قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح : وَنَقَلَ اِبْن التِّين عَنْ الدَّاوُدِيِّ قَالَ : وَرَدَ فِي بَعْض الْأَحَادِيث " أَبْغَض الْأَسْمَاء إِلَى اللَّه خَالِد وَمَالِك " قَالَ : وَمَا أَرَاهُ مَحْفُوظًا لِأَنَّ فِي الصَّحَابَة مَنْ تَسَمَّى بِهِمَا ، قَالَ : وَفِي الْقُرْآن تَسْمِيَة خَازِن النَّار مَالِكًا قَالَ : وَالْعِبَاد وَإِنْ كَانُوا يَمُوتُونَ فَإِنَّ الْأَرْوَاح لَا تَفْنَى ، اِنْتَهَى كَلَامه . فَأَمَّا الْحَدِيث الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ فَمَا وَقَفْت عَلَيْهِ بَعْد الْبَحْث ، ثُمَّ رَأَيْت فِي تَرْجَمَة إِبْرَاهِيم بْن الْفَضْل الْمَدَنِيّ أَحَد الضُّعَفَاء مِنْ مَنَاكِيره عَنْ سَعِيد الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَفَعَهُ " أَحَبُّ الْأَسْمَاء إِلَى اللَّه مَا سُمِّيَ بِهِ ، وَأَصْدَقهَا الْحَارِث وَهَمَّام ، وَأَكْذَب الْأَسْمَاء خَالِد وَمَالِك ، وَأَبْغَضهَا إِلَى اللَّه مَا سُمِّيَ لِغَيْرِهِ " فَلَمْ يَضْبِط الدَّاوُدِيُّ لَفْظ الْمَتْن ، أَوْ هُوَ مَتْن آخَر اِطَّلَعَ عَلَيْهِ . وَأَمَّا اِسْتِدْلَاله عَلَى ضَعْفه بِمَا ذَكَرَ مِنْ تَسْمِيَة بَعْض الصَّحَابَة وَبَعْض الْمَلَائِكَة فَلَيْسَ بِوَاضِحٍ ، لِاحْتِمَالِ اِخْتِصَاص الْمَنْع بِمَنْ لَا يَمْلِك شَيْئًا . وَأَمَّا اِحْتِجَاجه لِجَوَازِ التَّسْمِيَة لِخَالِدٍ بِمَا ذَكَرَ مِنْ أَنَّ الْأَرْوَاح لَا تَفْنَى فَعَلَى تَقْدِير التَّسْلِيم فَلَيْسَ بِوَاضِحٍ أَيْضًا ؛ لِأَنَّ اللَّه سُبْحَانه وَتَعَالَى قَدْ قَالَ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِك الْخُلْدَ ) وَالْخُلْد الْبَقَاء الدَّائِم بِغَيْرِ مَوْت ، فَلَا يَلْزَم مِنْ كَوْن الْأَرْوَاح لَا تَفْنَى أَنْ يُقَال صَاحِب تِلْكَ الرُّوح خَالِد .