نحن نقنع أنفسنا بأن حياتنا ستصبح أفضل بعد أن نتزوج , نستقبل طفلنا الأول , وطفلا آخر بعده , ومن ثم نصاب بالإحباط لأن أطفالنا ما زالوا صغارا , ونؤمن بأن الأمور ستكون على ما يرام بمجرد تقدم الأطفال بالسن , ومن ثم نحبط مرة أخرى لأن أطفالنا وصلوا فترة المراهقة الآن , ونبدأ بالإعتقاد بأننا سوف نرتاح فور إنتهاء هذه الفترة من حياتهم
ومن ثم نخبر أنفسنا بأننا سوف نكون في حال أفضل عندما نحصل على منزل جديد , أو عمل جديد , أو أثاث جديد ,أو رحلة سفر, أو سيارة جديدة
الحقيقة أنه لا يوجد وقت للعيش بسعادة أفضل من الآن , فإن لم يكن الآن , فمتى إذا ؟
حياتك مملوءة دوما بالتحديات , ولذلك فمن الأفضل أن تقرري عيشها بسعادة أكبر على الرغم من كل التحديات
كان دائما يبدو بأن الحياة الحقيقية هي على وشك أن تبدأ
ولكن في كل مرة كان هناك محنة يجب تجاوزها , عقبة في الطريق يجب عبورها , عمل يجب إنجازه , دين يجب أن يدفع , كي تبدأ الحياة
ولكني أخيرا بدأت أفهم بأن هذه الأمور كانت هي الحياة
وجهة النظر هذه ساعدتني أن أفهم لاحقا بأنه لا وجود للطريق نحو السعادة
بل السعادة بذاتها هي الطريق
ولذلك فإستمتعي بكل لحظة
لا تنتظري أن تنتهي المدرسة , أن يخف وزنك قليلا , أو يزيد قليلا , ان تبدأي عملك الجديد , أن تتزوجي , أن تبلغي مساء الجمعة أو صباح الأحد , أن تحصلي على أثاث جديد , أن يأتي الربيع أو الصيف أو الخريف أو الشتاء , كي تكوني سعيدة
لأن السعادة هي رحلة وليست محطة تصلينها
فلا وقت أفضل كي تكوني سعيدة أكثر من الآن
عيشي وتمتعي باللحظة الحاضرة بما يرضي الله {عز وجل} ويحقق السعادة لنفسك