عملتُ أوَّل ما عملتُ بعد التخرج لدى جريدة حزبية.
كان رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عضوًا بمجلس الشورى.
وقد رُفِعتْ عنه الحصانة تمهيدًا لمحاكمته في قضايا تتعلق بالنشر والتعرض للشخصيات.
وكان وقع "رفع الحصانة" عنه شديدًا يسود أجواء الجريدة.
فكتبتُ حينئذٍ:
اترُكي خَصْمِيَ في السَّاحِ مَعي * * وانزعي دِرْعي وَلا .. لا تَفْزَعي
أنا أحْمي ساحتي منفرِدًا * * بسلاح الحقِّ فالحقُّ مَعي
لا أُبالي بِحصونٍ جُعِلتْ * * لِجبانٍ جشِعٍ مُستمْتِعِ
إنَّما أسلُكُ دَربًا واضِحًا * * وأرى القانون يَحْمي موْضعي
فاطمئنِّي إنَّها زوْبعةٌ * * سوف تَمضي مثلَ ريحٍ زعْزعِ
كلِماتٌ حُرَّةٌ أنظِمُها * * مِن ضَمير الشَّعب .. منِّي .. فاسمعي
وإذا أبصرْتِني منهزِمًا * * لحظةً لا تقلقي أو تدْمعي
وأرِينِي قوَّةً صامِدةً * * مثلَ قلْبي الحُرِّ لا .. لا تَخضعي
وارْفعي صوتَكِ صدَّاحًا إلى * * كُلِّ وغدٍ أو جَهولٍ لا يَعي
(وغدًا ينتصِرُ العدْلُ ولَو * * رفعوا عنْه حصونًا) .. ارفعي
وللأسف ما كان يستاهل.