الأعمال المنزلية: كيف تحولين العادة إلى عبادة ؟؟ (1)

بيتك واحة للأبدان والوجدان

بقلم : محمد حسين عيسى

بيتك هو موطن السكينة والمودة والرحمة ، وهو محل لقاء الزوج وصحبته ، وهو الذي ينمو فيه الأولاد ويكبرون ، وهو حافظة الذكريات الجميلة للحياة الأسرية ، فكم يحتاج البيت منك من تنظيف وترتيب وتجميل !! وكم يحتاج إلى هندسة النحلة ونشاطها وحركتها الدائبة حتى يكون واحة للأبدان والوجدان !!
أنت كالنحلة فمنزلك هو حديقة أزهارك التي تبهج النظر وتشرح الصدر وتثمر الخير، يرتاده الصالحون من الأهل والضيوف فيجدون فيه متعة النفوس ، فلا تقع أبصارهم إلا على ما يسر الناظرين ، ولا تشم أنوفهم إلا الروائح الطيبة والرياحين ، فكل ما فيه مرتب كأشجار الحدائق والبساتين .
·نظيف ومرتب دائما

اعلمي أن صفة الترتيب والتنظيف تكتسب بالاهتمام والحرص على المداومة عليها ، وهي صفة ترضي الله عز وجل وتوفر الوقت وتريح الأعصاب والنفس ، وتسر الأهل والزوج ، فداومي على وضع كل شيء في مكان بعد غسله أو مسحه : ففي المطبخ – مثلاً – احرصي على غسل الأطباق والأواني أولاً بأول وضعيها في أماكنها ولا تتركيها تتراكم ، فيبدوا المطبخ دائماً نظيفاً ومرتباً .
وكذلك احرصي على ترتيب حجرة نومك بمجرد الاستيقاظ وقبل مغادرتها حتى يألف الأولاد هذا العمل ويعتادوه ، وحتى لا تألف النفوس الفوضى وعدم النظام ، وطالما أن الشيء سيتم فعله فلماذا يؤخر لغير وقته ؟ ولماذا لا يتم في الحال وبسرعة ونشاط وحرص ؟!
فيما يتعلق بتنفيض الأبواب والنوافذ والأثاث وكافة ما تعلق به الأتربة ، يكون حسب مقتضى الحال ، فلا يترك ويهمل ولا يبالغ في العناية به زيادة عن الحاجة.
تذكري أن بيتك حينما يكون نظيفاً ومرتباً وجميلاً يمثل دعوة إلى الإسلام وقيمه ونظافته فاحرصي أن تكوني قدوة لغيرك من حيث النظافة والنظام .
احرصي وأنت تنظفين بيتك على تجديد نيتك وتذكري فرحة زوجك لمشاهدته جمال ونظافة بيته .
عندما يساعدك أبناؤك في ترتيب البيت اجعلي نيتك تعليمهم وتعويدهم على ما يفيدهم في بيوتهم ومستقبلهم .
تفكري وأنت تنظفين البيت في نعمة البدن ، ونعمة البيت والزوج والأطفال والأسرة .
تذكري قول النبي – صلى الله عليه وسلم – "إن الله طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة ، كريم يحب الكرم ، جواد يحب الجود ، فنظفوا أفنيتكم ، ولا تشبهوا باليهود" .