكتيكي.





♦ معرفة مدرسية: وهي المعرفة الموجودة في المنهاج الدراسي، وهي معرفة غير صالحة للتدريس، بل ينبغي أن تنقلَ (هنا يأتي دور الأستاذ).





♦ معرفة مدرَّسة (بتشديد الراء): تلك المعرفة التي يهيِّئها الأستاذ في جذاذة مستعينًا بالكتاب المدرسي، ومجموعة من الوثائق التي تمكِّنه من بناء هذه المعرفة (الدرس) وفقًا لحاجات المتعلمين.





♦ المعرفة المكتسبة: وهي ما اكتسبه المتعلم وما فهمه في الأخير.





هذه هي السيرورة التي تمر منها المعرفة، وهي مجال الديداكتيك النظري.





2- أما الديداكتيك التطبيقي:


فيهتم أساسًا بما هو إجرائي عملي.


فالمدرس وهو يستعد مثلًا لتدريس درس الحرية، يسلك مجموعة من الطرائق، ويوظف مجموعة من الأساليب كما سنبيِّنُ:


عند افتتاح الحصة يطلب من أحد المتعلمين أن يقوم إلى السبورة، ويرسم طائرًا في قفص، ويطلب من الآخر أن يرسم طائرًا بجانبه محلقًا في السماء، ويثير أذهان المتعلمين (تقنية الزوبعة الذهنية) بطرح الأسئلة الآتية:


♦ ماذا تلاحظون؟


♦ ما الفرق بين الصورة 1، والصورة 2؟





♦ ما الطائر الذي يمكن التحكم فيه، والذي لا يمكننا ذلك؟


وينبغي على المدرس أن يعطيَ الفرصة للجميع، ويحفز التلاميذ على المشاركة، مع الحرص على تصحيح تمثلات المتعلمين.


• مجال الديداكتيك التطبيقي هو كل ما يتعلق بتدبير القسم من متعلمين، والقسم كفضاء، والزمن، والمادة، وطرائق التنشيط، وأساليب التدريس...






رابط الموضوع: https://www.alukah.net/social/0/141754/#ixzz6Wvjll6nV