أبو البراء محمد بن عبدالمنعم آل عِلاوة
السؤال:
♦ الملخص:
طالب علم يحفظ القرآن إضافة لبعض المتون، مشكلته أنه لا يستطيع الاستشهاد بالموضع مباشرة، دون سرد ما قبله، ويسأل: ما النصيحة
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالب علمٍ، أحفظ كتاب الله عز وجل، وبعض المتون والمنظومات العلمية حفظًا متقنًا، ولله الحمد والمنة، على أنني إذا ما أردت الاستشهاد أو الاستدلال بشيء منها، فلا أستطيع إلا إذا سردت الجزء الذي فيه من أوله، فمثلًا: إذا أردت الاستشهاد بآية، فإني أقرأ الموضع الذي تقع فيه من أوله، وإذا أردت الاستشهاد بالبيت الخامس من باب الماء الطاهر مثلًا، فإني أسرده من أوله، فما الحل؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد:
أولًا: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
مرحبًا بك أيها الأخ الفاضل، ونسأل الله لنا ولكم الهداية والتوفيق، والسداد والتيسير.
ثانيًا: لا بد لك أيها الأخ الفاضل من شيخٍ يضْبِطُ لك المُتون التي حفِظتَها، ويبيِّن لك معانيها، ويشرح لك المُشكل منها، ويُبسِّط لك صِعابها، ويُقرِّب لك بعيدها؛ قال الحافظ العراقي:
فاعنِ به ولا تخُضْ بالظنِّ
ولا تُقلِّدْ غيرَ أهل الفنِّ
ثالثًا: لا بد من اختيار المتن المناسب الملائم؛ حتى لا يطول عليك الطريق، وتختصر الوقت في حفظ الأنفع والأنسب، وهذا مما يُفيدك فيه الشيخ الذي تستشيره، والذي عُرف بالرسوخ في هذا العلم، وبالديانة، وصحة المعتقد، وسلامة المنهج.
رابعًا: لا بد أن تُتقنَ الفنَّ الذي حفِظتَ مُتُونَهُ، بالاطلاع على شروحات علماء هذا الفن فيه، بمذاكرة مختصراته، ثم الانتقال بين كتبه الأخْصَر فالأطول حتى تضبطه؛ لأن حفظ المتون دون معرفة شرحها يُورِث البَلادَةَ، فبدايةً تطَلَّع على شرح المتن الذي حفِظته، ثم تتوسع في الشروحات حتى تقفَ على دقائق معانيه، ثم تقرأ في المُطوَّلات، حتى تتقن الاعتراضات الواردة عليه لفظًا ومعنًى.
خامسًا: وبعد الاطلاع على شروحات المتن الذي تم حفظه، ينبغي أن تقف على مزايا هذا المتن وعيوبه، وعلى مواضع اتفاقه واختلافه مع المعتمد في هذا الفن.
سادسًا: لا بد أن تتابع النظر في المتن ومراجعته؛ حتى لا يتفلَّتَ منك حفظه، وربط المتن بنظائره، فإذا وجدت بيتًا في منظومة، أو كلامًا في متن آخر في نفس الموضوع الذي تقرأ فيه؛ فاحفظه واضْبِطْهُ، وتعرَّف على وجه الشَّبه، ووجه الاختلاف بين المتن الذي اعتنَيْتَ بحفظه، وبين هذا الموضع.
ومع الإخلاص، وحسن القصد، وطلب العون والتوفيق من الله، وقتها تستطيع أن تستشهد بكل بيت في موضعه.
وللفائدة يُنظر:
احفظ ما شئت وراعِ ما يأتي.
لماذا ينصحُ أهلُ العلم بحفظ المتون.
أسهل طريقة لتحصيل العلم.
لا تقل: أنا ضعيف الحفظ ... لكن قل: أنا ضعيف الهمة.
هذا، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
رابط الموضوع: https://www.alukah.net/fatawa_counse...#ixzz6n0cuGQzg