المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الواحدي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
جوزيتَ خيرًا أيها الفاضل النوراني على ما تتحفنا به من غرائب وعجائب..
ألا ترى -والقصة كلها تتعلق بالنظر وفضوله- أنّ قوله "أنظر ما تحتها" فيه نظر؟ ألم يكن من المناسب أن يقول: "ما فوقها"، لأنّ المرآة تعكس ما يقابلها، ولا تشفّ عمّا وراءها؟
ثم أرنا -نوَّر الله بصيرتك- سرّ قولك "الأعور ذي العين الواحدة"، فإنّه قد يثير بعض الالتباس...
بوركت، وسلّمك الله لأهلك وأهل الألوكة...
مرحبًا بالفاضل الناقد ، والأديب الأريب الأخ الواحدي الذي كلما شممتُ أريج مجيئه تنسَّمتُ قول شيخ المعرّة :
وأرى التوحدَ في حياتِكَ نعمةً ... فإِنِ استطعْتَ بلوغَهُ فتوحدِ
والذي ظهر لي من قول ذلك العور : ( نظرت إلى الأرض تحتي مثل المرآة أنظر ما تحتها ...) أنه لم يقصد حقيقية المرآة ! إنما قصد ما فيها من الصفاء ونقاء جوهرها، وشفوف صفحتها .... ولو أنه عبَّر بـ : ( الزجاج ) لكان أوفى لمقصده ، وأتمَّ لبغيته ، وأصلح لاستقامة كلامه .
وأما قولنا : (الأعور ذي العين الواحدة !) فذا من باب الإشباع في الإيضاح ! وإن شئتَ قلتَ : هو احتراز عما خلق الله فيه أكثر من عينين ؟
وعلى كل حال : أدامكم الله لغرائبنا ناقدين ، وأقامكم لعجائبنا غامزين ! وجزاكم خير ما جزى به عباده الصابرين .