المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي
3- قد لا يملك العبد قلبه من الفرح بزوال هذا الظالم ،لكن الأولى أن يحفظ العبد قلبه من الدخول في هذا الباب،وأن يحمد الله على العافية،وأن يسأل الله أن يعيذنا من شر ميتة رجل ظالم يعقبها ما يجعلنا نترحم على أيامه ونرجو بقاءه،ولسنا والله نعلم ما تأتي به الأيام،ومن علم عظم قدر لقاء الله ،وعلم أنه ما منا إلا مقصر ليس معه ما ينجيه إلا أن تكون رحمة الله ويكون فضله = أحب جداً ألا يرجو إلا نجاة النفوس جميعاً،والأدب الشرعي في هذا الباب : إن لم تستطع الدعاء بالرحمة = فأشفق على هذه النفس من ثِقل هذا اللقاء العظيم..
4- ونحن بهذا الأدب لا نحفظ مقام هذا الميت بقدر ما نحفظ مقام رب العالمين جل وعلا ونحن بهذا الأدب إنما نريد أن يكون أول هم العبد وقصده أن يتعبد لله بالعبودية الواجبة عليه أولاً في هذه المقامات وهي التذلل والخضوع والخشية والرهبة والخوف من مالك القلوب وسلطانها سبحانه يهدي من يشاء ويضل من يشاء..ووالله لا يبلغني خبر كهذا إلا وترتعد فرائصي أن أقبل على ربي بعمل كعمل هذا الميت..هذا هو همي أما غير ذلك ففيما أنا فيه من الهم بأن تشبه خاتمتي هذه الخاتمة ما يشغلني عنه..
5- من أثقل ما يأتي في ميزان العبد يوم القيامة العفو والمرحمة فلو عفونا عن مظالمنا في عنق هذا الرجل = لكان أنفع لنا،وقد أقبل على ربه والله وحده يُعامله بما يرى.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا " رواه البخاري.
قال شيخ الاسلام رحمه الله : " حتى أنه قال لا تسبوا أمواتنا فتؤذوا أحياءنا لما كان قوم يسبون أبا جهل ونحوه من الكفار الذين أسلم أقاربهم فإذا سبوا ذلك آذوا قرابته ". منهاج السنة النبوية 4/573
وقال الشيخ الألباني رحمه الله : " أي : لا يجوز سب المسلم حتى لو كان مطعوناً في إسلامه ؛ لأنه ليس هناك فائدة من هذا الطعن بعد أن انتقل إلى حكم الله عز وجل ".
دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية
إستفدته من شيخنا أبي حاتم الزمراني, و أضاف قائلا: فلا معنى للكلام هنا حول أخطاء الرجل وعيوبه فقد تكفل العلماء ببيانها كما لا يجوز الخوض في مسألة الترحم عليه والدعاء له بالمغفرة فضلا عن حاله بين يدي ربه فهذا تقول على الله وافتراء عليه .
والرجل لا محالة داخل في عموم الدعاء الذي ندعوا به لعامة المسلمين في جميع أحوالنا , وهذا من رحمة أهل السنة وانصافهم ولو مع مخافيهم , فأهل السنة أعلم بالحق وأرحم الناس بالخلق .
فنسأل الله لنا وله الرحمة والمغفرة .