تقديم
فضيلة الشيخ أبو عبد الرحمن
عادل بن يوسف العزازي
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } [ آل عمران: 102].
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } [النساء: 1].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [ الأحزاب: 70، 71].
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالة في النار.
وبعد:
فقد كنتُ ذكرتُ في إحدى المجالس في ثَنايا شرحي لحديث: «ثَلاثَةٌ يُؤتَون أَجرُهم مرتين: الرَّجُلُ تكون له الأمَةُ فَيُعَلِّمُهَا فَيُحْسِنُ تَعْلِيمَهَا، ويَؤَدَّبُهَا فَيُحْسِنث أدَبَها، ثم يُعْتِقُها فَيتزَوَّجها، فله أجران، ومُؤْمِنُ أَهْلِ الكِتابِ الذي كان مُؤمِنًا، ثُمَّ آمَنَ بالنَّبي صلى الله عليه وسلم فله أجْرَان، والعَبْدُ الذي يُؤدِّي حَقَّ اللهِ ويَنْصَحُ لِسَيِّدِهِ»
من صحيح البخاري، فذكرتُ بعض من يؤتون أجرين غير هؤلاء الثلاثة، وألمحتُ: لو أن أحدًا تتبع هذا الجمع شيئًا كثيرًا، فنشط لذلك الأخ الفاضل/ محمد بن عبد المنعم، حيث جمع مادة هذه الترجمة، وذكر الصحيح والضعيف مع بيان لبعض الفوائد والتقسيمات النافعة.
وهو بذل طيب وعمل مشكور، أرجو الله أن يكون بداية لأعمال أخرى ينفع بها الإسلام والمسلمين، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وصل الله وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه
أبو عبد الرحمن
عادل بن يوسف العزازي
7 جمادى أول 1431 هجريًّا
24/4/2010
مقدمة المؤلف
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } [ آل عمران: 102].
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } [النساء: 1].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [ الأحزاب: 70، 71].أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد r وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار([1]).
وبعد:
فإن من فَضل الله ومَنِّه وكرمه علينا أنه جعل علىٰ العمل القليل الأجر الكثير، ولكن بشرط أن يكون لله خالصًا، وعلىٰ منهج سيد البشر محمد r، ومما يدل علىٰ ذلك أخي الكريم، أن الخوارج علىٰ ما هم عليه من اجتهاد في العبادة، إلا أن النبي r قال فيهم: «يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ» لماذا؟ هل تأملت هذا السؤال؟! لأنهم عبدوا الله علىٰ غير منهج النبي r، تأمل أيضًا أن النبي r يخاطب من؟ إنه يخاطب الصحابة، وهم أفضل البشر بعد الأنبياء، وهو يقول في وصفهم (أي الخوارج): «يأتي من بعدكم أقوام تَحْقِرُونَ صَلَاتَكُمْ مَعَ صَلَاتِهِمْ، وَصِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ»([2])وفيهم (أي الصحابة) من صلىٰ الوتر بالقرآن كله، كما ثبت عن عثمان بن عفان t، وثبت عن عبد الله بن عمرو أنه كان يصوم يومًا ويفطر يومًا؛ فدل ذلك علىٰ أن الأعمال ليست بالكثرة، وإنما هي بالإخلاص والمتابعة.
فإليك أخي الحبيب نموذجٌ يدل علىٰ ذلك وهو: أن الأعمال تتضاعف بالإخلاص والمتابعة، فهذه مجموعة من الأحاديث فيمن لهم أجران إذا قاموا بهذه الأعمال، وقد قسمتُ هذا البحث إلي قسمين:
الأول: ما ثبت في القرآن والسنة الصحيحة مع بعض الشروح والفوائد.
الثاني: ما جاء في أحاديث ضعيفة مع بيان علتها وذكر كلام أهل العلم فيها.
وقدمت له بمقدمة عن تفضيل بعض الأشياء والأعمال بعضها علىٰ بعض بعنوان: (سبحانه يَخْلُق ما يشاءُ ويختار).
وقد نشطتُ لهذا البحث عندما طلب شيخي الحبيب عادل بن يوسف العزازي في أحد دروسه في شرح كتابه ((بلوغ الأماني في تهذيب فتح الباري)) بمسجد عماد الإسلام بالعتبة أن يبحث أحد الحضور في الأحاديث الواردة فيمن يؤتون أجرهم مرتين.
وقد سَميته ((تنبيه الهُمَام فيمن لهم أجران)) ليكون عونًا لأصحاب الهمم في نيل الدرجات العالية سائلًا الله U أن يجعله خالصًا، وأن ينفعني به يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتىٰ الله بقلب سليم([3]).
انتهيت منه في يوم الجمعة
بعد العشاء
10من ربيع الآخر 1431هـجريًّا
27/3/2010.
أبو البراء محمد بن عبد المنعم آل عِلاوة
أبو رجوان قبلي- بدرشين- جيزة
([1]) خطبة الحاجة، وقد وردت من طرق عن ثمانية من الصحابة y، وجمع هذه الطرق العلامة الألباني في رسالة مفيدة.
([2]) (متفق عليه) من حديث أبي سعيد الخدري: البخاري (5058)، ومسلم (1064).
([3]) قد اطلعت علىٰ رسالة للإمام السيوطي في هذا الموضوع تحت عنوان ((مطلع البدرين فيمن يؤتىٰ أجره مرتين)) ولكنها اشتملت علىٰ أحاديث ضعيفة، وفاته فيها كثيرٌ من الأحاديث، وكما: يقال كم ترك الأول للآخر، وليس هذا من باب التعالي علىٰ أهل العلم في شيء، فقد أعجبني ما قاله الشيخ أبو إسحاق الحويني – حفظه الله- في مقدمة كتابه ((النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة)) حيث قال: فلا يقعن في روع أحد أن ذلك هو من الحط عليهم، وعدم ذكرهم بالجميل، فضلًا عن أن يكون اغتيابا لهم، وكان يقال: اعف عن ذي قبر! فإنا نبرأ إلىٰ الله العظيم من ذلك، وكيف يكون تعقبنا لكبراء شيوخنا وعلماء سلفنا هو من الطعن عليهم... وبهم ذكرنا، وبشعاع ضيائهم تبصرنا، وبإقفاء واضح رسومهم تميزنا، وبسلوك سبيلهم عن الهمج تحيزنا، وما مثلنا إلا كما ذكر أبو عمرو بن العلاء قال: ما نحن فيمن مضىٰ إلا كبقلٍفي أصول نخل طوال... من مقدمة ((موضح الأوهام)) للخطيب 1/5. بل من أمعن النظر، وأعمل الفكر وجد أن بيان ما أهملوا، وتسديد ما أغفلوا هو غاية الإحسان إليهم، فإن هؤلاء الأئمة يوم وضعوا الكتب أو تكلموا في العلم إنما كانوا يريدون بيان وجه الحق، فإذا أخطأ الواحد منهم كان هذا نقيض ما أحب وقصد، فالتنبيه علىٰ خطئه من أجل إعادة الأمر إلىٰ قصده ومحبوبهواجب علىٰ كل من له حق عليه؛ إذ لم يكن أحد من هؤلاء الأئمة معصومًا من الزلل، وآمنًا من مقارفة الخطل، وإن كان ما يتعقب به عليهم لا يساوي شيئًا في جنب ما أخروه من صواب، فشكر الله مسعاهم، وجعل الجنة مأواهم، وألحقنا بهم بواسع إحسانه ومَنِّهِ. وحسبنا أن نسوق علىٰ كل مسألة دليلها العملي، حتىٰ لا نُرمىٰ بسوء القصد، أو شهوة النقد. وإني علىٰ يقين من وقوع الخطأ في بعض ما أذكره. والسبب واضح لكون المرء غير معصوم، فإن كان السالفون مع علمهم وورعهم وقع منهم بعض الخطأ لهذه العلة، فنحن أحق بذلك منهم....