أخي فارس...
أما( صحيح تفسير ابن كثير ) للشيخ مصطفى العدوي ـ حفظه الله ـ
فلم أره.
ولا أظن أن التفسر بحاجة إلى مثل هذا الصنيع, بل إن رغبت في القراءة فاقرء من الأصل, وابن كثير يتكلم على الاسانيد, ويصحح ويضعف.
أما المستطرف:
فهو كتاب أدبي حوى الغث والسمين.
وفيه كثير من الألفاظ النابية والتي لاتليق.
وكما أفتت اللجنة الدائمة: بأن الأولى الانصراف عنه إلى ماهو أولى منه.
وقالت:
وكتاب (المستطرف) لا يجوز الاعتماد عليه في أمور العلم والدين .
وعليه فعليك بكتب الأدب النظيفة_إن صحت التسمية_ مثل: كتب محمود شاكر وقصص العرب وغيرها.
وكتب الأدب لايسئل كثيرا عن طبعاتها, لأنه لايعتمد عليها فخذ ما يناسبك, كطبعة دار القلم في مجلد واحد.
ودمت موفقا.
فائدة: نص فتوى اللجنة:
الفتوى رقم ( 21469 )
س : يعتقد بعض هواة الخواتم والأحجار الكريمة مثل (العقيق اليماني ، والفيروزج الإيراني وغيرها) أن لها خاصية ، وأن لها أسرارا ومنافع ليست لغيرها من الأحجار الأخرى ، ويروجون لذلك دعايات ، ويستدلون بأحاديث ، والأقوال التي ذكرها
صاحب كتاب (المستطرف) ، وهي قول جعفر بن محمد ما افتقرت يد تختمت بخاتم فيروزج . وقولهم : قيل : الخواتم أربعة : الياقوت للتعطش ، والفيروزج للمال ، والعقيق للسنة ، والحديد الصيني للحرز وقيل للخوف . وذكر من خواص الفيروزج أن النظر فيه يجلو البصر ويقويه وينشط النفس ، ولا يصيب المتختم به آفة من قبل أو غرق . وقال جعفر الصادق : ما افتقرت يد تختمت بفيروزج .
أما خواص العقيق فإن التختم به وحمله يورث الحلم والأناة وتصويب الرأي ويسر النفس ، ويكسب حامله وقارا وحسن خلق ، ويسكن الحدة عند الخصومة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من تختم بالعقيق لم يزل في بركة ) . انتهى بتصرف .
وهذه الأحاديث والأقوال تصور من هذا الكتاب وتوزع ، ولما رأيت ذلك وسألت عنه قالوا : هذه أسرار وعندما ناقشتهم وقلت لهم : إن هذه الأحجار ليست أفضل من الحجر الأسود في الكعبة فيما أعلم ، « وقد قال عمر بن الخطاب : إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك » (1) . قالوا : إن الله جعل فيها من الخاصية ، والتجربة أكبر دليل . وقد ذكروا بعض القصص ، منها : أنه كان يوجد عند رجل خاتم
إذا لبسه الشخص وجامع لم ينزل حتى ينزعه من يده ، حيث كان يستعيره العريس ليلة زواجه . ومنها : أن رجلا ذهب إلى حلاق ليحلق رأسه فلم يستطع أن يحلقه ، فسأله الحلاق عن السبب أخرج خاتما من كمره وأبعده ثم حلقه بعد ذلك . وغير هذه الحكايات كثير والله المستعان .
والسؤال يا سماحة الشيخ : هل يصح في هذا الباب حديث صحيح أو قول يعول عليه في هذه المسألة ، وهل ما ورد في هذا الكتاب صحيح يحتج به ، وهل لهذه الأحجار ميزات تميزها على غيرها ؟ أفيدونا أفادكم الله .
ج : لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث في فضل الخواتم والأحجار المذكورة ولا في خواصها ، فلا يجوز أن ينسب للنبي صلى الله عليه وسلم ما لم يقله ، وقد ثبت أنه قال : « من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار » (1) . كما لا يجوز أن يعتقد الإنسان في تلك الخواتم فضلا ، ولا يجوز تصديق ما ينسج حولها من قصص وخرافات . وكتاب (المستطرف) لا يجوز الاعتماد عليه في أمور العلم والدين .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ.
ـــــــــ
(1) صحيح البخاري الحج (1597) ، صحيح مسلم الحج (1270) ، سنن النسائي مناسك الحج (2938) ، سنن أبي داود المناسك (1873) ، سنن ابن ماجه المناسك (2943) ، مسند أحمد (1/54) ، موطأ مالك الحج (824).
(2) صحيح البخاري الأدب (6197) ، مسند أحمد (2/519) ، سنن الدارمي المقدمة (593).