السلام عليكم ورحمة الله وبركاته /
يقول تعالى : (( إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَة َ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ))
اختلف أهل العلم في معنى الاستثناءين في الآية ، أعني قوله تعالى :((غير باغٍ ولا عادٍ)) .
ما معنى كلّ منهما ؟
الذي ترجّح لي ، أنّ معنى (باغٍ) : أي / باغٍ تناولها - للتلذّذ -
يقال : فلان يبغي حاجة . أي : يطلبها .
أمّا إن تناولها بنيّة الاضطرار فليس بباغٍ لها .
وإلى ذلك ذهب السدي ، ورجّحه النحاس .
والعادي : هو من يتجاوز ما يسدّ به رمقه .
والذي يجعلني أميل إلى هذا التأويل ، أمور :
1- ترجيح أحد أئمة اللغة المتقدمين له .
2- الاعتراضات عليه ليست بقوة الاعتراضات التي على التأويلات الأخرى .
للفائدة : وردت آية أخرى فيها استثناءٌ بتعبير آخر : ((فمن اضطر في مخمصةٍ غير متجانفٍ لإثم ...))
التجانف : هو الميل عن الاستواء والصواب للإثم .
والتأويل السابق للباغي والعادي يُدخِلهما في هذه الآية .
فالباغي للتلذذ وهو مضطر : متجانف لإثم / والعادي ما يسد به الرمق : متجانف لإثم .
* من كان له تعليق أو ملاحظة فليفدنا .
جزاكم الله خيراً