الأخ الكريم أبا بكر المحلي بارك الله فيك،أرى أنّ هذا البيتَ (الكريمَ قائلُه) صحيحٌ بالضبطِ الذي أوردتُّه، ولا داعيَ لجعلِ "مَن" شرطيةً على هذا، وإنما تكون موصولةً.
إنما قلنا إن (من) في البيت ينبغي أن تكون شرطية لا موصولة؛ لأن البيت مبني على الإبهام، فالشاعر يريد أن كل من يغار... يعد...، وهذا يناسبه استخدام الشرط، وأما الموصول فيناسب ما كان معروفا، كأن تقول: جاء الذي أكرمته، وأنت تريد واحدا بعينه، كأحمد أو زيد....إلخ.اعلم أخي أن هذا المثال: سأبني لك بيتك قد وقع في ذهني أيضا، ومثله قول الخاطبة لمن يبحث عن عروس: سأحضر لك عروسك إلى غير ذلك، ولكن هناك فرق بين هذه الأمثلة وبين ما قاله الأخ مصطفى مدني بارك الله فيه، وذلك أنك حينما تقول لابنك: سأبني لك بيتك، إنما قلت ذلك لأن في ذهن ولدك هذا الأمر، وهو أن يُبنَى له بيت، ولا يجوز لك إذا كان ابنك خال الذهن من بناء بيت أن تقول له: سأبني لك بيتك، بل الواجب حينئذ أن تقول: سأبني لك بيتا.-يمكنُ أن يجابَ عنه بأنّها روضةُ الحبيب بالإضافةِ بالنظرِ إلى ما يكون بعد، كما تقولُ لولدِك: سأبني لك بيتك هنا...، وكما تقول الأمُّ لولدها: سأُعِدُّ لك عشاءَك الآنَ.
هذا ما بدا لي، والعلم عند الله عز وجل، والسلام.