خَاتِمَةٌ :
فِي وُجُوبِ التَّمَسُّكِ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ، وَالرُّجُوعِ عِنْدَ الِاخْتِلَافِ إِلَيْهِمَا ، فَمَا خَالَفَهُمَا فَهُوَ رَدٌّ .
277 ـ شَرْطُ قَبُولِ السَّعْيِ أَنْ يَجْتَمِعَا ... فِيهِ إِصَابَةٌ وَإِخْلَاصٌ مَعَا
278 ـ لِلَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ لَا سِوَاهُ ... مُوَافِقَ الشَّرْعَ الَّذِي ارْتَضَاهُ
279 ـ وَكُلُّ مَا خَالَفَ لِلْوَحْيَيْنِ ... فَإِنَّهُ رَدٌّ بِغَيْرِ مَيْنِ
280 ـ وَكُلُّ مَا فِيهِ الْخِلَافُ نُصِبَا ... فَرَدُّهُ إِلَيْهِمَا قَدْ وَجَبَا
281 ـ فَالدِّينُ إِنَّمَا أَتَى بِالنَّقْلِ ... لَيْسَ بِالَاوْهَامِ وَحَدْسِ الْعَقْلِ
282 ـ ثُمَّ إِلَى هُنَا قَدِ انْتَهَيْتُ ... وَتَمَّ مَا بِجَمْعِهِ عُنِيتُ
283 ـ سَمَّيْتُهُ بِسُلَّمِ الْوُصُولِ ... إِلَى سَمَا مَبَاحِثِ الْأُصُولِ
284 ـ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى انْتِهَائِي ... كَمَا حَمِدْتُ اللَّهَ فِي ابْتِدَائِي
285 ـ أَسْأَلُهُ مَغْفِرَةَ الذُّنُوبِ ... جَمِيعِهَا وَالسَّتْرَ لِلْعُيُوبِ
286 ـ ثُمَّ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَبَدَا ... تَغْشَى الرَّسُولَ الْمُصْطَفَى مُحَمَّدَا
287 ـ ثُمَّ جَمِيعَ صَحْبِهِ وَالْآلِ ... السَّادَةِ الْأَئِمَّةِ الْأَبْدَالِ
288 ـ تَدُومُ سَرْمَدًا بِلَا نَفَادِ ... مَا جَرَتِ الْأَقْلَامُ بِالْمِدَادِ
289 ـ ثُمَّ الدُّعَا وَصِيَّةُ الْقُرَّاءِ ... جَمِيعِهِمْ مِنْ غَيْرِ مَا اسْتِثْنَاءِ
290 ـ أَبْيَاتُهَا (يُسْرٌ) بِعَدِّ الْجُمَّلِ ... تَأْرِيخُهَا (الْغُفْرَانُ) فَافْهَمْ وَادْعُ لِي
تَمَّتْ وَبِالْخَيْرِ عَمَّتْ
تنبيهاتٌ :
أ ـ قولُهُ :
279 ـ وَكُلُّ مَا خَالَفَ لِلْوَحْيَيْنِ ... فَإِنَّهُ رَدٌّ بِغَيْرِ مَيْنِ
ضبطَ بعضُهُمْ البيْتَ هَكذا :
279 ـ وَكُلُّ مَا خَالَفَ الْوَحْيَيْنِ ... فَإِنَّهُ رَدٌّ بِغَيْرِ مَيْنِ
وهُو بهذه الصورةِ يكونُ غيرَ موزونٍ ، فلا بدَّ إذنْ من وجودِ اللَّامِ التي حذفُوها ؛ ليستقيمَ الوزنُ ، ولوْ قالَ ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ :
279 ـ وَكُلُّ مَا يُخَالَفُ الْوَحْيَيْنِ ... فَإِنَّهُ رَدٌّ بِغَيْرِ مَيْنِ
لكانَ أفْضَلَ معَ استقامةِ الوزنِ ، والله أعلمُ .
ب ـ قوله :
281 ـ فَالدِّينُ إِنَّمَا أَتَى بِالنَّقْلِ ... لَيْسَ بِالَاوْهَامِ وَحَدْسِ الْعَقْلِ
كلمةُ : ( الأوهام ) تُقرأُ بنقلِ حركةِ الهمزةِ إلى اللَّامِ الساكنةِ قبلَها ، وإسْقَاطِ الهمزةِ ، أيْ بالنقلِ المعرُوفِ عندَ الْقُرَّاءِ
ج ـ قولُهُ :
282 ـ ثُمَّ إِلَى هُنَا قَدِ انْتَهَيْتُ ... وَتَمَّ مَا بِجَمْعِهِ عُنِيتُ
الرِّدْفُ في الشَّطْرِ الْأَوَّلِ ( الياء ) حرفُ لينٍ ، بينما هُو في الشطر الثاني حرفُ مدٍّ ، وهذا عندي معيبٌ ، وإنْ كانَ جائِزًا لِلْمُولدينَ ، ولوْ أنَّه ـ رحمه الله ـ قال :
282 ـ ثُمَّ إِلَى هُنَا قَدِ انْتَهَيْتُ ... وَتَمَّ مَا بِجَمْعِهِ اعْتَنَيْتُ
لَسَلِمَ منْ هَذا .
د ـ قَوْلُهُ :
285 ـ أَسْأَلُهُ مَغْفِرَةَ الذُّنُوبِ ... جَمِيعِهَا وَالسَّتْرَ لِلْعُيُوبِ
كلمةُ ( السَّتر) في البيْتِ ضبطُتُها بفتحِ السِّينِ مَصْدَرًا لِلْفِعلِ : سَتَرَ أيْ : أسألُهُ أنْ يَسْترَ عليَّ عُيوبي ، ويجوزُ أَنْ تُضْبَطَ بالْكَسْرِ : السِّتْر .
ه ـ كَلِمَةُ : ( جميع ) في قولِهِ :
287 ـ ثُمَّ جَمِيعَ صَحْبِهِ وَالْآلِ ... السَّادَةِ الْأَئِمَّةِ الْأَبْدَالِ
معْطُوفةٌ عَلى كَلِمَةِ : ( الرسول ) في البيْتِ السَّابقِ ؛ فهِيَ منْصُوبةٌ .
و ـ قولُهُ :
289 ـ ثُمَّ الدُّعَا وَصِيَّةُ الْقُرَّاءِ ... جَمِيعِهِمْ مِنْ غَيْرِ مَا اسْتِثْنَاءِ
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ .
ز ـ قوله :
290 ـ أَبْيَاتُهَا (يُسْرٌ) بِعَدِّ الْجُمَّلِ ... تَأْرِيخُهَا (الْغُفْرَانُ) فَافْهَمْ وَادْعُ لِي
الْيَاءُ في حسابِ الجمَّل بعشرةٍ ، والسينُ بستين ، والرَّاءُ بمائتين فيكونُ عددُ الأبياتِ مائتينِ وسبْعِينَ ، لكِنِ الأبيَاتُ بَلَغَتْ بالْعَدِّ مائتينِ وتِسْعِينَ ، فهَلَ أخْطأَ الشيخُ ؟ لا ؛ لأنَّ الشَّيخَ أخرَجَ مِنْ عدِّهِ المقدِّمةَ والخاتمةَ ، واقتصرَ على عدِّ الأبياتِ التي فيها المسَائِلُ والأحْكامُ ؛ وَلهذا جَاءَ في رِوايةٍ أخْرَى لهذا البيتِ :
290 ـ أَبْيَاتُهَا الْمَقْصُودُ (يُسْرٌ ) فَاعْقِلِ ... تَأْرِيخُهَا (الْغُفْرَانُ) فَافْهَمْ وَادْعُ لِي
يقولُ الشَّيخُ في الشَّرْحِ : ( المقْصُودُ ) الذي فيهِ الأحْكَامُ وَالمسَائِلُ
هَذا وَاللهُ أعلمُ .