بسم الله الرحمن الرحيم
هذا موضوع أكتبه على فترات متقاربة ، لأسجِّل فيه كل شاردة وواردة ، مما وقع لي قديما وحديثا أثناء المطالعة ، وما اقتنصتْه شباك أفكاري من أودية فنون تلك المعارف الساطعة ، وجعلته على غرار ( بدائع الفوائد ) للشمس ابن القيم ، و( الفنون ) لابن عقيل الحنبلي ، و( الكشول ) و( المخلاة ) كلاهما للبهاء العاملي ، و( جؤنة العطار ) لأبي الفيض الغماري ، وما جرى مجرى هاتيك المؤلفات ، وكان على طراز تلكم المصنفات ، وقد قسَّمته أقساما ، وجعلتُ لرءوس مواضيعه أعلاما ، ومداخل يتطرَّق بها المتصفِّح إلى المجمل من أطرافه والمفصَّل ، وسبيلا يهتدي به الطالب لأبوابه ويتوصَّل ...
وهي ذي : [ ( غريبة ) و ( عجيبة ) ( نادرة ) و ( لطيفة ) و ( فائدة ) و( عبرة ) و ( داهية ) و ( عاصمة ) و ( قاصمة ) و ( طريفة ) و ( مُضْحِكة ) و ( مُبْكِتة ) و ( موعظة ) .... ...... ]
ولستُ في هذا الموضوع بحمالة حطب !! ولاخائضا- فيما أُورد- بحور الجزاف والعطب !! بل ننقد ما ننقل ، ونتثبَّت فيما نعمل ، وننْسبُ كل قول إلى قائله ، ونعزو كل حرف إلى لافظه ، مع التحري في كل ذلك ، و النَّصَفَة بين الغرماء فيما هنالك ....
وقد عزمتُ على كل من يريد أن يغترف من سواقي تلك الأنهار ، أو يحصِّل ما شاء من بديعات ما أسطره من أخبار : أن يشُيد بالمصدر الذي نهل منه ، ويرفع رأسا لهذا النهر الذي صدر عنه ، إنْ هو احتاج إلى هذا في بعض الأوقات ، أو اضطر للنقل منه مرة أو مرات ، فيقول مثلا : ( نقلتُ كذا بواسطة كذا ؟ ) فإن من بركة العلم أن يُنسب إلى أهله ، وعدم شكرانه التفريط فيه والقعود عن دَرَكه !!
ونسأل الله الثبات حتى الممات ، ومزيدا من الأعمال الباقيات الصالحات ، فإنه بكل جميل كفيل ، وهو حسبنا ونعم الوكيل ..... وهذا آوان الشروع في المراد ......