بارك الله في جميع الإخوة ووفَّقني وإياهم لما يُحبُّه ويرضاه
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحفيشي
أفهم من ذلك أنك توافقني أن عمر تفرد به؟؟؟؟ خلافا للأخ البيضاوي....سواء كان ثقة أم لا ..هذا ليس نقاشي الآن....
الأخ الحفيشي -وفَّقه الله- :
أين قُلتُ أن هناك من تابع عمر بن سليمان ؟!
أنتَ تقول: ((
تفرد عمر بهذة الزيادة عن غيره من الرواه يجعل الأمر فيه نسبه الوهم كبيرة...هل سمع هذة الزيادة لوحده عمر ونسيها جل الرواه))
ولا يقول هذا الكلام إلا أحد رجلين:
1- من جمع جميع طرق حديث زيد -رضي الله عنه- ونظر فيها فوجد أن عمر قد تفرد بهذا عن عبد الرحمن بن ابان عن ابان (فإن كنت كذلك فأتحفنا بهذه الطرق حتى نُسلِّم لك ونُدعن لحكمك)
2- مُجازف لا يدري ما يخرج من رأسه (وإني أعيذك أن تكون كذلك)
فإن كانت لك من حُجَّة فأتنا بها
ثُمّ تَقول: ((
سق لنا فقط إسناد عمر بن سليمان لهذة القصة ولو كانت مقطعة كما تقول))
قال الإمام أحمد [الزهد ص98 ح:181] :
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ مِنْ وَلَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِيهِ:
((أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ مَرْوَانَ نَحْوًا مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ ، فَقُلْنَا : مَا بَعَثَ إِلَيْهِ هَذِهِ السَّاعَةَ إِلاَّ لِشَيْءٍ سَأَلَهُ عَنْهُ ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَسَأَلْتُهُ ، فَقَالَ : أَجَلْ ؛ سَأَلْنَا عَنْ
أَشْيَاءَ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : "
نَضَّرَ اللَّهُ امْرَءًا سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ غَيْرَهُ ؛ فَإِنَّهُ رُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ ، ثَلاَثُ خِصَالٍ لاَ يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُسْلِمٍ أَبَدًا : إِخْلاَصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَمُنَاصَحَةُ وُلاَةِ الأَمْرِ ، وَلُزُومُ الْجَمَاعَةِ ؛ فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحُيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ"
وَقَالَ :
مَنْ كَانَ هَمُّهُ الآخِرَةَ جَمَعَ اللَّهُ لَهُ شَمْلَهُ ، وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ ، وَمَنْ كَانَ هِمَّتُهُ وَنِيَّتُهُ لِلدُّنْيَا فَرَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ ، وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ مَا كُتِبَ لَهُ"
وَسَأَلَنَا عَنِ الصَّلاَةِ الْوُسْطَى ؛ وَ
هِيَ الظُّهْرُ)) اهـ
فبَيِّنٌ لكُلِّ ذي عَيْنَيْن أن هذه القصة تضمَّنت أكثر من حديث
وقد رواها مقطَّعة بعض الأئمة كابن ابي عاصم [الزُّهد ص79 ح:163] من طريق يحيى
وابن ماجه [السنن ح:4105] (واللفظ له) من طريق غُندر
كلاهُما عن شعبة عن عمر بن سليمان ، قال : سمعت عبد الرحمن بن أبان بن عثمان بن عفان ، يحدث عن أبيه ، قال:
((خرج زيد بن ثابت من عند مروان بنصف النهار، قلت: ما بعث إليه هذه الساعة إلا لشيء يسأل عنه ، فسألته ، فقال: سألنا عن أشياء سمعناها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "
من كانت الدنيا همه ، فرق الله عليه أمره ، وجعل فقره بين عينيه ، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له ، ومن كانت الآخرة نيته ، جمع الله له أمره ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة" )) اهـ . فتأمَّل ...
قلتَ: ((...
أليس ذكرت بإسناد واحد أم بأسانيد متعددة...فقط هذا ما أريده...حتى تعلم أخي أنه لا إسناد لعمر في حديث زيد إلا سند واحد فقط لا غير وإن رويت مقطعة..فالعبرة بالسند أخي بورك فيك لا المتن))
نحن نعلم بأنَّه لا إسناد لعمر بن سليمان في حديث زيد إلا إسناد واحد، والعبرة ليست بالسَّند وحده، ولو نظرت في دواوين السنة لوجدت غيرما حديث لا يُروى إلا بإسناد واحد تجد الأئمة يقطِّعونه ويُخرجون منه محلّ الشاهد، هذا في الحديث الواحد ، فكيف بقصة تضمَّنت عدة أحاديث ؟!
والله أعلم