بسم الله الرحمن الرحيمقال تعالى: ليس كمثله شيء وهو السميع البصير
هذه الأية من أهم المسائل في كتاب الله
وكما تعلمون أن الأيات اما مسائل أو دلائل على هذه المسائل
والذي يقرأ كتب العقيدة يجد ان العلماء رحمهم الله يستدلون بها كدليل سمعي على نفي المثلية عن الله عز وجل
ثم يأتون بأدلة عقلية خارج هذه الأية لإثبات هذه المسألة
ولو تأملنا قليلا الأية التي ذكرت فيها هذه المسألة لوجدنا أنها هي بنفسها في سياق دليل عقلي على نفي المثلية عن الله ثم أتي قوله تعالى : "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" كحكم عام لتأكيد الدليل المذكور.
قال تعالى: فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)
واسم الله الفاطر هو بمعنى الذي بدأ خلق السماوات والأرض بابداع ففتق السماء من الأرض بعد أن كانتا رتقا وكما أنه فتق السماء من الأرض كذلك فتق لكم من أنفسكم أزواجا ومن الأنعام ازواجا وكثركم في الأرض...
فقوله تعالى : فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ دليل على أنه ليس كمثله شيء لأن الذي خلق هذا الخلق بإبداع اي على غير مثال سابق هو بنفسه ليس له مثال سابق
ولأن الذي جعل ذات كل جنس من الخلائق على غير مثال سابق كالإنسان فإنه لا يماثله أحدا في الخليقة كذلك الملائكة والجن هو بنفسه أولى أن لا يماثله أحدا في ذاته
فلذلك قال تعالى في نهاية الأية : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)
فنفى عن نفسه المثلية ثم أثبت لنفسه صفات أزلية لكي لا ينخدع الإنسان ويشبه الله بالعدم وخصص ذلك بالسمع والبصر لحكمة فليحذر الإنسان مما يتكلم به عن الله بغير علم .