المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبداللطيف القحطاني
ويؤمنون أنّ الله قد جعل لهم خَلَفاً عُدولاً ، ونحن نزعُم أنّ رِكابهم ولّتْ وليس لنا بهم لحاق ، بلى والله ؛ مَن صَدَق مع الله أفاض عليه مِن جزيل عطائه وجعله من صفوته وأوليائه ، وفتح له أبواب الخير يدخل مِن أَيّها شاء ، فإذا قَصَدَ باباً وفّقه لولوجه ، ثم أعانه على السّير فيما وفِّق له حتى يضع قدمه على عَتَبَاتِ الفردوس هانئاً بما أُعِد له ، فإذا ظن أنه المُنتهى أُوتى ما وُعِدَ من الزيادة على الحسنى ، وبِذَا يُدرِك القوم حيث حطّت رحالهم...
وعليه فالعبرة بالسبق في فاضل الأعمال لا بتقدُّم العصور والآجال ، فإن قيل أنهم خير القرون ، قلنا فإننا مِن بني جلدتهم ونرجو أنْ ندركهم بأجر خمسين ممّن فضُلَ عليهم ، ولعل لنا فيما لهم شِرك ؛ إذ فرّقتنا القرون وجمعتنا الغُربة ؛ فاللهم طوبى لنا أجمعين .
جزاك الله خيرا، أفدت، ومن باب زيادة الفائدة:
نقول أن منزلة الصحابة لا يعدلها أحد
فقد روى الترمذي وأبوداود وابن ماجه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ..(فإن من ورائكم أيامًا الصبر فيهن مثل القبض على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلًا يعملون مثل عملكم).
. وفي رواية: (قيل يا رسول الله أجر خمسين منا أو منهم)؟ قال: (بل أجر خمسين منكم).
وروى الشيخان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه).
وقد اختلف أهل العلم فيما إذا كان في الأمة من هو أفضل من بعض الصحابة. والذي عليه جمهور أهل العلم أن فضيلة الصحبة لا يعدلها عمل لمشاهدة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال ابن حجر في فتح الباري: ومحصل النزاع يتمحض فيمن لم يحصل له إلا مجرد المشاهدة كما تقدم، فإن جمع مختلف الأحاديث المذكورة كان متجها على أن حديث للعامل منهم أجر خمسين منكم لا يدل على أفضلية غير الصحابة على الصحابة، لأن مجرد زيادة الأجر لا يستلزم ثبوت الأفضلية المطلقة.
وأيضًا فالأجر إنما يقع تفاضله بالنسبة إلى ما يماثله في ذلك العمل، فأما ما فاز به من شاهد النبي صلى الله عليه وسلم من زيادة فضيلة المشاهدة فلا يعدله فيها أحد.. .
فتحصل أن المراد ـ والعلم عند الله ـ هو أن من عمل عملًا كان الصحابة يعملون مثله ينال عليه أجرًا مضاعفًا خمسين ضعفًا عما كان يناله الصحابة، والسبب في هذا أن الصحابة كانوا يجدون على الخير أعوانًا، وهؤلاء لا يجدون على الخير أعوانا كما ورد في الأثر.
والله أعلم.
منقول من إسلام ويب