المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البحر الزخار
بارك الله فيك, ليس القصد من كلامي بالأعلى التدليل على كون المشكاة هى شرح لمصابيح السنة, أو هى تكملة وزيادات عليها, ليس المهم هذا عندي الآن, أنا الذي يهمني هو التسمية, قصدي, بأنّه يسمي المشكاة بأسمها الصحيح, يعني (مشكاة المصابيح), ويخطي في تسمية مصابيح السنة, ويسميها (مشكاة مصابيح السنة للبغوي) في أكثر من موضع, وعلى فكرة أنا كان مجمل بحثي أمس منصبّ على إيجاد كتب مظهر الدين هذا المحققة, وخصوصاً الرسائل العلمية, ككتاب (المكمل في شرح المفصل) أو (شرح مصابيح السنة) - والذي انتي مهتمّةٌ به -, وهذين الكتابين قد حُققا برسائل علمية, ولكن لم يتسنى توفّرها على الشبكة, لنعلم التسمية الصحيحة للكتاب, ولم يتوفر لي إلا مقدمة لباحث أردني وهو لم يزد عما ذكرنا بالأعلي, ونقل كلام حاجي خليفة, والزركلي , وتسمية الكتاب هى كما (شرح مصابيح السنة) , وأنا قلتُ لكي بأنّ ماذكرتُ بالأعلى ماهى إلا نماذج, وأنتي لو تتبعتي تسمية كحالة للكتاب ستجدين مثل هذا الوهم في التسمية مستمراً معكي, يعني فقط تتبعيه وانظري نتائجك.
- وأما قولك ( إنما علمنا أسماءها من الكتب المحققة), هذا كلامٌ غير دقيقٍ, لأنك أولاً يجبُ أن تسألي نفسك سؤالاً, وهو: ماهى مصادر كحالة في كتبه؟ ستجديه لايخرج في عمومه عن حاجي خليفة أو الزركلي ونحوهما, يعني الاخطاء التي تقع في تسمية الكتب ( عند هؤلاء مثلاً) قليلةٌ, وخصوصاً إذا تواترت تسمية كتاب معيّن لمصنفٍ معينٍ, ويبقى عمل الباحث الاكاديمي أو المحقق بعدها فقط هو إثبات صحة التسمية من عدمها, وعليه, فالكتب التي لاتزال مخطوطة, أنظري في نسبة أهل العلم لأصحابها, يعني مثلاً الكتاب الفُلاني لايُعرف إلا بالمؤلف الفُلاني ....وهكذا, ولو سلمنا جدلاً بأنهم جميعاً أخطأوا في التسمية, فلماذا لم يتعقّب كحالة عليهم, ويقول بأنهم قد وهموا مثلاً, أو يستدرك عليهم, وخصوصاً هو نقل بحروفه من حاجي خليفة, بل بالعكس حاجة خليفي قد ذكر إسمه بناءً على مخطوطةٍ عنده!!
- وعليه, ستجدين معظم من تكلّم عن إسم الكتاب (وخصوصاً الذين ينقل عنهم كحالة) قد ذكر بأنه شرحٌ على مصابيح السنة, ولم يتفرّد بذكر أنه شرحٌ على المشكاة إلا كحالة - رحمه الله, بل هو موافقٌ لهم في الحقيقة, ولكنه يُسمي الكتاب بإسم فيه شبهة, وهو يسميه (شرح مشكاة المصابيح للبغوي), وقد تكررت معنا التسمية, وعليه فعصب الجناية بكحالة أولى من عصبها بمن سبقه, وخصوصاً بأنّه متأخرٌ جداً, ولو كان من المتقدمين, لقلنا لعله وقف على مايُدلل به تسميته الشاذة هذه, ولكن والأمر هكذا, علمنا بأنّه شذ في التسمية عمن سبقه, أو نقول: هو سماه كما سمّوه, ولكن شذ في تسمية مصابيح السنة للبغوي, فكان يطلق عليه إسم (مشكاة مصابيح السنة للبغوي).
- وعليه فيلزمك أنتي كباحثة, أن تتّبعي كتاب (معجم المؤلفين), لتلاحظي وهمه في تسمية مصابيح السنة للبغوي.
الأمر الآخر: من وجهة نظري الشخصية المتواضعة, لاتشغلي نفسك بالكتاب الذي نبّه عليه أخينا أبوالبراء, لأنّه محققٌ على مخطوطٍ واحدٍ, وإنما أحد طرق إثبات التسمية ( إلى جانب تواتر عزو أهل العلم الكتاب لمؤلفه) هى العنونة المشتركة الموجودة على المخطوطات المحققة, وهذا مفقودٌ هنا, ومظهر الدين نفسه شبه مجهول - كما ذكر نور الدين الطالب, وعليه, فإنّ المحقق - في نظري - لن يزيد عمّا قاله حاجي خليفي أو الزركلي في أعلامه, والذي أصلح لكي - في نظري - أن تبحثي عة الرسائل العلمية التي حُققت عن كتب مظهر الدين هذا, وبأن تراسلي الجامعات المتوفّرة فيها لعلهم يصوروا لكي المقدمات فقط, لأنّ الرسائل العلمية - في نظري - أقوى بكثيرٍ من التحقيق المجرّد, لأنّ صاحب الرسالة العلمية مستهدفٌ من قبل لجنة مناقشة, ستحاسبه على الصغيرة والكبيرة, وعلى مدى تعبه وبحثه وكدّه سيتوقف الدرجة التي سينالها, والله أعلم