أخرج الحاكم في "المستدرك" (8538) عن سفيان الثوري قال: حَدَّثَنِي الْمَسْعُودِيُّ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «يُوشِكُ أَنْ تَطْلُبُوا فِي قُرَاكُمْ هَذِهِ طَسْتًا مِنْ مَاءٍ، فَلَا تَجِدُونَهُ يَنْزَوِي كُلُّ مَاءٍ إِلَى عُنْصُرِهِ، فَيَكُونُ فِي الشَّامِ بَقِيَّةُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَاءُ»
وخالفه يزيد بن هارون ، وأبو نُعيم ، وأبو داود الطيالسي ، والحسين بن حميد فأخرجوه عن المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن قَالَ: مُدَّ الْعِرَابُ عَلَى عَهْدِ عَبْدِ اللَّهِ فَكَرِهَ النَّاسُ ذَلِكَ قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ لَا تَكْرَهُوا مَدَّهُ فَإِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ يُلْمَسَ فِيهِ طَسْتٌ مِنْ مَاءٍ فَلَا يُوجَدُ، وَذَاكَ حِينَ يَرْجِعُ كُلُّ مَاءٍ *إِلَى *عُنْصُرِهِ، فَيَكُونُ الْمَاءُ وَبَقِيَّةُ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَئِذٍ بِالشَّامِ»
أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (32462) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (8857) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (1 /313-314) ، وابن العديم في "تاريخ حلب" (367/1) ، (511/1) ، وابن المنادى في "الملاحم" (ص295).
قلت: كل من الثوري ، وأبي نُعيم روى عن المسعودي قبل الإختلاط ، والله أعلم.
ورُوي من طريق الأعمش ، واختُلف عليه:
فرواه سفيان الثوري ، وأبو معاوية ، عنه ، عن القاسم بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن عبد الله بن مسعود قَالَ: شَكَوْا إِلَيْهِ الْفُرَاتَ وَقِلَّةَ الْمَاءِ فَقَالَ: ((يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ لَا تَجِدُونَ مِنْهُ طَسْتًا مِنْ مَاءٍ، وَيَرْجِعُ كُلُّ مَاءٍ *إِلَى *عُنْصُرِهِ، وَيَبْقَى الْمَاءُ وَالْمُؤْمِنُون َ بِالشَّامِ.))
أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (314/1) ، ونعيم بن حماد في "الفتن" (1830) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (305/2) ، وابن المنادى في "الملاحم" (ص296).
وخالفهما معمر بن راشد ، فرواه عنه ، عن القاسم بن عبد الرحمن قَالَ: شُكِيَ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ الْفُرَاتُ، فَقَالُوا: نَخَافُ أَنْ يَتَفَتَّقَ عَلَيْنَا، فَلَوْ أَرْسَلْتَ مَنْ يَسْكُرُه، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: ((لَا نَسْكُرُهُ فَوَاللهِ لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَوِ الْتَمَسْتُمْ فِيهِ مِلْءَ طَسْتٍ مِنْ مَاءٍ مَا وَجَدْتُمُوه، وَلَيَرْجِعَنَّ كُلُّ مَاءٍ *إِلَى *عُنْصرِهِ، وَيَكُونُ بَقِيَّةُ الْمَاءِ وَالْمُسْلِمُون َ بِالشَّامِ)).
أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (21856) ، ومعمر في "جامعه" (20779) ، ومن طريقه الطبراني في "المعجم الكبير" (8856).
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (330/7): ((رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ، إِلَّا أَنَّ الْقَاسِمَ لَمْ يُدْرِكِ ابْنَ مَسْعُودٍ)).
قلت: والراجح قطعاً رواية الثوري وأبو معاوية المتصلة ، فإنهما من أثبت الناس في الأعمش ، والإسناد صحيح.
ونقل ابن عساكر عن أبي الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي قوله: ((ففي رواية الأعمش هذه ذكر قلة الماء في الفرات وفي رواية المسعودي ذكر كثرته فيه ثم إن الروايتين على الاتفاق أن الفرات يقل ماؤه قلة ضارة بالناس والله أعلم)).
والحديث أورده عبد الرزاق في باب ((المهدي))
وأورده معمر بن راشد في باب ((أشراط الساعة))
وأورده نعيم بن حماد في باب ((عَلَامَاتُ السَّاعَةِ بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا))
وأورده ابن عساكر في باب ((ما روي عن الأفاضل والأعلام من انحياز بقية المؤمنين في آخر الزمان إلى الشام))
وأورده الهيثمي في باب ((أَمَارَاتِ السَّاعَةِ))
والله أعلم.