بارك الله فيك أخي الفاضل.
تروي نبوية موسى -وهي من دعاة تحرير المرأة في بداية القرن الماضي- عن نفسها قصة تشاكل قصتك هذه إلا في خاتمتها.
وكانت هذه المرأة تشبّه بالرجال، ثائرة على كل قديم، منتقدة لطرق التدريس في زمانها.
قالت: "وأمرلنا الأستاذ يومًا أن نحفظ حروف المعاني المكتوبة في كتاب النحو بترتيبها عن ظهر قلب، فلم يعجبني أن أتعب نفسي في هذا السخف الذي لامعنى له، وعندما طلب مني المعلم في اليوم التالي أن أسمع ما حفظت قلت له إني نظمتها شعرًا. قال هاتي، فقلت الأبيات الآتية:
أشكو إليك حروفًا في تعلمها ***** حلت بقلبي من تَكرارها العلل
(إذن وإذما) فما كررتها أبدًا ***** إلا بدت أدمعي كالسيل تنهمل
ولا ذكرت (بلى والكاف ثم جلل) ***** إلا وخاب لدى تذكارها الأمل
(جيري وحتى وحاشا) بت أقرأها ***** حت ثنى همتي عن حفظها الملل
عليّ بذلك لا ألقى العقاب ولا ***** عن ساحة الكرم المأمول أنتقل
فقال المعلم: ومكافاة لك على هذا الاجتهاد سأعطيك صفرًا، فقد مللت أن أكتب لك في كل شيىء عشرة وهذه فرصة أغير فيها العشرة إلى صفر تشجيعًا لك على قول الشعر."
تاريخي بقلمي ص 39