الأهمية المعنوية في آية قرآنية
اجتماع الكلمات الغريبة
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في قوله تعالى:"*قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين* حيث قال تعالى:"تالله" فجاء بالتاء وهي أغرب الكلمات الدالة على القسم ،وجاء معها بـ"تفتأ" وهي أغرب الكلمات الدالة على الاستمرارية ،وجاء معهما بـ"حرضا" وهي كلمة غريبة دالة على المرض الشديد المؤدي إلى الهلاك ،وذلك بحسب الأهمية المعنوية بين أجزاء الآية الكريمة، كما قال تعالى"حرضا" فجاء بالمصدر وليس حارضا ،وذلك بحسب الأهمية المعنوية من أجل المبالغة ،حيث يتحول الشخص إلى المرض نفسه ،فهو المرض بعينه ،مثلما قال تعالى:"*وجاءوا على قميصه بدم كذب" فالدم هو الكذب بعينه من أجل المبالغة ،وفي قوله تعالى:"حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين"رتبة بلاغية من الخاص إلى العام ،فالمرض يتقدم على الموت بالأهمية والزمن والطبع والسبب .
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ، وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز معنى التراكيب ونظمها وإعرابها ،وباختصار: الإنسان يتحدث تحت رعاية الأهمية المعنوية وعلامات أمن اللبس، ويكفي المتكلم أن يقول كلاما مفهوما بعيدا عن اللبس والتناقض .