بسم الله الرحمن الرحيم
أخرج أبو يعلي (70) ، والبزار (6499) من طريق زَائِدَةُ بْنُ أَبِي الرُّقَادِ، حَدَّثَنِي زِيَادٌ النُّمَيْرِيُّ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ كَئِيبٌ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَالِي أَرَاكَ كَئِيبًا»؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَمٍّ لِيَ الْبَارِحَةَ فُلَانٍ، وَهُوَ يَكِيدُ بِنَفْسِهِ. قَالَ: «فَهَلَّا لَقَّنْتَهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؟» قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ، يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: «فَقَالَهَا؟» قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: «وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ». قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ هِيَ لِلْأَحْيَاءِ؟ قَالَ: «هِيَ أَهْدَمُ لِذُنُوبِهِمْ، هِيَ أَهْدَمُ لِذُنُوبِهِمْ»
قال البوصيري فى "الإتحاف" (427/2): رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَالْبَزَّارُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ زَائِدَةَ بْنِ أَبِي الرَّقَّادِ.
وقال الهيثيمي فى "مجمع الزوائد" (323/2): رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَالْبَزَّارُ، وَفِيهِ زَائِدَةُ بْنُ أَبِي الْوَقَّادِ، وَثَّقَهُ الْقَوَارِيرِيّ ُ وَضَعَّفَهُ الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ.
قلت: هذا إسناد ضعيف فيه علتان:
الأولى: ضعف زائدة بن أبي الرقاد ، قال البخارى والنسائي: منكر الحديث ، و قال أبو حاتم : يحدث عن زياد النميرى عن أنس أحاديث مرفوعة منكرة ، و لا ندرى
منه أو من زياد ، و لا أعلم روى عن غير زياد فكنا نعتبر بحديثه.
الثانية: ضعف شيخه زياد النميري ، قال ابن معين: ضعيف الحديث ، وفي رواية: فيه ضعف ، وضعفه أبو داود ، وقال ابن حبان: منكر الحديث ، يروى عن أنس اشياء لا تشبه حديث الثقات.
وأخرجه أبو يعلي كما فى "المطالب العالية" (772) ، من طريق فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ مَكْحُولٍ، قَالَ: مَرِضَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَتَاهُ أَصْحَابُهُ يَعُودُونَهُ، فَقَالَ: أَجْلِسُونِي. فَأَجْلَسُوهُ، فَقَالَ كَلِمَةٌ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، فقال: "مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ عِنْدَ الْمَوْتِ لَا إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، هَدَمَتْ مَا كَانَ قَبْلَهَا مِنَ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا، فَلَقِّنُوهَا مَوْتَاكُمْ". قَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ فكيف هي للأحياء. قال: أهدم وأهدم.
وهذا إسناد ضعيف جداً فيه ثلاث علل:
الأولى: ضعف الفرج بن فضالة ، قال الذهبي فى "الضعفاء": ضعفوه ، وقال ابن حجر فى "التقريب": ضعيف.
الثانية: اختلاط العلاء بن الحارث ، قال أبو داود كان يرى القدر وتغير عقله وقال محمد بن سعد كان أعلم أصحاب مكحول وكان يفتي حتى خولط
الثالثة: الانقطاع بين مكحول ومعاذ بن جبل ، قال أبو حاتم: سألت أبا مسهر هل سمع مكحول من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال: ما صح عندي إلا أنس بن مالك. انظر "جامع التحصيل" (ص285).
وأخرج عبد الرزاق فى "المصنف" (6048) من طريق مَعْمَرٍ، عَنْ أَبَانَ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: «لَقِّنُوا أَمْوَاتَكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَإِنَّهَا تَهْدِمُ الْخَطَايَا» فَقِيلَ لَهُ: كَيْفَ الْحَيُّ؟ قَالَ: «هِيَ أَهْدَمُ وَأَهْدَمُ»
وفى إسناده أبان بن أبي عياش متروك الحديث.
وأخرج أبو نعيم فى "معرفة الصحابة" (5488) من طريق مَحْفُوظُ بْنُ بَحْرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مَعْشَرٍ، ثنا أَبِي، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَخِيهِ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَإِنَّهَا تَهْدِمُ الْخَطَايَا كَمَا يَهْدِمُ السَّيْلُ الْبُنْيَانَ» ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ هِيَ لِلْأَحْيَاءِ؟ قَالَ: «هِيَ لِلْأَحْيَاءِ أَهْدَمُ وَأَهْدَمُ»
وهذا إسناد مسلسل بالعلل:
- محفوظ بن بحر ، قال ابن عدي: سَمِعْتُ أَبَا عَرُوبة يَقُولُ كَانَ محفوظ يكذب قيل يَا أرض أنا ، وقال: محفوظ لَهُ أحاديث يوصلها وغيره يرسلها وأحاديث يرفعها وغيره يوقفها على الثقات ، وقال ابن حبان فى "الثقات": مستقيم الحديث.
- نجيح بن عبد الرحمن السندى أبو معشر المدنى ، قال ابن حجر: ضعيف أسن و اختلط
- إبراهيم بن محمد بن عاصم ، قال الذهبي فى "ألميزان": مجهول، والخبر منكر في تلقين الموتى لا إله إلا الله.
وأخرج ابن أبي الدنيا فى "المحتضرين" (3) من طريق أَبي نَصْرٍ التَّمَّار، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عِنْدَ الْمَوْتِ هَدَمَتْ مَا قَبْلَهَا مِنَ الْخَطَايَا "، قَالُوا: كَيْفَ هِيَ فِي الْحَيَاةِ؟ قَالَ: " أَهْدَمُ، وَأَهْدَمُ "
وهذا إسناد صحيح ، وبه يصح الخبر.