- قومي إلى إفطارك وأهل بيتك سعيدة بخدمتهم ، مستشعرة عظيم الأجر في كل حركة وسكنة ... لا تنسي هدي محمد صلى الله عليه وسلم في ذلك ... أدخلي في الوجبة الحبة السوداء ( سبعاً أو خمساً لكل فرد ) وحببي في اللبن وادعي الله أن يبارك لكم فيه ويزيدكم منه ، وليكن مع أطايب الطعام عسلا يتقوى به على مشاغل الحياة ويستشفى به من المرض ، ويتشبه في حبه بمحمد صلى الله عليه وسلم ( كان يعجبه الحلواء والعسل ) .
- لا تستغني عن شربة من ماء زمزم لو وجدت فهي طعام طعم وشفاء سقم .
- ابذلي ولو ريالاً ابتغاء لرضا ربك ، وتزكية لنفسك وإعانة لإخوانك وبركة لمالك .. فهناك من ينادي هذه اللحظة اللهم أعط منفقاً خلفاً .
- ثقي أنك في حفظ الله ، وفي رعاية الله ما دمت على منهج الله ...ولن يزال عليك من الله حافظ .. وإن أصابتك ضراء أو سراء فبرحمة الله وعلمه بما يصلحك ، فاستقبلي الضراء بالصبر ، واستقبلي السراء بالشكر ... وثقي برحمة الله تحوطك ، وعنايته تكلؤك وتدفع عنك ما أهمك من أمر الدنيا والآخرة .
- مارسي مسؤولياتك داخل البيت أو خارجه مراعية الأمانة، مستحضرة رضا ربك في كل خطوة . وإن وجدت فرصة فاغتنمي ركعتي الضحى ، وليكن لسانك دائماً رطب بذكر الله ..
- احرصي على إعداد ( أو الإشراف على إعداد ) وجبات الطعام بمعايير صحية صحيحة وانتقي من بين الأطايب ما يناسب صحتك وأهل بيتك مسترشدة بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤدبة أسرتك بآداب الطعام والشراب المستقاة من مشكاة النبوة ... وتذكري أن التربية مسؤولية تحتاج إلى جهدك ومتابعتك وأنت تحتاجين إلى عون ربك وتسديده وتوفيقه فتضرعي فالله قريب منك .. مجيب لدعوتك .
- نظمي وقتك على أوقات الصلاة واستشعري فيها جميعها لذة المناجاة ...فأنت على الحقيقة تقفين بين يدي الله . واحرصي على السنن الراتبة لتسد ما قد يكون في صلاتك من خلل ، وتجبر ما قد يكون فيها من غفلة .
- اقرئي جزءً من كتاب الله بتدبر ، عالجي به مشاكلك واستشفي به لأدوائك وعطري بشذاه بيتك واعمري بمعانيه قلبك ...
- تذكري في كل يومك أنك عضو في جسد واحد ... استشعري واقع إخوانك المسلمين في كل مكان عيشي معهم بقلبك .. ولا تنسيهم من دعائك ... وليكن لنصرتهم وتفريج كربهم حظ في مالك ..
- خلال يومك ... أحيي في نفسك التأمل والتفكر على هدى السلف .. تأملي آي الذكر .. تأملي قصص السيرة ... تأملي المخلوقات... تأملي السحب ...تأملي الشجر ... وسبحي الخالق لتتحرك في قلبك محبته ، وتُستحضر معرفته ... ولا تسألي بعدها عن أفراح الروح ، وأنس القلب ..
- وعندما ينتهي يومك الحافل بالخيرات تذكري : من بات كالاً من عمل يده بات مغفوراً له .. ابتسمي وقولي : الحمد لله الذي هداني للإسلام وما كنت لأهتدي لولا أن هداني الله .
- اضطجعي على جنبك الأيمن ... وتذكري أحداث يومك .. ما كان فيه من خير فاحمدي الله وما كان فيه من شر فاستغفري الله عليه ، واسألي مقلب القلوب أن يثبت قلبك على دينه ، واعزمي على أن تكوني في الغد أفضل ..
- اغمري قلبك بالصفاء والتسامح لكل مسلم " اللهم إني وهبت نفسي وعرضي لك ...عفوت عمن ظلمني "
وهكذا في كل يوم ابدئي بداية جديدة بهمة عالية وعزيمة وقادة ، وأديمي النظر في سير السلف - رضوان الله عليهم - فهي من أعظم أسباب النشاط والأنس ... إنك إن فعلت هذا عشت حياتك على هدى الإسلام ، ممتنة للملك العلام ، مقتفية بخير الأنام ، مستغنية بنعمة الله عليك عن فتات موائد اللئام . ووالله لن تكوني -وأنت على هذا المنهج- بحاجة إلى وصفات غربية وفلسفات شرقية ووجبات ماكروبيوتيكية ، ودعاوى الطاقة الكونية .. ولا إلى تنويم واسترخاء أهل البرمجة اللغوية ...
فوالله إنهم لا يملكون مثل هذه المنهجية ، ولا مثل هذه الخطوات التي تقود برحمة الله إلى السعادة الأبدية ،
قال شيخ الإسلام : من أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية .
وعندها ستكونين كما بين الحبيب صلى الله عليه وسلم مميزة مع سائر المؤمنين الذين يتميزون عن غيرهم
في دنياهم وأخراهم وفي منهجهم وطريقتهم فقد قال صلى الله عليه وسلم )) هل تدرون ؟ ما أنتم في الناس إلا كالشامة في صدر البعير)).
7/ 4 / 1424هـ
تم نشر الموضوع في مجلة المنار في العدد 71 شهر جمادى الآخر 1424هـ
ونشر كمطوية من دار القاسم للطباعة والنشر