السحرة والمشعوذون!!




عندما تخرج إحصائية سنوية دقيقة بأن عدد السحرة والعرافين والمشعوذين تجاوز الثلاثمائة متهم في بلد صغير، له دلالة على أن العمالة التي تصل البلاد لابد من أن تخضع لإجراءات معهم لتكفي الدولة شرهم وتقلل من إيذائهم، وتدل كذلك على ضعف الإيمان والمعتقد، وتدل على أهمية التوعية في كافة المجالات المتاحة.
فالسحر من الجرائم العظيمة والموبقات المهلكات ومن أنواع الكفر كما قال تعالى: {وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم}.
فلقد سحر لبيد بن الأعصم اليهودي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسحر جسده ولم يسحر عقله، فنزل جبريل عليه السلام بالمعوذات ورقية للنبي حتى برأه الله عز وجل وشفاه، وكذلك حفصة بنت عمر بن الخطاب سحرتها خادمة لها ثم بعد ذلك تم رقيتها، وطالب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إقامة حد السيف على كل ساحر وبعث برسائل إلى الولاة، فتم إقامة الحد على ثلاثة منهم.
السحر أنواع، فيها الفرقة: وهو الذي يفرقون به بين المرء وزوجه.
وسحر المحبة: أي يجعل أجساد البشر تحبه دون عقولهم وقلوبهم.
وسحر التخيل: {يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى}.
وسحر قد يكون بشرب النجاسات أو بشم أو بكتابة بعض الأرقام والطلاسم والشعوذات أو بأخذ الأثر مثل عرق الإنسان، أو قطعة من ثوبه ووضعها في أماكن يغلب عليهم أنها زوايا مهملة ولا يمكن أن يراها أحد.
وتعلم السحر محرم؛ لأن الله عز وجل ذكر أنه فتنه وكفر وحرم النبي صلى الله عليه وسلم تعلمه لأي غرض كان؛ لأن الشخص لا يمكن أن يتعلم السحر إلا بعد أن يكفر ويتقرب إلى الشيطان.
ويحرم الذهاب للسحرة والكهنة والعرافين للعلاج أو للعلم عن الغيب أو غيرها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر كفر بما أنزل على محمد»، وقال أيضاً: «من أتى كاهنا أو عرافا لم تقبل منه الصلاة أربعين يوماً».
ومن الناس من يذهب ليقتبس علما من النجوم، مثل الأبراج، ومثل ضرب الغيب، وفي الحديث: «من اقتبس شعبة من النجوم فقد أقتبس شعبة من الكفر».
فالساحر لا تقبل منه توبة على الصحيح، بل يقام عليه حد السيف، وقال الله عز وجل: {ولا يفلح الساحر حيث أتى}، وقال موسى عليه السلام: {ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين}.
فالوقاية والعلاج من السحر تكون بحسم الاعتقاد بالله عز وجل وحسن التوكل عليه وصيانة النفس بالأذكار والذكر، وكذلك المحافظة على الصلوات الخمس في المسجد وعدم الاضرار بالناس وكف الأذى والدعاء.
كذلك لشرب ماء زمزم وأكل سبع تمرات عجوة على الريق وأكل حبة البركة والادهان بزيت الزيتون.
وإبطال السحر يكون بفك عقده كما قال سبحانه: {ومن شر النفاثات في العقد}، وقراءة المعوذات وآية الكرسي وآخر آية البقرة، واعتقاد أن الشافي هو الله عز وجل وحده، كما قال إبراهيم عليه السلام: {وإذا مرضت فهو يشفين}.
ويجب أن نتعاون مع السلطات في إبلاغهم عن السحرة وأماكن وجودهم ونحث الناس ونوعيهم بضرورة الابتعاد عن التعامل مع السحر والسحرة، ووضع طريقة لتفتيش العمالة المنزلية، وكذلك البريد والجمارك لابد من التعاون لإبطال دخول السحر إلى الكويت.
ولابد من التعاون الإعلامي في ترك الأبراج ومحاربة القنوات الفضائية المتخصصة بالسحر وكتب السحر، ويكون تعاون إسلامي كبير في القضاء عليه لما يترتب عليه من أذى على أبدان الأشخاص.
وكم فرق السحر بين المرء وزوجه وبين الأخ وأخيه وبين الموظف ووظيفته وبين الأطفال وحال دون نطقهم وغيرها، وكل ذلك كان بأمر الله سبحانه، ولكن إذا التجأ العبد إلى ربه شافاه ربه وعافاه وزاد إيمانه، قد يكون من خلال أن الله عز وجل يوصل أشخاصاً إلى السحر فيكتشفونه ويبطلونه بإذن الله عز وجل، أو يراه الإنسان في منامه.
نسأل الله عز وجل أن يكفيكم شر الأشرار وكيد الفجار وسحر السحرة ويزيدكم قوة إلى قوتكم.



اعداد: د.بسام خضر الشطي