16- «العلماء ورثة الأنبياء»(1).
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من سلك طريقا يبتغي فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع وإن العالم ليستغفر له كل من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتانُ في الماء وفضلُ العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء فمن أخذه أخذ بحظ وافر»(2).
ضعيف: رواه عن أبي الدرداء كَثِيرُ بْنُ قَيْسٍ وعُثْمَانُ بْنُ أَيْمَنَ وعُثْمَانُ بْنُ أَبِي سَوْدَةَ.
الطريق الأولى- كثير بن قيس عن أبي الدرداء
رواه عنه اثنان: داود بن جميل والأوزاعي
الوجه الأول- داود بن جميل عن كثير بن قيس عن أبي الدرداء:
رواه أبو داود ت. الأرنؤوط (5/ 485/ رقم3641/ ك. العلم، ب. الحث على طلب العلم)، وابن ماجه ت. الأرنؤوط (1/ 150/ رقم223/ أبواب السنة، ب. فضل العلماء والحث على طلب العلم)، والدارمي ت. الداراني (1/ 361/ رقم354/ المقدمة، ب. في فضل العلم والعالم) ط. دار المغني، وابن حبان كما في موارد الظمآن للهيثمي ت. الداراني (1/ 176/ رقم80/ ك. العلم، ب. طلب العلم والرحلة فيه) ط. دار الثقافة العربية، والبيهقي في شعب الإيمان ت. عبد العلي حامد (3/ 220/ رقم1573/ السابع عشر من شعب الإيمان وهو باب في طلب العلم) ط. الرشد، وفي المدخل ت. الأعظمي (1/ 307- 308/ رقم347، 348) ط. أضواء السلف، والطبراني في مسند الشاميين ت. حمدي السلفي (2/ 224/ رقم1231) ط. الرسالة، والبزار في مسنده ت. عادل سعد (10/ 80/ رقم4145) ط. مكتبة العلوم والحكم، والطحاوي في شرح مشكل الآثار ت. الأرنؤوط (3/ 10/ رقم982/ ب. بيان مشكل حديث النبي صلى الله عليه وسلم في تركِهِ أخذ ميراث مولاه الذي سقط من نخلة فمات) ط. الرسالة، وابن عساكر في تاريخ دمشق ت. العمروي (50/ 42- 45/ أرقام 10606- 10610/ترجمة 5795- كثير بن قيس) ط. دار الفكر، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله ت. الزهيري (1/ 168/ أرقام173، 174، 175/ ب. ذكر حديث أبي الدرداء في ذلك وما كان في مثل معناه) ط. دار ابن الجوزي.
كلهم عن عبد الله بن داود الخُرَيْبِي (ثقة) عن عاصم بن رجاء بن حَيْوَةَ (صدوق يهم) عن داود بن جميل (مجهول) عن كثير بن قيس (ضعيف) عن أبي الدرداء به... ولفظ البزار: «العلماء خلفاء الأنبياء».
وهذا إسناد ضعيف: لجهالة داود بن جميل وضعف كثير بن قيس، قال الدارقطني عن داود بن جميل: مجهول. وقال أيضا: هو ومن فوقه إلى أبي الدرداء ضعفاء. وقال البزار: "داود بن جميل وكثير بن قيس لا نعلمهما معروفين في غير هذا الحديث"(3).
ورواه الترمذي ت. بشار (4/ 414/ رقم2682/ أبواب العلم، ب. ما جاء في فضل الفقه على العبادة) ط. دار الغرب الإسلامي، وأحمد (36/ 45/ رقم21715) ط. الرسالة، وابن عساكر ت. العمروي (50/ 47- 48/ أرقام10612، 10613/ ترجمة 5795- كثير بن قيس) ط. دار الفكر.
كلهم عن محمد بن يزيد الواسطي (ثقة ثبت) حدثنا عاصم بن رجاء بن حيوة (صدوق يهم) عن قيس بن كثير (ضعيف) عن أبي الدرداء.
فتفرد محمد بنُ يزيد الواسطي في التسمية فسماه قيس بن كثير، قال الحافظ: "وهو وهم"(4)، وخالفه الأكثرون فقالوا: كثير بن قيس(5).
وفيه علة أخرى وهي أنه رواه عن عاصم بن رجاء بن حيوة عن كثير بن قيس فأسقط داود بن جميل من إسناده(6) والباقون على إثباته
قال الترمذي: وَلاَ نَعْرِفُ هَذَا الحَدِيثَ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ عَاصِمِ بْنِ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، وَلَيْسَ هُوَ عِنْدِي بِمُتَّصِلٍ(7)، هَكَذَا حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ(8).
وَإِنَّمَا يُرْوَى هَذَا الحَدِيثُ عَنْ عَاصِمِ بْنِ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ جَمِيلٍ(9)، عَنْ كَثِيرِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهَذَا أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ مَحْمُودِ بْنِ خِدَاشٍ، وَرَأَى(10) مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ هَذَا أَصَحَّ.ا.هـ
فحاصل ما في هذه الطريق من علل :
1- جهالة داود بن جميل
2- وضعف كثير بن قيس
3- والاختلاف في اسْمَيْهِما فأما (داود بن جميل) فسماه بعضهم (الوليد بن جميل) والأكثرون على تسميته (داود بن جميل) قال ابن عساكر: وهو الصواب، وأما (كثير بن قيس) فعكسه بعضهم فقال: (قيس بن كثير) وسماه بعضهم (جميل بن قيس)
4- والاختلاف على عاصم بن رجاء بن حيوة فرواه الأكثرون عنه عن داود بن جميل عن كثير بن قيس، ورواه بعضهم عن عاصم عن كثير بن قيس فأسقط داود، ورواية المتصل أصح
الوجه الثاني (الأوزاعي عن كثير بن قيس):
واختلف عن الأوزاعي فروي عنه على وجهين:
الأول- الأوزاعي (ثقة جليل) عن كثير بن قيس (ضعيف) عن يزيد بن سَمُرة (مجهول) عن أبي الدرداء
رواه عن الأوزاعي هكذا:
1- سفيان الثوري (ثقة): رواه البيهقي في الشعب ت. عبد العلي حامد (3/ 221/ رقم1574/ السابع عشر من شعب الإيمان وهو باب في طلب العلم) ط. الرشد، وابن عساكر في تاريخ دمشق ت. العمروي (50/ 48، 49/ رقم10614، 10615/ ترجمة 5795- كثير بن قيس) ط. دار الفكر.
2- ابن المبارك (ثقة): رواه البيهقي في الشعب ت. عبد العلي حامد (3/ 222/ رقم1574/ السابع عشر من شعب الإيمان وهو باب في طلب العلم) ط. الرشد، وابن عساكر في تاريخ دمشق ت. العمروي (50/ 49/ رقم10616/ ترجمة 5795- كثير بن قيس) ط. دار الفكر، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله ت. الزهيري (1/ 170/ رقم178/ ب. ذكر حديث أبي الدرداء في ذلك وما كان في مثل معناه) ط. دار ابن الجوزي.
الثاني- الأوزاعي (ثقة) عن عبد السلام بن سُلَيْم (مجهول) عن يزيد بن سَمُرَةَ (مجهول) عن كَثير بن قيس (ضعيف) عن أبي الدرداء.
رواه عن الأوزاعي هكذا بشر بن بكر (ثقة يُغْرِب)
قال البيهقي: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ (ثقة)، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ السُّوسِيُّ (متهم بالوضع)، قَالَا: حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ (ثقة)، حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغانِيُّ (ثقة)، حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَرْعَرَةَ (صدوق)، حدثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذَمَارِيُّ (صدوق أو كذاب يسرق الحديث)(11)، عَنْ سُفْيَانَ (ثقة)، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ (ثقة)، عَنْ كَثِيرِ بْنِ قَيْسٍ (ضعيف)، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سَمُرَةَ (مجهول)، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا ...» ثم قال: وكَذَلِكَ قَالَهُ: عَبْدُ الرَّزَّاقِ (ثقة حافظ)، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ (ثقة ثبت)، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ (ثقة جليل).
وَقَالَ بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ (ثقة يغرب)، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ (ثقة جليل)، عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ سُلَيْمٍ (مجهول)، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سَمُرَةَ (مجهول)، عَنْ كَثِيرِ بْنِ قَيْسٍ (ضعيف)، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَهَذَا أَصَحُّ، قَالَهُ الْبُخَارِيُّ.
وعند الترجيح يظهر رجحان الطريق الأولى التي اجتمع فيها سفيان وابن المبارك عن الأوزاعي، لكن قال البخاري عن طريق بشر بن بكر: "وهذا أصح"(12)، وقال ابن حبان: ومن قال ذلك –أي عن كثير بن قيس عن يزيد بن سمرة عن أبي الدرداء- فقد وهم وقلب إسناده(13).
قلت: فالعلل التي في هذه الطريق ما يأتي:
1- ضعف كثير بن قيس
2- ضعف عبد الملك بن عبد الرحمن على ما استظهرناه من أنه هو (الشامي الكذاب) وليس (الذِّمَاريّ الصدوق) كما هو في السند
3- جهالة عبد السلام بن سليم؛ فإن البخاري ذكره في التاريخ وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا وذكره ابن حبان في الثقات
4- جهالة يزيد بن سمرة ذكره البخاري في التاريخ الكبير وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا وذكره ابن حبان في الثقات
5- الاختلاف على الأوزاعي :
أ*- فرواه سفيان وابن المبارك عن الأوزاعي عن كثير بن قيس عن يزيد بن سَمُرة عن أبي الدرداء
ب*-ورواه بشر بن بكر عن الأوزاعي عن عبد السلام بن سُلَيم عن يزيد بن سَمُرة عن كثير بن قيس عن أبي الدرداء
وروايةُ بشرٍ عن الأوزاعي أصح قاله البخاري، وقال ابن حبان عن الطريق الأولى: إنها وهم.
قلت: الطريق الأولى فيها أن كثير بن قيس رواه عن يزيد بن سمرة وفي الطريق الأخرى عكسه يعني أن يزيد بن سمرة رواه عن كثير بن قيس
وفي الطريق الأولى رواه الأوزاعي عن كثير بن قيس وأسقط عبد السلام بن سُلَيْم
وفي الثانية رواه الأوزاعي عن عبد السلام بن سليم عن كثير بن قيس.
فهذا اضطراب يدل على أن الأوزاعي لم يضبط هذه الرواية هو أو من تحته قال ابن عبد البر: "عَلَى أَنِّي أَقُولُ: إِنَّ الْأَوْزَاعِيَّ لَمْ يُقِمْهُ وَقَدْ خَلَّطَ فِيهِ"(14). لكن البخاري لم يجعله اضطرابا بل رجح إحدى الروايتين وهي الثانية وتبعه ابن حبان كما سبق.
الطريق الثانية- (عثمان بن أيمن عن أبي الدرداء)
رواه ابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال وثواب ذلك، قال ابن شاهين: حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الْجُرَشِيُّ ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَيْمَنَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ... فذكره
ضعيف: فيه عثمان بن أيمن مجهول، قال الهيثمي: فيه عثمان بن أيمن ولم أر من ذكره
الطريق الثالثة- (عثمان بن أبي سودة عن أبي الدرداء)
رواه أبو داود ت الأرنؤوط (5/ 486/ رقم3641/ ك. العلم، ب. الحث على طلب العلم) ط. الرسالة، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَزِيرِ الدِّمَشْقِيُّ (ثقة) حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ(15)(ثقة) قَالَ لَقِيتُ شَبِيبَ بْنَ شَيْبَةَ (شامي مجهول) فَحَدَّثَنِي بِهِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ (ثقة) عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ يَعْنِي عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمَعْنَاهُ
هكذا قال محمد بن الوزير الدمشقي (ثقة)...
وخالفه عمرو بن عثمان(16)(صدوق) فقال: عن الوليد (ثقة) عن شعيب بن رزيق (صدوق يخطيء) قال الحافظ في (تهذيب التهذيب 2/ 151): "وهو أشبه بالصواب".
إسناده ضعيف: فإن الوليد بن مسلم يدلس تدليس التسوية ولم يصرح بالتحديث وفي الرواية الأولى شبيب بن شيبة وهو مجهول. فكل طرقه مشحونة بالضعفاء والمجاهيل ولا تكاد تشد بعضها بعضا، والله أعلم.
ولفظ الترمذي: عَنْ قَيْسِ بْنِ كَثِيرٍ، قَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَهُوَ بِدِمَشْقَ فَقَالَ: مَا أَقْدَمَكَ يَا أَخِي؟ فَقَالَ: حَدِيثٌ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: أَمَا جِئْتَ لِحَاجَةٍ؟ قَالَ: لاَ، قَالَ: أَمَا قَدِمْتَ لِتِجَارَةٍ؟ قَالَ: لاَ، قَالَ: مَا جِئْتَ إِلاَّ فِي طَلَبِ هَذَا الحَدِيثِ؟ قَالَ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَبْتَغِي فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ العِلْمِ، وَإِنَّ العَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ حَتَّى الحِيتَانُ فِي الْمَاءِ، وَفَضْلُ العَالِمِ عَلَى العَابِدِ، كَفَضْلِ القَمَرِ عَلَى سَائِرِ الكَوَاكِبِ، إِنَّ العُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ، إِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا إِنَّمَا وَرَّثُوا العِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَ بِهِ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ».
______________________________ _______
(1) مغني المحتاج 1/ 85، والنجم الوهاج 1/ 185.
(2) المغني 1/ 98، والنجم الوهاج 1/ 197.
(3) البحر الزخار المعروف بمسند البزار 10/ 80 ت. عادل سعد ط. مكتبة العلوم والحكم المدينة المنورة.
(4) تهذيب التهذيب 3/ 464- 465.
(5) وسماه بعضهم جميل بن قيس كما في جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر 1/ 160 رقم (169) ت. أبي الأشبال الزهيري ط. دار ابن الجوزي بالسعودية، وتاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ت. العَمْرَوِي (50/ 47) ط. دار الفكر، من طريق غسان بن الربيع عن إسماعيل بن عياش عن عاصم بن رجاء بن حيوة عن جميل بن قيس بمعناها.هـ وقال أبو زرعة: إسماعيل بن عياش أعلم بهذا الحديث من أبي نعيم ورواه غسان بن الربيع عن إسماعيل بن عياش فأفسده (تاريخ دمشق 50/ 46)
قلت: رواه أبو نعيم الفضل بن دكين عن عاصم عمن حدثه ولم يسمِّ داود، رواه ابن عساكر. وقال ابن عبد البر: "وَمَنْ قَالَ: جَمِيلُ بْنُ قَيْسٍ فَقَدْ جَاءَ بِوَاضِحٍ مِنَ الْخَطَأِ، وَإِنَّمَا هُوَ دَاوُدُ بْنُ جَمِيلٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ هَذَا هُوَ الصَّوَابُ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ كُلُّ مَنْ قَوَّمَ إِسْنَادَهُ، وَجَوَّدَهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَغَيْرُهُ." جامع بيان العلم وفضله (1/ 162)
(6) انظر أيضا تاريخ دمشق لابن عساكر 50/ 47.
(7) قلت: ليس بمتصل لأنه رواه عن عاصم عن كثير بن قيس، والصواب عن عاصم عن داود بن جميل عن كثير بن قيس
(8) قال الترمذي: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ البَغْدَادِيُّ (صدوق)، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الوَاسِطِيُّ (ثقة ثبت)، قَالَ: حَدَّثَنَا عاصمَ بن رجاء بن حيوة (صدوق يهم) ، عَنْ قَيْسِ بْنِ كَثِيرٍ (ضعيف)، قَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَهُوَ بِدِمَشْقَ..
(9) قال ابن عساكر في تاريخ دمشق (50/ 48): "قال –أي الترمذي-: (الوليد بن جميل) وإنما هو داود بن جميل".
(10) الظاهر أنه بفتح الراء المهملة والهمزة، بعدها ألف لينة (رَأَى) من الرؤية، لا من الرأْي فيكون بسكون الهمزة بعدها ياء، فالمعنى أنه يُخْبِرُ عن البخاري (محمد بن إسماعيل) أنه يرى أن هذا الإسناد أصح، وأما لو جعلته من (الرأْي) لكان معناه أنه يرجح رأي محمد بن إسماعيل (البخاري) بأن هذا الإسناد أصح، وهذا يقتضي أن يكون قد ذكر آراء لبعض العلماء منهم البخاري ثم رجح رأي البخاري ولكنه لم يذكر أي رأي لأحد لا للبخاري ولا لغيره؛ فتعين حمل الكلام على ما ذكرتُ وإلا فإلى أي شيء يشير بكلمة: "هذا" وعلى هذا التأويل يكون (محمد بن إسماعيل) فاعل (رأى) و(هذا أصح) مفعول (رأى) فتأمل، والله أعلم
(11) عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري اشتبه بآخر وهو عبد الملك بن عبد الرحمن الشامي وقد فرق بينهما البخاري وابن أبي حاتم وتبعهما ابن حجر، وجعلهما الذهبي وغيره واحدا فعلى التفريق بينهما فالذماري صدوق والشامي كذاب، والذي يروي عن الأوزاعي ويروي عنه إبراهيم بن عرعرة هو الشامي الكذاب، قال ابن حبان: "كان ممن يسرق الحديث روى عنه إبراهيم بن محمد بن عرعرة" (لسان الميزان 5/ 267) ولكنه قال هنا (الذماري) فلعله زيادة من النساخ أو اشتبه على أحد الرواة أنهما واحد فقال: (الذماري) فراجعه، وعلى صحة كونه الذِّمَاري فقد بقيت فيه علل أخرى انظرها في صلب الكتاب.
(12) التاريخ الكبير 8/ 337، وشعب الإيمان للبيهقي 3/ 222 رقم (1574)
(13) الثقات لابن حبان 7/ 624 ط. دار المعارف الهندية
(14) جامع بيان العلم وفضله 1/ 170.
(15) هو الوليد بن مسلم (ثقة)
(16) هو عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار القرشي مولاهم أبو حفص الحمصي.