تنشئة الشباب على العقيدة الصحيحة


تنشئة الشباب على العقيدة الصحيحة

من الأمور التي تحصن الشباب وتربيهم التربية الحسنة تنشئتهم على العقيدة الصحيحة وربطهم بربهم -سبحانه وتعالى-، ولقد وضع النبي منهجاً واضحاً للآباء والمربين لتربية الشباب حينما وجه هذه الوصية لابن عمه عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما-، التي تمثل أساسا صلبا ينشأ عليه الشاب المسلم.
فقال له: «يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ: احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ، لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ، لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ». رواه الترمذي، فأول لبنة في بناء الشباب لبنة العقيدة السليمة، فقوة الإيمان وصدق التعلق بالله وحده يقوم على أسس، منها: حفظ الله بحفظ حقوقه وحدوده وحفظ أمره ونهيه، ومن ثم الاستعانة به وحده في الأمور كلها والتوكل عليه واليقين الجازم بأنه بيده -سبحانه- الضر والنفع، وإنما يتحصل الشاب على هذه الأسس عن طريق العلم الشرعي، والعلم الشرعي والعقيدة الصحيحة إنما تُتلقى على أيدي الأمناء من علماء أهل السنة والجماعة الذين يربون الناس على صغار العلم قبل كباره، ويربطون الناس بالكتاب والسنة.
حفظ غرائز الشباب
من أسس تربية الشباب وحفظهم حفظ شهواتهم وغرائزهم، ها هو نبينا الكريم -صلوات الله وسلامه عليه- ينادي الشباب ليوجههم إلى حفظ شهواتهم وغرائزهم حتى لا يسقطوا في وحل الإثم والمعصية، فقَالَ -رضي الله عنهما- «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ» متفق عليه.
وصية لطلاب العلم
قال الشيخ ابن جبرين -رحمه الله-: إن على طالب العلم أن يهتم بحفظ السنة أو بقراءة ما تيسر منها، فإن فيها علما جمًّا ونافعا؛ وحيث إن الكتب كثيرة قد لا يسمح الوقت لكي يقرؤها طالب العلم كلها، فإن عليه أن يهتم بمبادئها، فإن أصح الكتب صحيح البخاري ثم مسلم ولطول الكتابين يشق قراءتهما في وقت قصير؛ فلذلك يَسَّر الله -تعالى- من العلماء من اختصر الصحيحين.
تعويد الشباب على العبادة
من المنهج النبوي في تربية الشباب ذكورا كانوا أو إناثا تعويدهم على العبادة منذ نعومة أظفارهم قال -رضي الله عنهما-: «مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ» رواه أبوداود. فبالرغم من أن ابن السابعة ليس مكلفا بالواجبات ولكنه يؤمر بالصلاة لأجل أن يعتادها ويألفها فتنطبع في ذهنه، وذلك لأن الصلاة فيها سر عظيم في تربية النشء على الإسلام الصحيح قال تعالى في ذلك {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ}(الع نكبوت:45)، ثم قال -رضي الله عنهما- «وفرقوا بينهم في المضاجع» أي لا تتركوهم ينامون تحت غطاء واحد أو على فراش واحد خشية أن يطلع بعضهم على عورات بعض فتقع الفتنة التي لا تحمد عاقبتها.
من فوائد الشيخ عبدالرزاق عبدالمحسن البدر

الأمور التي يُستجلب بها التوفيق
أجمع العارفون بالله على أنَّ التوفيق ألا يكِلك الله إلى نفسك، وأن الخذلان أن يوكل العبد إلى نفسه، ومما ينبغي أن يعتنى به في هذا المقام معرفة الأمور التي يُستجلب بها التوفيق، وتتلخص في النية الصالحة التي هي أساس العمل وقوامه وصلاحه، وكثرة الدعاء والإلحاح على الله؛ فإن من أُعطي الدعاء فقد أعطي مفتاح التوفيق وبابه، وصدق التوكل على الله -جل وعلا-، كما في قول شعيب -عليه السلام-: {وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ}، وإصلاح النفس بالعلم ؛ فإن العلم نورٌ لصاحبه وضياء، فما أُتي من أتي في هذا الباب إلا من إضاعته لعلم الشريعة التي هي أعظم أبواب التوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة، ومجاهدة النفس على العبادة والطاعة فرضها ونفلها، وملازمة أهل الصلاح والاستقامة، والبُعد عن أهل الشر والفساد؛ فإن من فتح على نفسه باب مجالسةٍ لأهل شرٍ وفساد فتح على نفسه من باب الخذلان والحرمان شيئا عظيما بحسب حاله من هذه المجالسة.
أهمية العقيدة السّليمة
تظهر أهمية العقيدة الإسلامية في حياة الإنسان من أمور عدة، أهمها ما يلي:- جميع الرسل -عليهم السلام- قد أُرسلوا بالدعوة للعقيدة الصحيحة. - الغاية الأولى لخلق الجن والإنس هي تحقيق العبودية، وتوحيد الألوهية لله -عزّ وجلّ. - يتوقّف قبول عمل العبد على توحيده للألوهية. - تتوقّف النجاة يوم القيامة على صحّة العقيدة. - تحدّد العقيدة الصحيحة علاقة الإنسان بربه -عزّ وجلّ. - أساس سعادة الإنسان وراحته وطمأنينته في الحياة الدنيا قائمٌ على معرفته بالله -جلّ جلاله. - تجيب العقيدة الصحيحة على جميع الأسئلة التي تقوم في ذهن الإنسان. - تعدّ العقيدة الصحيحة سبب النصر والفلاح في الدارين. - تعصم العقيدة الصحيحة المسلم من التأثر بالعقائد والأفكار الفاسدة.
الوقت من ذهب إن لم تدركه ذهب
‏من عرض وقته على قارعة وسائل التواصل فقد عرضه للسرقة، وضاع منه أغلى مايملك، هذا الإدمان قاتل ومدمر للإنسان، فلاهو في عمل الدنيا، ولا في عمل الآخرة، إما أن تحزم أمرك، وتكون جادا معها، وإلا ضاع عمرك، وندمت غاية الندم.
صلاة الفجر مفتاحُ السعادة
أولُ صفحات السعادة في دفتر اليوم صلاةُ الفجر، فابدأ بصلاة الفجر يومكِ، وافتتح بصلاة الفجر نهاركِ، حينها تكون في ذمة الله، في عهد الله، في حفظ الله، في رعاية الله، في أمان الله، وسوف يحفظك من كل مكروه ويرشدك إلى كل خير، ويدلك على فضيلة، ويمنعك من كل رذيلة، لا بارك الله في يوم لم يبدأ بصلاة الفجر، إنها أول علامات القبول، وعنوان كتاب الفلاح، ولافتة النصر والعز والتمكين والنجاح، فهنيئاً لكل من صلَّى الفجر، وطوبى لكل من صلَّى الفجر، وقرة عين لمن حافظ على صلاة الفجر، وبؤساً وتعاسةً وخيـبةً لمن أهمل صلاة الفجر!
منقول