جزيت خيرا أبا مالك.
وانظر الماوردي في مقدمة كتابه الموسوم_النكت والعيون_
فصل...فإذا صح جواز الاجتهاد في إستخراج معاني القرآن من فحوى ألفاظه، وشواهد خطابه،
فقد قسم عبد الله بن عباس رضي الله عنه وجوه التفسير على أربعة أقسام:
فروى سفيان، عن أبي الزناد قال ابن عباس: " التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب بكلامها وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله عز وجل " وهذا صحيح.
أما الذي تعرفه العرب بكلامها، فهو حقائق اللغة وموضوع كلامهم.
وأما الذي لا يعذر أحد بجهالتهن فهو ما يلزم الكافة في القرآن من الشرائع وجملة دلائل التوحيد.
وأما الذي يعلمه العلماء، فهو وجوه تأويل المتشابه وفروع الأحكام.
وأما الذي لا يعلمه إلا الله عز وجل، فهو ما يجري مجرى الغيوب وقيام الساعة.
وهذا التقسيم الذي ذكره ابن عباس صحيح، غير أن ما لا يعذر أحد بجهالته.
قلت: قد علمنا مشايخنا وعلماؤنا الكرام-حفظهم الله-أن من أراد تفسير الكتاب العزيز طلبه أولا من القرآن؛ فما أُجمل منه في مكان فقد بسط في موضع آخر والعكس، وأن عسر ذلك طلبه في سنة خير الأنام فإنها شارحة للقرآن،فإن عسر رجع إلى أقوال الصحابة لما شاهدوه من القرائن والأحوال عند نزول القرآن.فأقوال التابعين،فالتفا سير المعتمدة عند أهل السنة.
وما أجمل ما قسم الزركشي في كتابه -البرهان في علوم القرآن-ج(16-2/156)
حيث جعل النقل عن النبي-صلى الله عليه وسلم-أول مطلب للناظر في تفسير القرآن.