عجبا لبلواي، التي تُلهب جواي، أُرْمَى بالتجاسر على الشيخ أحمد شاكر -رحمهالله- مع أني لم أتعرض لشخصه، و لا للتنقيص من علمه و فهمه و عقله، و كلهمنسوا أن تجاسري (لو صح) أهون من تساجر الشيخ أحمد شاكر -رحمه الله- علىمتن الكتاب و كلام مؤلفه، و لكنني لما كنتُ "نكرة" و أنتقد "العلم" بماهو حق، و أحكم على صنيعه -لا على شخصه-بما هو حق، وصموني بما أبرأ منه ، وهذه سبيل ضعاف طلبة العلم ، و لكنني أقول للواحدي (و من شاكله):
إن علتْعلى سني سنُّك، فإني عند المقارضة قرينك و قِرنُك، فخلِّ عنك تلك السبيل،و دونك النظر في "النظرات" لا تلفيق التهم، و أبِنْ أن "عبقرية" المحقق فيتلك المواطن أصابت الغرض، لا كما قلتُه متعقبا و "متجاسرا" بزعمك واتهامك،و إلا فعندي من تجاسرك فيما سلف من المشاركات ما يقطع عنك الكلام، و يثخن فيك الكِلام، و يسقيك من أكؤس الحِمام، و هاك موطن آخر يجلي لك مدى تجاسر المحقق -رحمه الله- على تغيير متن الكتاب و تحريفه:
الموطن السادس: قال المؤلف :"..،كقولك : (( هو كحنك الغراب في السواد))،.."
قال المحقق :" في المطبوعتين و المخطوطة : (( كحلك الغراب ))، وهو صواب ، لأن الحلك السواد.
و((الحنك)) منقار الغراب، و هو الأشهر في التشبيه، و سيأتي أيضا في الأسطر الآتية (( حلك الغراب)) فغيرتها جميعا."
قلت: هذا الموطن يجب أن يدرج في "عجائب و غرائب المحققين" ، أذَرُ حجة المحقق و أتحدث عما أراه غاب عنه هنا، و هو أن ((حلك الغراب)) يضرب به المثل في شدة السواد أو قل مشهور في التشبيه، إن لم أقل هو أشهر مما ادعاه المحقق، و هاك الدليل ، فقد قال صاحب "مختار الصحاح،89" [ط:دار الغد الجديد] في مادة (ح ل ك) :"...يقال: أسود مثل حلك الغراب، و هو سواده،.."
ولعل وجود هذه الصيغة من التشبيه في مثل هذا الكتاب ، يكفي في إثبات الشهرة و الذيوع و الشيوع لها.
و نأتي لحجة المحقق، و نتساءل: هل حقا تكفي شهرة ذاك الأسلوب في التشبيه للإغارة على متن الكتاب و كلام المؤلف؟؟؟ هل تكفي دليلا لتغيير تعبير المؤلف التي أجمعت عليها النسخ ؟؟
ماذا لو كان المؤلف يود النسج على غير المشهور و المألوف و المعهود، و إثبات عبقريته و ألمعيته بابتداع نهج مبتكر بديع ؟؟؟
و ما غاظني من "المحقق" قوله :" فغيرتها جميعا" ، يعني تغيير متن الكتاب و التسلط عليه ، أمر سهل و هين عنده ، مادام أن قريحته استجادت خلاف ما هو مثبت في المتن و إن كان صوابا،
نسأل الله تعالى العفو و الغفران لي و للمحقق..،