أهمية التخطيط ومقومات نجاحه


ثامر عبدالغني فائق سباعنه


هناك مقولة معروفة: (إنَّ مَن لم يخطط للنجاح، فهو يخطط للفشل)، وهذه المقولة لا تقف على حياة الإنسان أو مخططاته الخاصة.



التخطيط هو جهد موجَّهٌ ومقصود وليس جهدًا عبثيًّا أو اعتباطيًّا لا هدف منه أو بلا توجيه، إنما هو موجه نحو أهداف واضحة وجلية، كذلك التخطيط منظم ومرتب وفق خطوات مدروسة ومعلومة لتحقيق هدف أو مجموعة أهداف، وقد تختلف الأهداف حسب الهدف من التخطيط: تنموي، إستراتيجي، تشاركي، اقتصادي ...



غالبًا ما يكون التخطيط خلال فترة زمنية محددة؛ وذلك لأهمية الوقت ودوره في نجاح أو فشل هذه العملية، وكذلك ليُبنى عليه الخطوة التالية، وكذلك لرصد المبالغ المحددة لهذه العمليات وفق التخطيط المتبنَّى.



لنجاح التخطيط، لا بد من دراسة الإمكانيات ورصدها؛ وذلك للتمكن من إدارتها بشكل صحيح وناجح ومنتج، والمهم وضع الأولويات عند التخطيط وتركيز الأهداف ما بين أهداف بعيدة المدى وأهداف قريبة المدى، وأهداف أساسية مهمة وأهداف غير مهمة أو يمكن تأخير تنفيذها، ومن ثَمَّ تسخير الإمكانيات لتحقيق هذه الأهداف وفق الأولويات.



عملية التخطيط لا بد أن تكون عملية مستمرة لا تقف عند حد معين، كذلك لا بد أن تراعي الإمكانيات المتاحة، وألَّا تكون بعيدة عن الواقع، ولا بد أن يتوفر بها البدائل.



لا بد من مراعاة الميزانيات ومراعاة الموارد المتاحة مع الحفاظ على حقوق الأجيال القادمة، ولا بد للتخطيط الفعَّال من أن يضع آليات واقعية للتنفيذ مع بناء أجسام ومؤسسات وكيانات تخدم التخطيط، كما لا بد من صياغة القوانين وإصدار القرارات التي تساهم في إنجاح عملية التخطيط، وتساعد في تطبيق الخطط.



التخطيط الناجح يلزمه وضع آليات متابعة ورقابة ومحاسبة؛ فلا تقف عملية التخطيط عند وضع الخطط بل لا بد من المتابعة؛ إذ إن كثيرًا من الخطط الناجحة فشلت بسبب غياب آليات الرقابة، كما يحتاج التخطيط إلى إشراك أكبر عدد من الأشخاص والمؤسسات؛ بحيث يمكنه الوصول لأكبر قدر من احتياجات المجتمع والدولة، ويكون أقدر على صياغة الحلول والبدائل المناسبة.



التخطيط الناجح سهل ويمكن فهمه والتعامل معه، ومن ثَمَّ تتمكن باقي القطاعات من إتقان التعامل مع الخطط وتنفيذها بالشكل السليم الصحيح.




عند إعداد التخطيط لا بد من العودة لِما نملك، ودراسة نقاط القوة ونقاط الضعف، فنسعى جاهدين لزيادة فرص نقاط القوة، ونقلل من فرص نقاط الضعف؛ لذا تكون الجاهزية والاستعداد للتعامل مع الحاضر أقوى، والقدرة على رسم خطوط المستقبل أفضل وأكثر دقة.




إن التخطيط السليم الواقعي قادر على تعزيز صمود المجتمعات والدول خاصة بعد دراسة الواقع وبناء خطط المستقبل.