السلام عليكم، ورحمة الله وبركاته، أما بعد، فالتلخيص يا أخي فن من فنون الكتابة التي يغلب عليها طابع الحداثة، وبخاصة بعد شيوع التعليم الجامعي الذي يعتمد على إلقاء المحاضرات، وعقد الندوات العلمية، ولذا فقد أصبح طلبة الجامعة، والمعاهد، والمدارس العليا بحاجة ماسة إلى تلخيص ما يستمعون إليه من أساتذتهم.
فالتلخيص يعتمد على الاستماع الجديد إلى كل ما يطالعه المتعلم، وقراءته قراءة دقيقة؛ لأن فن التلخيص يقوم على إعادة النص سواء أكان مكتوباً أم منطوقاً بقليل من الكلمات، مع المحافظة على جوهر النص. ولا يعني التلخيص بأي حال من الأحوال الإخلال بمضمون النص وأفكاره، وإنما تقليص حجم النص مع المحافظة على عناصره وأفكاره الرئيسة.
ويدل التلخيص على قدرة المستمع أو القارئ على إدراك ما قرأه أو سمعه وهذا يبرز قدرة القارئ على التمكن من اللغة من حيث نحوها، ومترادفاتها، وكذلك قدرة القارئ على الاستيعاب والتمييز بين ما هو ضروري وغير ضروري، ولذا تعتمد كثير من معاهد اللغة في الجامعات الأوروبية على امتحانات الطلبة من خلال قدرتهم على تلخيص النص المسموع أو المكتوب مع المحافظة على جوهره وأفكاره.
وتتمثل أبرز خطوات التلخيص فيما يأتي:
1-الاستماع الجيد للنص المنطوق أو القراءة الجيدة للنص المكتوب.
2-معرفة عنوان النص.
3-إدراك الفكرة الأساسية للنص.
4-التركيز على الأشياء الضرورية في النص.
5-كتابة التلخيص.
6-مراجعة التلخيص.
ولا بد من مثال عملي على فن التلخيص الذي يعتمد على إدراك مغزى النص، أو الفكرة الرئيسية التي تتناولها كل فقرة من فقرات النص، فالنص التالي من سؤال لابن المقفع في المجلس بعنوان "أريد تلخيص كتاب ولا أعرف الطريقه". يقول ابن المقفع "السلام عليكم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، كثير من الكتب أريد أن ألخصها وأختصرها ولكن لا أعرف الأدوات المساعدة، أطلب من الأخوة أصحاب التجارب والخبرات في هذا الموضوع أن يبينوا طرقالتلخيص والاختصار خصوصا في المطولات، وجزاكم الله خيرا".
تلخيصه: كيف ألخص الكتب؟
فعند تلخيصي للسؤال حذفت:
-المعترضات، وما خرج عن النص (كالسلام، والحمدلة).
-ومساعد النص ( رجاءات، توضيح لا يهم في المعلومة).
-وهكذا.
فكان تلخيص السؤال أو الطلب: " كيف ألخص الكتب؟
وهذا التلخيص ينطبق على ما سبق من قواعد. وبهذه الطريقة أعنى معرفتك بتلخيص الفقر، تستطيع أن تلخص الكتب، لكن هناك كتب وبحوث ومقالات يصعب تلخيصها، أو بعبارة أدق لا تلخص.
فمثلاً الكتاب الأدبي، كرسالة الغفران، ومن قام بتلخيص مادة أدبية كهذه فقد أخطأ في تلخيصه، وهضم حق كاتبها.
ولا أريد أن أتكلم كثيراً، فعلى مذهب أبي مالك امض قدما، فهو الخبير بهذه الأمور.
وقبل أن أنهي أذكرك بما يفيدك في طلبك، وهو الأحسن، والأسهل:
-اصحب طلاب العلم، وتودد إليهم، وبعد ذلك اطلب منهم ما شئت، من التلخيص، والفوائد، وبهذا تطبق المثل القائل "عصفورين بحجر". وقد جربنا هذه الطريقة، ونفعتنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.