فصلٌ في حذف الألقاب في الدعاء !
هذا ـ فيما يبدو لي ـ أدبٌ شرعيٌّ لطيف ...
وهو أن من فقه الرجل في السنة، أنه إذا دعا لشخصٍ يحبه ويعظمه، حَذَفَ ألقاب التعظيم والتبجيل، فلا يقول:
اللهم اغفر لفضيلة الشيخ فلان، أو لجلالة الرئيس فلان !
أو: اللهم ارحم صاحب الفضيلة العلامة فلان !
أو اللهم ارحم شيخنا وإمامنا فلان !
وغيرها من الأدعية الاستعراضية...ال ائعة
بل يقول: اللهم اغفر لعبدك، أو لأمتك
هذا هو ظاهر السنة كما هو معلوم.
ذلك أن المقام مقام إظهار افتقار للرب جل وتعالى:
واللهُ أكرمُ من رجوتَ نوالَه **** والله أعظمُ من ينيل نوالا
ملكٌ تواضعت الملوك لعزِّه **** وجلالِه سبحانه وتعالى
فأما ما يراد به التعريف من الألقاب فظاهر السنة أنه لا حرج، كأن تقول: اللهم انصر المجاهدين، أو وفّق الدعاة إلى سبيلك، كما في حديث: اللهم ارحم الأنصار.
كان هذا في خاطري منذ سنين، ولم أجد له شاهداً سلفياً فيما مضى، فكتمته، وبينما أنا أتصفح أدب الإملاء والاستملاء للسمعاني ـ رحمه الله ـ وجدته يروي بإسناده:
عن إسماعيل بن محمد المستملي، قال: كنت أقرأ على الشيخ الإمام أبي بكر بن حامد، فقلتُ: ورضي الله عن الشيخ الإمام وعن والديه، فقال: لا تعظمني عند ذكر ربي "اهـ [ص100].
وانظر الأثر الذي قبله أيضاً، [ص 99].