تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: ما تَلِفَ مالٌ في بَرٍّ ولا بَحْرٍ إلا بمنع الزكاة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,962

    افتراضي ما تَلِفَ مالٌ في بَرٍّ ولا بَحْرٍ إلا بمنع الزكاة

    6162 - ( ما تَلِفَ مالٌ في بَرٍّ ولا بَحْرٍ إلا بمنع الزكاة ؛ فَحَرِّزوا
    أموالكم بالزكاة ، وداووا مَرْضَاكم بالصدقة ، وادفعوا عنكم طَوَارِقَ
    البلاء بالدعاء ، فإن الدعاء ينفع مما نزل ، ومما لم ينزل ... ما نزل يكشفه ،
    وما لم ينزلْ يَحْبِسُه ) .
    قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
    منكر .

    أخرجه الطبراني في "الدعاء" (2/801/34) ، ومن طريقه ابن عساكر
    في "التاريخ " (11/522) من طريق هشام بن عمار : ثنا عراك بن خالد بن يزيد :
    حدثني أبي قال : سمعت إبراهيم بن أبي عبلة عن عبادة بن الصامت رضي الله
    عنه قال : اتي رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو قاعد في ظل الحطيم بمكة ، فقيل : يا رسول الله! أُتي
    على مال أبي فلان بسيف البحر فذهب ، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ وفيه علتان :
    الأولى : الانقطاع بين إبراهيم بن أبي عبلة وعبادة بن الصامت ؛ فإن بين
    وفاتيهما أكثر من مائة سنة .
    والأخرى : ضعف عراك بن خالد بن يزيد - وهو : الْمُري الدمشقي - ، وهو لين
    - كما في "التقريب" - .
    وقد أعله أبو حاتم بالعلتين كلتيهما ، وقال :
    "حديث منكر" ؛ كما كنت ذكرته تحت الحديث (575) من رواية عمر مرفوعاً
    بالشطر الأول من حديث الترجمة ، وهذا القدر أخرج الأصبهاني منه في "الترغيب "
    (2/ 606/ 1451) وزاد :
    "فأحرزوا أموالكم بالزكاة " .
    قلت : وزاد ابن عساكر فِي حَدِيثِ الترجمة ؛ فقال في آخره :
    وعن عبادة بن الصامت : أن رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقول :
    6163 - ( إن الله عَزَّ وَجَلَّ إذا أراد بقوم بقاءً أو نَمَاءً ؛ رزقهم السَّماحة
    والعَفَاف ، وإذا أراد بقوم اقْتِطاعاً ؛ فتح عليهم باب خِيانةٍ ، ثم نَزَعَ :
    {حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ } ) .
    قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
    منكر .

    فيه علتان - كما تقدم بيانه في الذي قبله - . وقد أخرجه ابن أبي حاتم
    في "تفسيره/ الأنعام " (ق 69/ 1) : حدثنا أبي : ثنا هشام بن عمار ... به . وعزاه السيوطي في "الدر" (12/3) لأبي الشبخ أيضاً وابن مردويه . ولما ساقه ابن ابن كثير
    في "تفسيره " (2/133) بإسناد ابن أبي حاتم المذكور قال :
    "ورواه أحمد وغيره " .
    وما أظن إلا أنه وهم في عزوه لأحمد ، وغفل عن ذلك مختصره الشيخ
    الصابوني ، وسرق تخريجه من أصله "تفسير ابن كثير" ، وأوهم القراء أنه منه! فقال
    (579/1) :
    "رواه ابن أبي حاتم وأحمد في (مسنده)" !!
    كذا قال فض فوه ، فقد جمع في هذه الجملة القصيرة عديداً من الجهالات :
    1 - نسب التخريج لنفسه ، فتشبع بما لم يعط فهو "كلابس ثوبي زور" ؛ كما
    قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أمثاله .
    2 - نقل خطأ عزوه لأحمد دون أن يشعر به ، شأن المقلد المحتطب الذي يحمل
    الحطب على ظهره وفيها الأفعى وهو لا يشعر - كما روي عن الإمام الشافعي رحمه
    الله - ، وكان يمكنه أن يستر على نفسه ؛ بأن يدع التخريج في "تفسير ابن كثير"
    دون أن يقتطعه منه . وينقله إلى تعليقه! ولكنه العجب والغرور ، وصدق رسول اللَّهِ
    صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ يقول :
    "ثلاث مهلكات : شح مطاع ، وهوى متبع ، واعجاب كل ذي رأي برأيه " .
    3 - سكت عن إسناده ، وقد ساقه الحافظ تبرئة لذمته ، وليتعرف منه العالم
    على حاله صحة أو ضعفاً ، ولكن أنى لهذا الجاهل أن يعرفه ؟ فكان عليه إذ جهل
    حاله ولم يبينه ، أن يسوق إسناده تبرئة لذمته أيضاً . 4 - ومن تمام جهله وغروره وتشبعه بما لم يعط : أنه زاد في التخريج الذي سرقه
    قوله : "في مسنده " ؛ لظنه أن عزوه لأحمد صحيح! وأنه يعني "مسنده " ، ظلمات
    بعضها فوق بعض . هداه الله .
    6163/ م - ( أُنْزِلَ القرآنُ على أربعةِ أحرفٍ: حلالٍ ، وحرامٍ ، لاَ
    يُعذَر أحدٌ بالجهالة به ، وتفسيرٍ تُفسِّرُه العرب ، وتفسيرٍ تفسِّره العلماء ،
    ومتشابهٍ لاَ يَعلَمُه إلا اللهُ ، ومَنِ ادَّعى علمه سوى اللهِ ؛ فهو كاذبٌ ) .
    ضعيف جداً .
    أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره " (1/36) من طريق
    الكلبي عن أبي صالح مولى أم هانئ عن عبد الله بن عباس : أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    قال : ... فذ كره ، وقال :
    "في إسناده نظر" .
    قلت : وآفته (الكلبي) - وهو : محمد بن السائب ، النسابة المفسر المشهور - :
    قال الذهبي في "المغني " :
    "تركوه ، كذبه سليمان التيمي وزائدة وابن معين ، وتركه القطان وعبد الرحمن " .
    وقال الحافظ :
    "متهم بالكذب ، ورمي بالرفض" .
    وأبو صالح مولى أم هانئ ، اسمه : (باذام) ، وهو ضعيف .
    والحديث رواه ابن جرير من طريق أبي الزناد قال : قال ابن عباس : ... فذكره
    موقوفاً نحوه . وإسناده ضعيف .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,962

    افتراضي رد: ما تَلِفَ مالٌ في بَرٍّ ولا بَحْرٍ إلا بمنع الزكاة

    الحمد لله، طلب مني أحد مشايخي الأجلاء أن أبحث له عن صحة حديث: «داوُوا مرضاكم بالصدقة»، وما يتصل به من حكايات وأخبار، فأقول مستعيناً بالله تعالى:

    رُوي الحديث عن جماعة من الصحابة:

    1- حديث ابن مسعود مرفوعا:
    رواه العسكري (كما في المقاصد الحسنة رقم 413) والطبراني في المعجم الكبير (10/128 رقم 10196) والأوسط (2/274 رقم 1963) وفي الدعاء (2/806 رقم 48) وابن عدي (6/341) وأبونعيم في الحلية (2/104 و4/237) والخطيب (6/334 و13/20) -ومن طريقهما ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/2 رقم 815)- والقضاعي في مسند الشهاب (691) والبيهقي في السنن (3/382) وإسماعيل التيمي الأصبهاني في الترغيب (565) وأبوالغنائم النرسي في فوائد الكوفيين (25/أ كما في الضعيفة 3492) وعبدالغني المقدسي في الترغيب في الدعاء (6) والشجري في أماليه (1/224) وابن العديم في بغية الطلب (3/1497) كلهم من طريق موسى بن عمير، عن الحكم، عن إبراهيم، عن الأسود، عن ابن مسعود مرفوعا بلفظ: «حصنوا أموالكم بالزكاة، وداوُوا مرضاكم بالصدقة، وأعدوا للبلاء دعاء».
    قال الطبراني في الأوسط: لم يروه عن الحكم إلا موسى، وبنحوه قال ابن عدي والخطيب وابن الجوزي، وكذا نقل البيهقي عن الحاكم، وكذا قال محمد بن سعدون الاندلسي (آخر علل صحيح مسلم لابن عمار الشهيد 145)، وقال أبونعيم في الموضع الثاني: غريب من حديث الحكم وإبراهيم، تفرد به موسى.
    وموسى متروك، وكذّبه أبوحاتم. (كما في الميزان 4/215 وغيره)
    وبه أعله ابن طاهر المقدسي في ذخيرة الحفاظ (2676) والذهبي في السير (4/51) وفي مهذب سنن البيهقي (3/1314 رقم 5857) وابن مفلح في الفروع (2/144) والهيثمي في مجمع الزوائد (3/64) والألباني في الضعيفة (3492)، وقال ابن الجوزي: لا يصح، وكذلك حكم النووي في خلاصة الأحكام (3249).
    تنبيه: عزاه المناوي للبيهقي في السنن من حديث ابن مسعود، فاستدرك عليه الغماري في المداوي (4/7) قائلا: وأما عزو الشارح له إلى البيهقي في السنن فذاك من تهوراته وأوهامه، بل هو عند البيهقي في شعب الإيمان. ا.هـ قلت: بل هو في سنن البيهقي كما تقدم، وحديث ابن مسعود ليس في الشعب!

    2- حديث عبادة بن الصامت:
    رواه الطبراني في الدعاء (2/801 رقم 34) ومسند الشاميين (1/34 رقم 18) –ومن طريقه ابن عساكر (40/164)- من طريق هشام بن عمار، نا عراك بن خالد بن يزيد، نا أبي، سمعت إبراهيم بن أبي عبلة يحدث عن عبادة بن الصامت، قال: أُتي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قاعد في الحطيم بمكة، فقيل: يا رسول الله، أُتي على مال أبي فلان بسيف البحر فذهب به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما تلف مال في بحر ولا بر إلا بمنع الزكاة، فحرزوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، وادفعوا عنكم طوارق البلاء بالدعاء، فإن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، ما نزل يكشفه، وما لم ينزل يحبسه».
    قال أبوحاتم الرازي في العلل (1/220-221 رقم 640): هذا حديث منكر، وإبراهيم لم يدرك عبادة، وعراك منكر الحديث، وأبوه خالد بن يزيد أوثق منه، وهو صدوق.
    وقال الطبراني في الشاميين: إن إبراهيم بن أبي عبلة لم يسمع من عبادة بن الصامت.
    وذكره الألباني في الضعيفة (575)، وقال: منكر.
    قلت: سنده شديد الضعف.

    3- حديث ابن عمر:
    رواه البيهقي في الشعب (7/156 رقم 3278 السلفية، 3/282 رقم 3556 العلمية) وابن الديلمي في مسند الفردوس (2/140 كما في الضعيفة 3591) من طريق محمد بن يونس الكديمي، نا بدل بن المحبر، نا هلال بن مالك [الهزاني]، عن يونس بن عبيد، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعا: «تصدقوا، وداووا مرضاكم بالصدقة، فإن الصدقة تدفع عن الأعراض والأمراض، وهي زيادة في أعمالكم وحسناتكم».
    اللفظ للبيهقي، وقال عقبه: هذا منكر بهذا الإسناد، ونقله مُقراً له: السخاوي في المقاصد الحسنة (413) فمن بعده.
    وقال الألباني: هذا موضوع، آفته محمد بن يونس الكديمي؛ فإنه متهم بالوضع.
    قلت: وهلال بن مالك لم أجد له ترجمة.
    هذا؛ ولم يتضح شيخ يونس (نافع) عند الديلمي، حيث وقع محله بياضاً في النسخة التي نقل منها الألباني، ونقل السخاوي: يونس عن راو عن ابن عمر، وما أثبتُّه فمن الشعب للبيهقي.

    4- حديث أبي أمامة:
    رواه البيهقي في الشعب (7/157 رقم 3279 السلفية، 3/282 رقم 3557 العلمية) من طريق محمد بن يحيى العمي، ثنا طالوت، ثنا فضال بن جبير، عن أبي أمامة مرفوعا بلفظ: «حصنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، واستقبلوا أمواج البلاء بالدعاء».
    ولم أجده في نسخة طالوت بن عباد المخطوطة من رواية البغوي.
    وعزاه في كنز العمال (28181) لأبي الشيخ في الثواب مقتصراً على المداواة بالصدقة.
    وقد عزا محل الشاهد أيضاً السخاوي في المقاصد (413) والسيوطي في الدرر المنتثرة (224) للطبراني عن أبي أمامة، ولم أجده في المطبوع من معاجمه الثلاثة، ولا في مسند الشاميين، ولا كتاب الدعاء، فالله أعلم.
    وقال البيهقي عقبه: فضال بن جبير صاحب مناكير. وأقره السخاوي. وقال ابن عدي (6/21): إن لفضال عن أبي أمامة قدر عشرة أحاديث كلها غير محفوظة. قلت: فسنده واه.

    5- حديث سمرة بن جندب:
    رواه البيهقي في الشعب (7/158 رقم 3280 السلفية، 3/282-283 رقم 3558 العلمية) من طريق الحسن بن الفضل بن السمح، حدثنا غياث بن كلوب، حدثنا مطرف بن سمرة بن جندب، عن أبيه مرفوعا بلفظ: «حصنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، ورُدُّوا نائبة البلاء بالدعاء».
    قال البيهقي: غياث هذا مجهول.
    قلت: وكذلك قال الحافظ أبوالعلاء العطار (التمهيد في معرفة التجويد ص62)، وقال ابن الجوزي: قال الدارقطني: له نسخة عن مطرف بن سمرة لا تُعرف إلا به، وهو ضعيف. (الضعفاء والمتروكين 1690)
    والراوي عنه - الحسن بن الفضل- تالف، قال ابن المنادي: أكثر الناس عنه، ثم انكشف، فتركوه وخرقوا حديثه. وقال ابن حزم: مجهول. (اللسان 2/244)
    فالإسناد ضعيف جدا، وضعفه السخاوي بجهالة راويه (المقاصد الحسنة 413).

    6- حديث أنس مرفوعا:
    هكذا ورد في المطبوع من كتاب الفردوس للديلمي (2/129 رقم 2658 زغلول، و2/206 رقم 2480 الزمرلي) بنحو لفظ حديث ابن مسعود.
    ولم أقف على سنده، ولم أر أحداً عزا الحديث إليه، وتفرد الديلمي به دليلٌ على نكارته وغرابته الشديدة، على أن ابن حجر لما خرجه في تسديد القوس قال: الطبراني وأبونعيم عن ابن مسعود. (كما في هامش طبعة الزمرلي) فلم يخرّجه من حديث أنس، وأنبّه أن هناك أخطاء كثيرة في بعض نسخ الفردوس في عزو متون الأحاديث لصحابة آخرين، وأخشى أن يكون هذا الحديث منها.

    7- حديث أنس مرفوعا بلفظ: «ما عولج مريض بأفضل من الصدقة».
    رواه ابن الديلمي في مسند الفردوس (4/118 رقم 6368) من طريق محمد بن يحيى، ثنا محمد بن أحمد بن صالح، ثنا أبي، ثنا محمد بن [أبي السري]، عن الرَّبيع بن صَبيح، عن عطاء –هو ابن أبي رباح- عن أنس به.
    والربيع ضعيف، وابن أبي السري كثير الوهم، وكلاهما له مناكير، ورواية عطاء عن أنس غريبة لم أهتد لمن ذكرها، ومَن دون ابن أبي السري لم أهتد لهم كذلك لكثرة التحريف في المطبوعة، والحديث ضعيف جداً على أقل الأحوال.
    ولم يعزه في المقاصد الحسنة (413) وكنز العمال (28182) لغير الديلمي، مما يؤكد غرابته الشديدة.

    8- مرسل الحسن البصري:
    رواه أبوداود في المراسيل (105) -ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/3 رقم 816)- عن محمد بن سليمان الأنباري، نا كثير بن هشام، عن عمر بن سليم الباهلي، عن الحسن، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حصنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، واستقبلوا أمواج البلاء بالدعاء والتضرع».
    وعزاه في كنز العمال (43305) للعسكري.
    قلت: سنده حسن إلى الحسن.
    وقال البيهقي في السنن (3/382) بعد إيراد حديث ابن مسعود: وإنما يُعرف هذا المتن عن الحسن البصري عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.
    وقال المنذري: إنه رُوي عن جماعة من الصحابة مرفوعا متصلاً، والمرسل أشبه. (الترغيب والترهيب 1/301)
    وقال ابن الجوزي بعد أن روى المرفوع: إنما رُوي هذا مرسلاً.
    وضعّف ابن رشد المرفوعات، كما سيأتي.
    قلت: وهذا المرسل هو أقوى ما في الباب، إلا مراسيل الحسن خصوصاً من أوهى المراسيل.

    من الحكايات والأخبار:


    9- وقال البيهقي في الشعب (6/554 رقم 3109 السلفية، 3/221 رقم 3381 العلمية): أخبرنا أبوعبد الله الحافظ، نا أبوبكر محمد بن عبد الله المعدل المروزي، نا مكي بن عبدان، نا حاتم بن الجراح، قال: سمعت علي بن الحسن بن شقيق، قال: سمعت ابن المبارك؛ وسأله رجلٌ: يا أبا عبد الرحمن! قرحةٌ خرجت في ركبتي منذ سبع سنين، وقد عالجتُ بأنواع العلاج، وسألتُ الأطباء فلم أنتفع به! فقال: اذهب فانظر موضعاً يحتاج الناس إلى الماء فاحفر هناك بئراً، فإني أرجو أن تنبع هناك عينٌ ويُمسك عنك الدم، ففعل الرجل، فبرأ.
    قلت: رجاله ثقات، إلا حاتم بن الجراح فلم أجد له ترجمة، والقصة ضعفها الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (565) للجهالة.

    10- وقال البيهقي عقب الحكاية السابقة: وفي هذا المعنى حكاية قرحة شيخنا الحاكم أبي عبد الله رحمه الله، فإنه قرح وجهه، وعالجه بأنواع المعالجة؛ فلم يذهب، وبقي فيه قريباً من سنة، فسأل الأستاذ الإمام أبو عثمان الصابوني أن يدعو له في مجلسه يوم الجمعة، فدعا له، وأكثر الناس التأمين، فلما كان من الجمعة الأخرى ألقت امرأة رقعة في المجلس؛ بأنها عادت إلى بيتها، واجتهدت في الدعاء للحاكم أبي عبد الله تلك الليلة، فرأت في منامها رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه يقول لها: قولوا لأبي عبد الله يوسع الماء على المسلمين، فجئت بالرقعة إلى الحاكم أبي عبد الله، فأمر بسقاية الماء فيها، وطرح الجمد [يعني الثلج] في الماء، وأخذ الناس في الماء، فما مرت عليه أسبوع حتى ظهر الشفاء، وزالت تلك القروح، وعاد وجهه إلى أحسن ما كان، وعاش بعد ذلك سنين.
    قلت: هذه حكاية صحيحة، وصححها الألباني في صحيح الترغيب والترغيب (964)، وقد توفي الحاكم سنة 405 رحمه الله تعالى.

    11- قال أبوطاهر السِّلَفي في معجم السفر (827): سمعت أبا الحسن علي بن أبي بكر أحمد بن علي الكاتب المِينزي بدمشق يقول: سمعت أبا بكر الخبّازي بنيسابور يقول: مرضتُ مرضاً خطراً، فرآني جارٌ لي صالح، فقال: استعمل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «داووا مرضاكم بالصدقة»، وكان الوقت ضيقاً [كذا في المطبوع، ولعله: صيفاً]، فاشتريتُ بطيخاَ كثيراَ، واجتمع جماعة من الفقراء والصبيان، فأكلوا، ورفعوا أيديهم إلى الله عز وجل، ودعوا لي بالشفاء، فوالله ما أصبحتُ إلا وأنا في كل عافية من الله تبارك وتعالى.
    قلت: القصة ثابتة؛ فالمينزي أثنى عليه السِّلَفي خيراً، والخبازي مقرئ صالح نبيل، توفي سنة 449. (السير 18/44 وتاريخ الإسلام ص234)

    12- وقال ابن مفلح في الفروع (2/144) بعد أن أعل حديث ابن مسعود: وجماعةٌ من أصحابنا وغيرهم يفعلون هذا، وهو حسن، ومعناه صحيح.

    13- وقال البرزلي (ت841) في فتاويه (5/612): سئل ابن رشد عن قوله صلى الله عليه وسلم: «داووا مرضاكم بالصدقة» هل هو صحيح أم لا، وما معناه؟ فإن رجلاًمرض وداوى علته بكل دواء فما نفع، فكيف صفة دواء الصدقة؟ أجاب: لست أذكره في نص من المصنفات الصحيحة، ولو صح فمعناه الحث على عيادة المرضى، لأنه من الحقوق الواجبة من السنة للمسلم على أخيه المسلم أن يعوده إذا مرض، وقولُه: «المسلم أخو المسلم يشهده إذا مات، ويعوده إذا مرض، وبنصح له إذا غاب أو شهد»، وعيادته معروف، وكل معروف صدقة، لأنه له صلة وإدخال السرور عليه، والدعاء، ولا شك في رجاء الإجابة له والشفاء، فينفعه في الدواء، لقوله صلى الله عليه وسلم: «الذي أنزل الداء أنزل الدواء».
    قال البرزلي: وحمله بعض شيوخنا القرويين على ظاهره، وأنه إذا تصدق عنه، ويطلب له الدعاء من المتصدَّق عليه يرجى له الشفاء، لقوله صلى الله عليه وسلم: دعاء أحدكم لأخيه بظاهر الغيب مستجاب، مع قوله: جُبلت القلوب على حب من أحسن إليها، فيدعو له بقريحة فيُرجى له القَبول، والله أعلم.
    ونقله الحطاب في مواهب الجليل (6/49-50) عن البرزلي بتصرف.

    14- وقال المناوي في التيسير (2/2): وقد جرب ذلك الموفَّقون من أهل الله؛ فوجدوا الأدوية الروحانية تفعل ما لا تفعله الحسيّة.

    لطيفة حول الحديث:
    15- قال الحسين بن المفضل الأصبهاني في محاضرات الأدباء (2/466) بعد ما أورده: عاد حاتمُ الأصم بعضَ الأغنياء، فلما خرج بعث إليه بمال، فقال: أهذا كان فعلُه في الصحة؟ فقيل: لا! فقال اللهم أَدِمْ حاله هذه، فإنه صلاح الفقراء!

    ومما يتصل بالباب وإن لم يكن فيه المداواة:
    16- روى الدُّوري في التاريخ (1219) -ومن طريقه البيهقي في الشعب (7/158 رقم 3281 السلفية، 3/283 رقم 3559 العلمية)- من طريق أبي داود الحَفَري، عن محمد بن السماك، عن الأعمش، عن إبراهيم النخعي أنه قال: كان يرون أن الصدقة تدفع عن الرجل الظُّلوم.
    قلت: رجاله ثقات، إلا ابن السماك فلم أهتد له، وقد توبع:
    فرواه البيهقي أيضا (6/529 رقم 3082 السلفية، 3/214 رقم 3352 العلمية) بسند صحيح للثوري عن الأعمش به، ولفظه: كانوا يرون أن الرجل المظلوم إذا تصدق بشيء دُفع عنه.
    فالقصة صحيحة إن شاء الله تعالى، وقوله «كانوا يرون» تدل على اشتهار ذلك عند التابعين وأتباعهم.

    وفي الختام: فإن حديث النص على التداوي بالصدقة لم يصح من حيث الصناعة الحديثية، وكل طرقه شديدة الضعف لا تتقوى ببعضها، وأمثلها مرسل الحسن، وهو واه.
    ولكن يدخل التداوي ضمن ما ورد في دفع البلاء بالصدقة، فذاك أشمل من الصدقة للتداوي فقط، وقد عمل به السلف والخلف، والقصص المعاصرة في ذلك كثيرة مشتهرة، وفضل الله واسع لا يُحد، وهو أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين سبحانه.

    كتبه محمد زياد التكلة، الرياض، حي المنار، يوم الاثنين 29 شعبان 1426

    https://majles.alukah.net/t35938/

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,962

    افتراضي رد: ما تَلِفَ مالٌ في بَرٍّ ولا بَحْرٍ إلا بمنع الزكاة

    تحقيق تخريج مسألة (ما تلف مال في بر ولا بحر إلا بمنع الزكاة)




    قال ابن أبي حاتم في كتاب العلل: سألت أبي عن حديث رواه هشام بن عمار، عن عِراك بن خالد قال: حدثني أبي، قال: سمعت إبراهيم بن أبي عبلة يحدث عن عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي وهو في الحطيم[1]، فقيل " يا رسول الله أتي على مال بني[2] فلان بسيف البحر[3] فذهب به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما تلف مال في بر ولا بحر إلا بمنع الزكاة، فحرزوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، وادفعوا عنكم طوارق البلاء بالدعاء؛ فإن الدعاء ينفع مما نـزل من السماء[4] ومما لم ينـزل؛ ما نـزل يكشفه، وما لم ينـزل يحبسه ".قال أبي: هذا حديث منكر، وإبراهيم لم يدرك عبادة، وعراك منكر الحديث، وأبوه خالد بن يزيد أوثق منه، وهو صدوق.
    رجال الإسناد:
    • هشام بن عمار بن نصير السلمي، أو الوليد الدمشقي، الخطيب (ت 245).روى عن عراك بن خالد، وبقية بن الوليد، وابن عيينة، والجراح بن مليح، وغيرهم.روى عنه البخاري، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وغيرهم.قال ابن معين ـ في رواية ـ، والعجلي ـ مرة ـ: ثقة.وقال العجلي ـ مرة ـ، وأبو حاتم: صدوق. وقال النسائي: لا بأس به. وقال الدارقطني:صدوق كبير المحل. وقال مسلمة: تكلم فيه، وهو جائز الحديث صدوق.وقال ابن معين مرة: حدثنا هشام بن عمار، وليس بالكذوب.وقال أبو حاتم: هشام بن عمار لما كبر تغيَّر، فكل ما دفع إليه قرأه، وكلما لقن تلقن، وكان قديماً أصح، كان يقرأ من كتابه.وقال أبو داود: حدث هشام بن عمار بأربع مائة حديث ليس لها أصل، مسندة كلها، كان فضلك يدور على أحاديث أبي مسهر وغيره، يلقنها هشام بن عمار.قال ابن حجر: صدوق مقرئ، كبر فصار يتلقن، فحديثه القديم أصح.تهذيب الكمال 30/242، السير 11/420، التهذيب 11/51، التقريب (7303).• عراك بن خالد بن يزيد بن صالح المُرِّي، أبو الضحاك الدمشقي، من السابعة.روى عن أبيه، وإبراهيم بن أبي عبلة، وعثمان بن عطاء، ويحيى بن الحارث، وغيرهم.روى عنه هشام بن عمار، ومروان الطاطري، ومحمد بن ذكوان، وغيرهم.قال الدارقطني: لا بأس به. وقال دحيم: ما كان به بأس إن شاء الله. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: ربما أغرب وخالف. وقال الداني: لا بأس به، وهو أحد الذين خلفوا الذماري في القراءة بالشام.قال أبو علي أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني المقريء: عراك بن خالد من المشهورين عند أهل الشام بالقراءة والأخذ عن يحيى بن الحارث، وعن أبيه خالد، وعن غيره، بالضبط عنهم.وقال أبو حاتم في الجرح: مضطرب الحديث، ليس بقوي. وقال في هذه المسألة: منكر الحديث.وقال الطبري: والذي حكى أن عامر قرأ على المغيرة بن أبي شهاب، وأن المغيرة قرأ على عثمان، رجل مجهول لا يعرف بالنقل ولا بالقرآن، يقال له عراك بن خالد المري، ذكر ذلك عنه هشام بن عمار، وخالد[5].قال الذهبي في الميزان: معروف حسن الحديث. وقال في المغني: صدوق. وأورده في ديوان الضعفاء، ونقل قول أبي حاتم: ليس بالقوي.وقال ابن حجر: لين.قلت: ولعله الصواب؛ لما ذكره أبو حاتم، والطبري، والله أعلم.الجرح 7/38، تهذيب الكمال 19/544، الميزان 3/63، ديوان الضعفاء (2799)،المغني 1/611، التهذيب 7/171، التقريب (4548)، غاية النهاية 1/511.• خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح المري، أبو هاشم الدمشقي (ت 166 تقريباً).روى عن إبراهيم بن أبي عبلة، والحسن بن عمارة، ويحيى بن الحارث، وغيرهم.روى عنه ابنه خالد، ومروان الطاطري، ونعيم بن حماد، والوليد بن مسلم، وغيرهم.قال العجلي، ودحيم: ثقة. وذكره ابن حبان في الثقات.وقال أبو حاتم في الجرح: ثقة صدوق، وهو أمتن من خالد بن يزيد بن أبي مالك، وأقدم وأوثق من ابنه عراك بن خالد.وقال ابن رشدين: قيل لأحمد بن صالح: فخالد بن يزيد بن صبيح، كأنه أرفع من هؤلاء وأنبل؟ فشد يده، وقال نعم. قال: ورأيت مذهب أحمد بن صالح أنه أنبل من هذين يعني: خالد بن يزيد بن أبي مالك، والحسن بن يحيى الخشني.قال النسائي: ليس به بأس.وقال الدارقطني: يعتبر به.وذكره ابن حبان في مشاهير علماء الأمصار، وقال: كان يهم في الأحايين.قال ابن حجر، وابن الجزري: ثقة.وقال الذهبي: صدوق.قلت: ولعل الصواب أنه ثقة؛ لقول الأكثر بذلك، وأما قول الدارقطني فغير مفسر، وأما ابن حبان فمتشدد، كما إن الثقة قد يهم أحياناً، والله أعلم.مشاهير علماء الأمصار (ص 184)، تهذيب الكمال 8/193، الكاشف 1/370، التهذيب 3/125، التقريب (1687)، غاية النهاية 1/269.• إبراهيم بن أبي عَبْلة بن يقظان، أبو إسماعيل الشامي (ت 152).ثقة، متفق على توثيقه.ونص أبو حاتم في هذه المسألة، وفي المراسيل أنه لم يدرك عبادة بن الصامت.انظر المراسيل (11)، تهذيب الكمال 2/140، التهذيب 1/142، التقريب (213).• عبادة بن الصامت بن قيس الأنصاري الخزرجي، أبو الوليد المدني، أحد النقباء ليلة العقبة، وشهد بدراً، وشهد فتح مصر، وتوفي بالرملة سنة أربع وثلثين، على الراجح.انظر الاستيعاب 5/323، أسد الغابة 3/106، السير 2/5، الإصابة 5/322.

    تخريج الحديث:
    أخرجه الطبراني في الدعاء 2/801، رقم 34، وفي مسند الشاميين 1/34، رقم 18 ـ ومن طريقه عبد الغني المقدسي في كتاب الدعاء (ق 144/ب)، وابن عساكر في تاريخ دمشق[6] 40/164، عن محمد بن أبي زرعة الدمشقي.وقوام السنة في الترغيب والترهيب 2/606، رقم 1451، من طريق عبدان.وابن عساكر تاريخ دمشق 40/165، وفي معجم شيوخه (ق 247/ب)، من طريق أبي بكر: محمد بن خريم.كلهم عن هشام بن عمار، عن عراك بن خالد، عن أبيه، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن عبادة، به نحوه.وقال الطبراني: إبراهيم لم يسمع من عبادة.وقال ابن عساكر: غريب، وإبراهيم لم يدرك عبادة.قلت: وعبدان: عبدالله بن عثمان ثقة توفي سنة (221)، وهشام تقدم أنه مات سنة (245)، وعليه فلعله ممن روى عنه قبل اختلاطه، والله أعلم.

    النظر في المسألة:
    مما تقدم يتضح أن عراك بن خالد، قد تفرد برواية هذا الحديث، عن أبيه، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن عبادة؛ ولم أجد من تابعه متابعة تامة أو قاصرة.وتقدم أن عراك بن خالد ضعيف، وإبراهيم لم يدرك عبادة، وعليه فإسناده ضعيف.وقد قال أبو حاتم عن هذا الحديث: حديث منكر، وإبراهيم لم يدرك عبادة، وعراك منكر الحديث.قلت: ولعل قوله عن هذا الحديث أنه منكر، إنما هو تبع لرأيه في خالد بن عراك، وقد تقدم أن خالداً ضعيف فقط، وعليه فلعل الحديث ضعيف، وليس بمنكر، ولكن أبا حاتم قد يطلق المنكر على مجرد تفرد الضعيف، حتى ولو لم يخالف، وقد مضى أمثلة لذلك، فيما تقدم من المسائل، وكما تقدم بيانه في الدراسة.وهذا الحديث إسناده ضعيف كما تقدم؛ ففيه خالد، وهو ضعيف، وفيه إبراهيم بن أبي عبلة، وهو لم يدرك عبادة، كما نص عليه غير واحد، كما تقدم.

    وله عدة شواهد متفرقة تقويه، فمنها:
    1- مرسل الحسن:أخرجه أبو داود في المراسيل (127)، رقم 105 ـ ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية 2/3، رقم 816 ـ، عن محمد بن سليمان الأنباري، حدثنا كثير بن هشام، عن عمر بن سليم الباهلي، عن الحسن، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " حصنوا أموالكم بالزكاة وداووا مرضاكم بالصدقة، واستقبلوا أمواج البلاء بالدعاء والتضرع ".قلت: محمد بن سليم: صدوق، وكثير بن هشام: ثقة، وعمر بن سليمان: صدوق له أوهام. (التقريب 5932، 5633، 4911).وعليه فإسناده حسن إن شاء الله، ولكنه مرسل.

    2- حديث سمرة بن جندب:
    أخرجه البيهقي في شعب الإيمان 3/282، رقم 3558، من طريق غياث بن كلوب الكوفي، عن مطرف بن سمرة بن جندب، عن أبيه، بمثل الحديث السابق، مرفوعاً.وقال البيهقي: غياث مجهول.قلت: وفيه غياث، ذكره الدارقطني في الضعفاء، وقال: له نسخة عن مطرف بن سمرة ابن جندب، لا يعرف إلا به. (الضعفاء والمتروكين ص 323). ومطرف بن سمرة، لم أقف على من ترجم له.
    3- حديث أبي أمامة:
    أخرجه البيهقي في شعب الإيمان 3/282، رقم 3557، من طريق طالوت بن عباد، عن فضال بن جبير، عن أبي أمامة، مرفوعاً، بمثل المتن السابق.قلت: وفيه فضال بن جبير، قال أبو حاتم: ضعيف الحديث. وقال ابن عدي: أحاديثه غير محفوظة. وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به بحال، يروي أحاديث لا أصل لها.وأخرج له الحاكم في مستدركه حديثاً في الشواهد (لسان الميزان 4/434).
    4- وفي قوله: " إن الدعاء ينفع مما نـزل وما لم ينـزل " عدة أحاديث، وإن كان فيها ضعف إلا أنها ترتقي بمجموعها إلى الحسن لغيره، وانظر هذه الأحاديث في الدعاء للطبراني، رقم 32، 33، وفي الترغيب في الدعاء للمقدسي من رقم 2 – 5، وغيرها.
    كما تقدم حديث ثوبان: " لا يرد القدر إلا الدعاء "، وهو صحيح لغيره، في المسألة رقم 621.

    5- وأما قوله: " ما تلف مال في بر ولا بحر إلا بمنع الزكاة "، فلعله يشهد له حديث ابن عباس المتقدم في المسألة رقم 632: " ما منع قوم الزكاة إلا ابتلاهم الله بالسنين، ولا منع قوم الزكاة إلا حبس عنهم القطر..."، وهو حديث صحيح لغيره، كما تقدم هناك، والله أعلم.

    وعليه فلعل الحديث بمجموع هذه الشواهد حسن لغيره، والله أعلم.
    وانظر الترغيب والترهيب 1/542 – 544، المقاصد الحسنة (190)، رقم 413، كشف الخفاء 1/361، رقم 1148، وغيرها.

    [1] الحَطِيم: بالفتح ثم الكسر: بمكة، قال مالك: هو ما بين المقام إلى الباب. وقال ابن جريج: هو ما بين الركن والمقام وزمزم والحجر. وقال ابن حبيب: هو ما بين الركن الأسود إلى الباب إلى المقام، حيث يتحطم الناس للدعاء، وقيل غير ذلك (معجم البلدان 2/315).
    [2] وقع في نسخة دار الكتب، والمطبوع: " ابن "، والتصويب من بقية النسخ.
    [3] سيف البحر: أي ساحله. (النهاية 2/434، مادة سيف).
    [4] قوله: " من السماء "، ليس في نسختي مصر والمطبوع، وهو مثبت في نسختي تركيا وتشستربتي.
    [5] ما ذكره الطبري أخرجه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 1/349، قال أبو زرعة: حدثنا هشام، حدثنا عراك بن خالد بن يزيد المريء، قال: حدثنا يحيى بن الحارث الذماري، قال: قرأت على عبدالله بن عامر، وقرأ عبدالله بن عامر على المغيرة بن أبي شهاب، وقرأ المغيرة بن أبي شهاب على عثمان بن عفان.
    [6] وقع في المطبوع من تاريخ دمشق: " إبراهيم بن أبي عاتكة "، وقال المحقق في الهامش: في م: عبلة.قلت: وما في م هو الصواب، وقد أخرجه ابن عساكر من طريق الطبراني، ووقع عنده على الصواب، والله أعلم.








    رابط الموضوع:
    https://www.alukah.net/sharia/0/85642/%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82-%D8%AA%D8%AE%D8%B1%D9%8A%D8%AC-%D9%85%D8%B3%D8%A3%D9%84%D8%A9-%D9%85%D8%A7-%D8%AA%D9%84%D9%81-%D9%85%D8%A7%D9%84-%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D8%B1-%D9%88%D9%84%D8%A7-%D8%A8%D8%AD%D8%B1-%D8%A5%D9%84%D8%A7-%D8%A8%D9%85%D9%86%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%83%D8%A7 %D8%A9/#ixzz7cWZvPlN6


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •